من هو”الطبطبائي” الذي أدرجته أمريكا على لائحة “الإرهاب”؟
بعد فشل الكيان الإسرائيلي في تصفيته الجسدية، تسعى أمريكا لتصفيته معنويا إنه “الطبطبائي”. فقد أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، القيادي في حزب الله اللبناني “هيثم علي الطبطبائي”، في القائمة الخاصة للإرهاب الأجنبي. وقال بيان صادر عن الوزارة: “قامت الخارجية بإدراج هيثم علي الطبطبائي، والمعروف أيضاً باسم أبو علي الطبطبائي، في القائمة الخاصة بالإرهاب الأجنبي”.
وعن الطبطبائي، لفت البيان إلى أنه “قائد عسكري في حزب الله من العاصمة بيروت، وعمل في سوريا، كما توجد تقارير عن تواجد له في اليمن”، فمن هو ” أبو علي الطبطبائي “؟
أبو علي الطبطبائي
رغم أن حزب الله لم يعلّق على البيان الأمريكي، إلا أنه نظرا الى الطبيعة السرية للنشاطات العسكرية والامنية لحزب الله فلا تتوفر معلومات كثيرة عن القيادي الطبطبائي الذي ظهر اسمه إلى الإعلام بعد عملية القنيطرة في الجولان السوري والتي أدّت الى استشهاد العميد في الحرس الثوري الايراني محمد علي الله دادي وستة من اعضاء حزب الله بينهم جهاد عماد مغنية حيث تسرّب اسم القيادي في المقاومة الاسلامية “أبو علي الطبطبائي” كمستهدف أساسي في الغارة الاسرائليلية.
“الخطير الذي اذهب النوم من عيون الجيش الاسرائيلي”
فبعد عملية الجولان زعم الکيان الإسرائيلي، عبر وسائل إعلامه، أنه إستطاع قتل الرجل الذي وصفه بـ “الخطير، الذي يقلق نوم الجيش الاسرائيلي “.
وقال مراسل القناة العاشرة للشؤون العسكرية الإسرائيلي ألون بن دافيد”صحيح أن الضربة استهدفت جهاد مغنية، إلا أنّ الهدف الأساسي لعملية التصفية كان أبو علي الطباطبائي، الشخص الذي يبني القوة الهجومية لحزب الله، الذي يدرّب رجاله لاجتياح الجليل واحتلال المستوطنات “.
وعن هذه الشخصية التي تحظى بالاهتمام، اوردت مصادر اعلامية بعضًا من التفاصيل عن الرجل ودوره في المقاومة، فهو من أب إيراني وأم جنوبية لبنانية، وُلد وربي وترعرع في جنوب لبنان وفي شبابه انضم إلى المقاومة.
قد أسهب أحد التقارير الاسرائيلية في شرح أهمية “الصيد الثمين” الذي استهدفته اسرائيل: الطبطبائي المزعوم هو القيادي الذي اوكل اليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التخطيط لاحتلال الجليل. اي ان “اسرائيل اصطادت الشخص الذي اذهب النوم من عيون ضباط الجيش الاسرائيلي”.
الخطر الداهم على “إسرائيل”
ووفق المعلومات، فالرجل تسلّم وتدرّج في المهام في المقاومة حتى وصل إلى قيادة “قوات التدخل” وهي وحدة الإسناد الهجومي في المقاومة واستمر على رأسها لفترة قبل أن يتم دمجها مع القوات الخاصة في الحزب غداة استشهاد عماد مغنية لتتحول إلى اسم “الرضوان “.
وفي هذه المرحلة تحوّل الرجل من إدارة “قوة التدخل” إلى إدارة قسم في”وحدة الرضوان”، لكن نفوذه بقي في الوحدة وله كلمة فيها، إلا أن دخول حزب الله القتال ضد الارهابيين في سوريا غير موقع الرجل، فتحّول من موقعه هذا إلى موقع آخر يُدير فيه ملفًا عسكريًا خاصًا في سوريا، لم تعرف طبيعته.
وصوّر الجانب الإسرائيلي الرجل على أنه الخطر الداهم، والتسريبات الاسرائيلية لوسائل الإعلام تقول إن “الطبطبائي” كان يعمل على تأمين أرضية عسكرية مقاومة في منطقة الجولان السوري، ما اعتبره العدو خطرًا.
قائد وحدة الرضوان
وتقول بعض المصادر الاعلامية ان ابو علي الطبطبائي الذي يتعطش الكيان الصهيوني كثيرا لاغتياله، هو القائد العسكري لوحدة الرضوان أحد أبرز الوحدات الخاصّة في حزب الله. وقد اشار موقع واللا الصهيوني المقرب من الدوائر الامنية في كيان الاحتلال في تقرير له الى قدرات حزب الله لبنان والى خصوصيات هذه الوحدة الخاصة لحزب الله قائلا ان وحدة رضوان قادرة على ادخال عدد كبير من قواتها الى داخل المستوطنات الصهيونية القريبة من الحدود وتنفيذ عمليات هجومية في هذه المناطق من ثم العودة بسلام الى الاراضي اللبنانية.
كما تقول مجلة ايكونوميست البريطانية فيما يخص القدرات والمؤهلات الفردية لعناصر وحدة رضوان كقوات خاصة لحزب الله “ان هؤلاء الاشخاص قادرون على الدخول في القتال في الجبال والتلال وعلى مساحات شاسعة والتقدم بسرعة قل نظيرها وهم على درجة عالية من الاحتراف ويتمتعون بقدرة عالية على تحمل الاوضاع الصعبة المختلفة اثناء العمليات.
المصدر / الوقت