تقرير مفصّل: فعاليّات اليوم الأول لمؤتمر الصحوة الإسلامية في العراق
على وقع المعركة الحاسمة التي تخوضها القوّات العراقيّة المشتركة في الموصل، انطلقت اعمال الاجتماع التاسع للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية في العاصمة العراقية بغداد وذلك بحضور شخصيات سياسية وعلمائية. وتناول المؤتمر مختلف القضايا التي تعصف بالمنطقة والعراق، لاسيّما معركة الموصل، وخطر التننظيمات التكفيرية على الأمّة الإسلامية.
العبادي يدعو لتحويل الصحوة الإسلامية الى منهاج .. العراقيين لن ينسوا كل من وقف معهم
رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، دعا، اليوم السبت، الى تحويل الصحوة الإسلامية منهاجا وبرنامجا بعيدا عن الشعارات، فيما اكد استمرار الشباب العراقي في التطوع الى صفوف الحشد الشعبي على خلفية فتوى الجهاد الكفائي.
وقال العبادي خلال كلمته التي القاها في مؤتمر الصحوة الإسلامية المقام في في بغداد اليوم ان “العراقيين لن ينسوا كل من وقف معهم في حربهم ضد الإرهاب”، مستدركا اننا “في المرحلة الأخيرة في القضاء على الإرهاب وعلى الوجود العسكري لعصابات داعش الإرهابية خلال عمليات تحرير الموصل”، داعيا الى ” تحويل الصحوة الإسلامية منهاجا وبرنامجا بعيدا عن الشعارات”، مؤكدا “استمرار الشباب العراقي في التطوع الى صفوف الحشد الشعبي على خلفية فتوى الجهاد الكفائي”.
وبين العبادي ان “الصحوة الإسلامية يجب ان تكون من أولويات اعمالها تغيير الصورة عن الإسلام وطرح الصورة الحقيقة والصحيحة للاسلام من خلال عمل دؤوب يفهم العالم ان المتطرفين منبوذين ولا يمثلون الإسلام”.
وأضاف ان “فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الاشرف دافعت عن الشعب دفاعا مقدسا”، لافتا الى ان “هنالك الاف من الشباب لايزالون يضغطون للتطوع والتصدي الى الإرهاب، حيث ان الشعب اليوم موحد ضد الإرهاب على الرغم من ان البعض أراد التفرقة والذي تصدى له الوعي الفريد الذي نشر واكد ان العراقيين مجتمعين وموحدين في مواجهة الإرهاب والدفاع عن الأرض والعرض والشرف والكرامة”.
الجبوري: خطر التطرف بات يهدد وجود الامة.. نشكر كل من وقف معنا وساندنا
من جانبه، أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ان “جميع فئات الشعب العراقي موحدة، شاكرين كل من وقف معنا وساندنا، ونؤكد ان العراقيين جميعا مع وحدة العراق ونعول على استثمار فرصة النصر، وستكون مرحلة مابعد التحرير مرحلة الحفاظ على السلم المجتمعي”.
و أضاف الجبوري في كلمة له خلال مؤتمر الصحوة الاسلامية في بغداد، “قلنا ولازلنا نقول بان الحلول الحقيقية ينبغي ان تكون جذرية فقد اصبحت المشاكل متشابكة مع بعضها وهذا يعني بان المنطقة تحتاج الى حوار متكامل وهو ينبغي ان ينطلق من غير شروط للتوصل الى الحلول الحقيقية والاستعداد الى تقديم التنازلات”.
واوضح الجبوري ان “العراق بدوره مستعد لدعم الحوار والمشاركة فيه دون تحفظ، داعياً دول جوار العراق كافة لجلسة مشتركة لتحقيق الامن والتعايش الاسلامي من تركيا والسعودية الى ايران ودول الجوار الاخرى)، ونحن مستعدون لتحقيق تقدم ملموس فالعراق دولة تتاثر وتؤثر في هذه المشاكل، راجين قبول المبادرة من العراق من اجل السلام واستقرار المنطقة”.
وقال الجبوري إن “خطر التطرف بات يهدد وجود الامة، وهي تتحمل الحصة الاكبر بالدفاع عن مقدساتها”، ومحملاً علماء الدين المسؤولية الاكبر، لان الارهابيين حاولوا تسويق فكرتهم تحت عنوان الدين الحنيف. وأكد ان” العالم اليوم يحملنا المسؤولية للتصدي لهذا الفكر المتطرف الدخيل، وكل ذلك يتطلب خطة ناضجة يشرف عليها اهل الحل والفكر من خلال البحث عن أسباب نشأة هذا الفكر ووضع المعالجات بشكل عملي، والحكومات تتحمل جزء من هذه الحلول”.
السيد عمار الحكيم: عقد مؤتمر الصحوة الإسلامية في بغداد نصرة للعراق وقواته
في السياق ذاته، اعتبر رئيس التحالف الوطني في العراق السيد عمار الحكيم أن عقد مؤتمر الصحوة الإسلامية في العاصمة العراقية بغداد، نصرة من العالم الاسلامي تجاه العراق وقواته المسلحة.
وقال السيد الحكيم خلال كلمته في مؤتمر الصحوة الإسلامية ان عقد هذا الاجتماع في العراق هو “نصرة من العالم الإسلامي تجاه العراق، وقواته المسلحة وحكومته المنتخبة، ونشعر بالامتنان الكبير لتلبية المشاركين في المؤتمر لهذه الدعوة”.
وأضاف “كما هو معروف إن المجمع العالمي للصحوة الإسلامية مهم، ونتيجة التحولات الكبيرة التي شهدتها المنطقة العربية والعالم الإسلامي بشكل عام مما كان يتطلب ان تتضافر الجهود في التعاطي مع هذه التحولات”، مبيناً ان “الاجتماع الأول للمجمع عقد بحضور الشخصيات المؤثرة والمهمة في العالم الإسلامي، وتلاه تطورات تخصصية للنساء والعلماء والنخب”.
وتابع رئيس التحالف الوطني قائلاً: “وعلى اثر ذلك تم تنظيم نظام داخلي للمجمع وتم اختيار علي ولايتي رئيساً للمجمع وتم تشكيل أمانة المجمع ليكون مقرها الدائم في طهران، وهناك اجتماعات فرعية للمجمع العالمي، مبيناً ان الاجتماع الذي يعقد اليوم، هو النسخة التاسعة من اجتماعات المجمع.
ولايتي: الصحوة الإسلاميّة تتقدّم رغم كافة مؤامرات الأعداء وعملائهم
أكد الامين العام للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية علي اكبر ولايتي أن الصحوة الاسلامية باتت واضحة في المنطقة وهي تتقدم رغم كافة مؤامرات الأعداء وعملائهم ويمكنها التصدي لهذه المؤامرات.
وأشار ولايتي خلال كلمته في الاجتماع التاسع للمجلس الاعلى للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في بغداد، إلى أنه وبعد مضي 5 سنوات من بدء موجة الصحوة الاسلامية لم يستطع اعداء هذه الصحوة تحقيق كافة غاياتهم لاحتواء هذه الموجة حتى رغم ايجاد الجماعات التكفيرية بل بات العالم الاسلامي بعلمائه وشعوبه موحدا ضد تيار العنف والارهاب التكفيري.
وتطرق ولايتي في كلمته الى ما يجري في سوريا قائلا ان التكفيريين في سوريا هم يقاتلون الجيش السوري وتركوا العدو الاسرائيلي وهذا يدل على نفاقهم، واضاف ان الجيش السوري والقوات الشعبية في هذا البلد هم يقاومون الاعداء الداخليين والاقليميين والاجانب واستطاعوا تحقيق انجازات هامة.
وفيما يخص العراق قال ولايتي انه تجري الان عمليات تحرير الموصل والقوات العراقية تتقدم وهذا سيعيد الاستقرار الى شمال العراق وهذا مهم لدول الجوار، كما اكد ضرورة عدم السماح بانتقال الارهابيين من الموصل الى مناطق أخرى.
وفي الشأن اليمني قال ولايتي ان الشعب اليمني يتعرض لجرائم ضد الانسانية وان النظام الرجعي السعودي اثبت انه لا يفهم الا لغة القوة لكن اليمنيون يواصلون مقاومتهم باستلهام من الصحوة الاسلامية.
وفي الشأن البحريني قال ولايتي ان الشعب البحريني المجاهد والثوري مازال يصر على مطالبه المشروعة من اجل احقاق حقوقه المسلوبة والمشروعة عبر الطرق السلمية في وقت يقوم حكام البحرين بقمع الشعب ومواجهة هذه المطالب بالقمع والعنف ويضعون العالم المجاهد البحريني آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم في الحصر ويريدون سحب الجنسية عن هذا العالم الجليل.
وفي معرض اشارته الى ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة قال ولايتي “وفي فلسطين يواصل الكيان الصهيوني جرائمه ويسلب الفلسطينيين حق تقرير المصير ويقتل الشباب الفلسطينيين”، واضاف “ان شعوب المنطقة يريدون احقاق حقوقهم لكن التيار التكفيري الصهيوني يريدون تهميش القضية الفلسطينية”.
وحول الفتن والأزمات التي تفتعلها السعودية في المنطقة عبر أداتي المال والوهابية قال ولايتي ان يد الحكام السعوديين واضحة خلف كل هذه الازمات لاشعال الفتن في العالم الاسلامي.
المصدر / الوقت