الرئيس الفرنسي : معركة تحرير الموصل حاسمة على المستويين الامني والسياسي
بغداد – سياسة – الرأي –
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الخميس، إن معركة استعادة الموصل حاسمة جدا، لانها تضرب داعش في معقلها حيث كانت تريد ان تبني خلافتها، وهي حاسمة لانها لن تنجح الا اذا كانت مترابطة مع حملة سياسية،مشددا على ضرورة عدم السماح لعصابات داعش الإرهابية بالهروب من مدينة الموصل إلى الرقة في سوريا.
وقال هولاند خلال كلمته في مؤتمر باريس لدعم عمليات تحرير الموصل، الذي عقد اليوم، ان “القوات العراقية والبيشمركة تقوم بالعمل على الجبهة في اطار عمليات مهمة جدا مكنتهم من استعادة الكثير من الاراضي”، مشيرا إلى ان “فرنسا تساهم في هذا، حيث ان اربعة الاف من جنودنا تم نشرهم على حاملة الطائرات التي تمكننا من القيام بعمليات وفي نفس الوقت لدينا مجموعة تكتيكية”.
واضاف، ان “وزراء الدفاع سيجتمعون في باريس في 25 من الشهر المقبل، إلى جانب كل من يشارك في تنظيم ضربات ضد داعش من اجل استعادة الموصل”، مبينا ان، “وزير الخارجية موجود هنا، وذلك من اجل وضع اسم سياسي للمنهجية التي نعتمدها للإعداد إلى فترة ما بعد دحر داعش من الموصل، وايضا وضع الإستراتيجية والاسس من اجل ابعاد داعش”.
واكد، ان “معركة استعادة الموصل حاسمة جدا، لانها تضرب داعش في معقلها حيث كانت تريد ان تبني خلافتها، وهنا كانت تعتقد داعش انه يمكن اطلاق المبادرات في العراق او في سوريا”، موضحا ان “معركة الموصل حاسمة لأسباب اخرى، الاول هو دحر داعش وابعادها والاسباب الاخرى، هي العمل بفاعلية على المستوى العسكري وايضا الانساني فضلا عن المستوى السياسي كل ذلك يجب ان يجتمع من اجل تامين المجموعات المدنية المعرضة إلى المعارك”.
ولفت الرئيس الفرنسي، “نحن لا نقول ان علينا ان نضرب كل ما هو موجود في الموصل تحت حجة وجود داعش هنا، فأولا لدينا واجب إنساني اذ يجب على المعركة العسكرية ان تكون موجهة فقط للأهداف العسكرية التي تستهدفها وان تقوم بتقليص الخسائر قدر المستطاع”.
وأضاف، “يجب على هذه المعركة ان تقلص الخسائر لتفادي استهداف المدنيين”، منوها “بطلب من الحكومة العراقية واحتراما لحقوق الإنسان والقانون الدولي قمنا ببذل قصارى جهدنا لتقديم المساعدات الإنسانية لكل من يحاول الهروب من المعارك في الموصل”.
وتابع، ان “الذين يهربون من الموصل متوجهون إلى الرقة، يجب ان لا نسمح لهم من التمكن والانتقال إلى اماكن اخرى يمكنهم منها شن المزيد من الهجمات الإرهابية”.
وجدد تأكيده، ان “معركة استعادة الموصل حاسمة على المستوى السياسي، فهي ستكون طويلة على المستوى العسكري، إلا انها لم تكن ناجحة الا لو كانت مترابطة مع حملة سياسية، اذ يجب ان تكون هناك خطة للمناطق المحررة في الموصل، و يجب الاخذ بعين الاعتبار هذه المجموعات السكانية التي هربت من داع يجب ان نهتم بالمدنيين والأشخاص الذين اضطروا للبقاء في الموصل”.
وأضاف، ان “علينا ان نسأل على حماية جميع الأشخاص الذين كانوا تحت قبضة داعش وكل مرافق الحياة التي كانت تحت سيطرة داعش”، مبينا “ستكون هناك قوات على الارض وتتمكن من توفير المساعدة اللازمة لسكان المدينة، كما يجب ان يكون هناك تنظيما سياسيا واداريا لمستقبل مدينة الموصل، لانها تمثل التعددية وتنوع النسيج الاجتماعي العراقي”.
ونوه الرئيس الفرنسي، إلى ان “هذه المبادرة يجب ان تتمثل بالسماح بحماية هذه التعددية التي سارعت داعش إلى استهدافها، الأكراد والمسيحيين، وكل ماهو لا يشبهها، لذا نحن، وبالتعاون مع الحكومة العراقية، سنبذل قصارى جهدنا كي يتم التخلص من داعش في الموصل، لتكون هناك عملية ادارية تسمح للسكان بان يعيشون حياة طبيعية منظمة وانسانية”.
وذكر ان “هزيمة داعش ستكون فوزا سياسيا وعسكريا وانسانيا لذا اجتمعنا للتعبير عن التزام دولنا بهذه العملية، اي معركة استعادة الموصل”، مستدركا “ولكن ايضا كي نقول اننا سنعمل معا كي يتمكن العراق من الحصول على الدعم واستعادة كافة الأراضي والعمل بسلام”.
وقال إن، “علينا أن لا ننظر إلى معركة استعادة الموصل، او الموصل تحديدا بانها نقطة على خريطة العالم او هدف نسعى للوصول إليه وانما يجب ان ننظر إليها كوجهة تسمح لنا للإعداد لعراق الغد، وهنا ان تمكنا من التغلب على داعش وتجميع الذين يريدون جزء من مستقبل العراق لم نكون قد نجحنا بهذه المعركة فقط وإنما بالحرب في الكامل”.انتهى