عواقب سقوط مذنب كادت أن تكون وخيمة
سقط مذنب على أراضي أمريكا منذ نحو 56 مليون عام في أثناء مضي العصر الأول بعد انقراض الديناصورات.
وكان من الممكن أن يؤدي ذلك السقوط إلى الانقراض الجماعي اللاحق للكائنات الحية على الأرض. مع هذا أسفر ذلك عن تحول مناخ الأرض إلى ما يشبه ظاهرة “الدفيئة” التي استغرقت بضع مئات الملايين من السنين.
ويربط الأستاذ المساعد مورغان شالير سقوط المذنب بما يسميه العلماء بوصول مقادير درجة الحرارة إلى قيمها القصوى في العصر الباليوسيني الذي تحقق منذ 56 مليون عام تقريبا حينما أطلقت كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء دفعة واحدة.
عند ذلك ارتفعت درجة حرارة الهواء بـ5-8 درجات مئوية خلال فترة 5-20 ألف سنة، وهو ما يعتبر فترة قصيرة جدا من وجهة النظر الجيولوجية.
واستغرقت هذه المرحلة نحو 200 ألف عام تحول كوكبنا خلالها إلى بستان استوائي حينما كان حتى قطبا الأرض خاليين من الجليد. ورافقت الارتفاع المذكور في درجة حرارة الهواء تغيرات غريبة وحادة في العالمين النباتي والحيواني. وأدت هذه التغيرات إلى اندلاع جدال بين العلماء الجيولوجيين حول أسبابها: أكانت نتيجة لثوران البراكين المتواصل أم أنها نتجت عن عوامل جيولوجية أخرى.
وجد شالير وزملاؤه كريات صغيرة من صخور منصهرة تتشكل عادة عند سقوط أجسام فضائية مما يؤدي إلى انصهار قطع من الصخور وتصلبها سريعاً على شكل قطرات بعد قذفها نتيجة لاصطدام كويكب أو مذنب بالأرض. وقد أكتشف فريق شالر هذه الكريات في الترسبات المتشكلة منذ 56 مليون عام في موقع حفريات أجراها في ولاية نيوجرسي. ويدل التركيب الكيميائي لهذه الكريات على أنها تشكلت نتيجة لاصطدام جسم فضائي بالأرض وليس نتيجة لثورة بركان.