عقيد سوري: الجيش والحلفاء قادرون على نقل احتياطاتهم القتالية حسب حاجة الميدان
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
اعتبر الخبير العسكري العقيد إلياس ابراهيم أن أهم أسباب التصعيد الحاصل على كامل الجغرافيا السورية هو الدور الذي يلعبه نظام رجب طيب أردوغان في الشمال السوري، سواء كان بشكل مباشر أو عبر أدواته، مبيناً أنه من الخطأ نسيان أو إغفال حبل السرة الذي يربط داعش بأمه تركيا التي أنشأت له معسكرات ودربته وفتحت أراضيها وحدودها له.
وأضاف ابراهيم أن الخطأ الثاني هو تجاهل العقيدة الإخوانية التي تعتقد بها جبهة النصرة الإرهابية والتي تعتبر أخت النهج مع نظام أردوغان عقائدياً، ومنتشرة في حلب الشرقية وجنوب غرب حلب، الأمر الذي يبين أن كلاً من داعش والنصرة يعملان لخدمة المشروع التركي الهادف إلى إنشاء حزام آمن أو ما تسميه تركيا بالمنطقة الآمنة، موضحاً أن التدخل المباشر في جرابلس وفي الشمال الحلبي هو رديف لعمل داعش والنصرة لإتمام هذا المشروع في كامل شمال سوريا.
وأشار ابراهيم إلى ان هذا المشروع يصب بشكل مباشر في خدمة الخطة الأمريكية التي تقوضت أهدافها من التوسع والانتشار إلى العمل على إطالة أمد حال الاشتباك في سوريا لاستنزاف الجيش السوري وحلفائه عبر إشعال جبهات إضافية.
وفيما يخص العلاقات التركية الروسية، أوضح إبراهيم أن القيادة الروسية تتعامل مع أردوغان بدبلوماسية حذرة، واستراتيجية النفس الطويل، لأنها على دراية بأن لأردوغان مشروع في المنطقة يخدم المشروع الأمريكي ويساهم في بسط تربة خصبة للإرهاب في سوريا، حتى لو أن الأمريكي اليوم يدعم المشروع الكردي الذي يشكل خطراً على الأمن القومي التركي، حيث أن رعب أردوغان من إمكانية فرض الأكراد عند حدوده يجعله مستمر في نشر إرهابييه وتغذية الإرهاب في سوريا، كما أن روسيا تدرك أن أردوغان يحاول التقرب منها لمساعدته في وأد الفدرالية الكردية عند حدوده.
وبين ابراهيم أن الدبلوماسية الروسية في التعاطي مع تركيا إعلامياً تختلف عن طريقة التعاطي الحقيقية على الأرض، حيث أن الروسي يمرر من تحت الطاولة تحذرات لأردوغان من التمادي في سوريا، والروسي هو حليف سوريا التي أعلنت أنها ستتعامل مع أي طائرة تركية تدخل الأجواء السورية بكل حزم ، عدا عن أن منظومات الدفاع الجوي في سوريا هي منظومات روسية، ومن هنا يظهر الموقف الروسي جلياً واضحاً بأن لأردوغان حدود مرسومة ومحددة لا يسمح له بتجاوزها.
كما لفت ابراهيم إلى الاستعدات السورية التي يقوم بها الجيش السوري وحلفاؤه عبر التحشد الكبير في حلب لفتح جبهتين الأولى في أحياء حلب الشرقية، والثانية باتجاه الباب لمواجهة التوغل التركي في الشمال الحلبي.
وختم ابراهيم مؤكداً أن جاهزية وخبرات الجيش السوري وحلفائه تزداد، منوهاً على أن الحديث عن حشود متجهة إلى جبهات متعددة يبين قدرة الجيش السوري وحلفائه على نقل احتياطاته القتالية من جبهة إلى أخرى حسب حاجة الميدان، وهو بالمرصاد للتوغل التركي المباشر من جهة والتوغل الأمريكي عبر عصاباته من جهة أخرى.انتهى