خطيب جمعة بغداد يطالب دول التحالف ان لا تدع مجالاً لهروب الدواعش من الموصل
بغداد – محلي – الرأي –
طالب امام وخطيب جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، دول التحالف أن تكون صادقة في حربها ، وأن لا تدع مجالاً لهروب عناصر داعش نحو سوريا ، مباركاً لانتصارات القوات المسلحة على داعش مشدداً على القضاء ان يكون حازماً في محاسبة المقصرين والمتآمرين، مطالباً الحكومة عدم الرضوخ للضغوطات الداخلية والخارجية أو المساومات السياسية، واصفاً ما أصدرته الحكومة العراقية من اقرار التعامل بالتعرفة الجمركية بالأمر “المحمود”، داعياً لتطوير القطاع الصناعي العام والخاص ليكون بديلا عن السلع المستوردة، معتبراً ان التفكير في خصخصة القطاع الكهربائي قد يحل معضلة الكهرباء إلا أنه سيرهق كاهل المواطن.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، “نود أن نشير إلى بعض الأمور الداخلية والتي تخص الجانب الاقتصادي منها ما أصدرته الحكومة من اقرار التعامل بالتعرفة الجمركية فهو أمر محمود خصوصا مع تفعيل مقاييس السيطرة النوعية وهذا الأمر يعود بالنفع على البلد كمردود اقتصادي والالتفات الى نوعية السلع الداخلة إلا أن هذا الأمر يحتاج لتطوير القطاع الصناعي العام والخاص ليكون بديلا عن السلع المستوردة فيما لو ارتفعت اثمانها ومستوعبا للأيدي العاملة التي تعاني من البطالة”.
وبخصوص قطاع الكهرباء، اكد الساعدي إن “التفكير في خصخصة القطاع الكهربائي انتاجا وتوزيعاً قد يحل معضلة الكهرباء وانقطاعه المستمر إلا أنه سيرهق كاهل الشعب وخصوص أن نسبة أكثر من 60% من طبقات المجتمع هي تحت مستوى خط الفقر فنرجو الالتفات إلى خطورة هذا التوجه في الوقت الراهن على الأقل الذي لا يتناسب والدخل المحدود للفرد العراقي”.
وبخصوص تحرير الموصل، بين الساعدي “إننا نبارك للجميع خصوصاً القوات المسلحة هذه الانتصار التي أعادت للعراق هيبته ومكانته وأثبتت للعالم أن العراق دولة لها مكانتها ولا يمكن أن يغمط حقها، نأمل من قواتنا المسلحة أن تسرع في معركة التحرير ـ وكلنا ثقة بذلك ـ بما ينهي ملف الإرهاب”.
وطالب الساعدي من “دول التحالف أن تكون صادقة في حربها ، وأن لا تدع مجالاً لهروب عناصر داعش نحو سوريا ، فإن هروبها يعني بقاء الخطر مستقبلا وفي ظل وجود قيادات سياسية ودينية واجتماعية تخلت عن دينها ووطنها وقيمها يمكن أن تعود داعش مرة أخرى أو بنسخة جديدة المظهر”.
وشدد الساعدي على “القضاء العراقي والأجهزة الأمنية أن تكون حازمة لمحاسبة المقصرين والمتآمرين ، فإن من يمكن عصابات داعش أو أية قوة خارجية من بلده لا تعد هذه جريمة فقط بل خيانة عظمى للوطن والشعب لا يمكن التغاضي عنها ولابد من معاقبتهم عقاباً شديداً وبأقصى الأحكام”
وطالب الساعدي الحكومة أن “لا ترضخ للضغوطات الداخلية والخارجية أو المساومات السياسية فتتغاضى عن هؤلاء ، فوجود أمثال هؤلاء يكون الشعب ومستقبل البلد في خطر”.
وبخصوص التدخل التركي، اوضح الساعدي “أننا ندين التدخل العسكري التركي على الأراضي العراقية دون أخذ إذن الحكومة العراقية وإن دخولها في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بعد أن كانت ممراً له، لا يعد مسوغاً شرعيا لها بالتصرف بالأراضي العراقية واحتلالها، فعلى الحكومة التركية أن تثيب إلى رشدها، كما على الخارجية العراقية أن تتحرك دوليا لإدانة هذا الاحتلال وإثبات حق العراق في مقاضاتها أممياً”.
وبين الساعدي إن “الحرب والقتال أمرٌ مكروه بنفس فطرة الإنسان التي فطر الله الخلائق عليها ولا تلجأ إليها الجماعات والمجتمعات المتعقلة إلا لدرءِ الخطرِ عن نفسها ، والحرب على الإرهاب مازالت مكروهةٌ بنفسها لكنها محمودة الغايات ، فالقضاء على الإرهاب المتطلب للحرب يعني انقاذ البشرية من مخاطر الجمعات السفاحةِ للدم المنتهكةِ لكرامة الإنسان المستعبدةِ النساءِ لغرائزها وشهواتها ، وإن كان في مثل هذه الحرب نفقد فلذات أكبادنا إذ نفقد شباباً من خيرة الشباب وشهداء وجرحى إلا أن الله وعد بعد هذا الجرح نصراً”.انتهى
فراس الكرباسي