تكيّس المبيض ماذا تعرفين عنه؟
لا يدرك الكثير من الأشخاص في لبنان، وخصوصاً النساء منهم، العوامل المسببة للسمنة، تشرح اختصاصية التغذية نتالي دجابريان في حديث لـ”النهار” وبناءً على معطيات علمية استندت عليها من موقع “health.Gov” أولاً عن متلازمة المبيض المتعدّد الأكياس (PCOS) التي هي عبارة عن أكياس صغيرة تحوي سوائل تتوالد على المبايض. وهناك امرأة من كل 10 نساء في سن الإنجاب لديها متلازمة تكيّس المبايض”.
نسأل دجابريان عن سبب متلازمة تكيس المبايض؟ فتجيب بأنَّ “سبب متلازمة تكيس المبايض غير معروف. ولكن معظم الخبراء يعتقدون أن هناك عدة عوامل، بما في ذلك الوراثة التي تلعب دوراً في ذلك. كما أنَّ ثمة مشكلة أساسية رئيسية مع متلازمة تكيس المبايض هو عدم التوازن الهرموني. يعتقد الباحثون أيضا أنَّ الأنسولين قد يكون مرتبطاً بمتلازمة تكيس المبايض. والأنسولين هرمون يتحكّم في تغيير السكّر والنشاء، وغيرها من المواد الغذائية وتحويلها إلى طاقة للجسم بغية استخدامها أو تخزينها. ويبدو أنَّ الأنسولين الزائد يساهم في زيادة إنتاج الهرمونات الذكرية أي الاندروجين”.
ماذا عن أعراض متلازمة تكيس المبايض؟ تلفت إلى أنَّ “الأعراض يمكن أن تختلف من امرأة إلى أخرى، وتشمل:
– العقم.
– مخاطر مرض السكّري وارتفاع الكولسترول HDL المنخفض، وارتفاع ضغط الدم.
– عدم انتظام أو غياب فترات الحيض.
– الشعر الزائد.
– حَبّ الشباب، البشرة الدهنية، أو زيادة في قشرة الرأس.
– زيادة الوزن أو السمنة، وعادة مع الوزن الزائد حول الخصر.
– بقع على الرقبة والذراعين والثديين، أو الفخذين تكون سميكة وبنية أو سوداء اللون.
– ألم في الحوض.
– القلق أو الاكتئاب.
– توقف التنفس لفترات قصيرة من الزمن أثناء النوم”.
كيف يتمّ علاج متلازمة تكيّس المبايض؟
وفقاً لدجابريان لا يوجد علاج لمتلازمة تكيّس المبايض، بل يحتاج إلى الدراية بالمشاكل. وتستند أهداف العلاج إلى الأعراض الخاصة بك، فبعض العلاجات تشمل تغيير نمط الحياة وخصوصاً أنَّ العديد من النساء مع متلازمة تكيّس المبايض يعانين من زيادة الوزن أو السمنة، ما يمكن أن يسبّب مشاكل صحية. ويمكنك المساعدة في إدارة متلازمة تكيّس المبايض من خلال تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة والحفاظ على وزنك بمستوى صحّي. وتشمل النصائح الغذائية الصحية:
– الحد من الأطعمة المصنعة والأطعمة التي تحتوي على السكريات المضافة.
– إضافة المزيد من المنتجات والحبوب الكاملة، الفواكه والخضروات، واللحوم الخالية من الدهن إلى حميتك. فهذا يساهم في خفض نسبة السكر في الدم، وتحسين استخدام الجسم للأنسولين، وتطبيع مستويات الهرمون في الجسم.
– تناول الأدوية للسيطرة على نسبة السكر في الدم بناءً إلى استشارة وتعليمات الطبيب.
هل تضع متلازمة تكيّس مبايض النساء لمشاكل صحية أخرى؟
تلفت دجابريان إلى أنَّ “النساء مع متلازمة تكيّس المبايض لديهنَّ فرص أكبر لتطوير العديد من الظروف الصحية. وقد وجدت الدراسات الحديثة أن أكثر من 50% من النساء مع متلازمة تكيّس المبايض سيعانين من السكّري أو ما قبل السكّري قبل سن الـ 40. وقد يعانينَ من خطر الإصابة بالنوبات القلبية بمعدل 4 إلى 7 مرات أكثر.
وقد يكنَّ عرضة لخطر ارتفاع في ضغط الدم، أو معاناتهنَّ من مستويات عالية من الكوليسترول السيئ وانخفاض مستويات الكوليسترول الجيد. كما يمكن أن تعاني النساء من توقف التنفس أثناء النوم.
ماذا عن الحمية الغذائية؟
تشير دجابريان إلى أنَّ “معظم من يعانين من متلازمة تكيّس المبايض لديهنَّ قصور في المغنيسيوم، والفيتامينD وB12، وقد يكنَّ بحاجة إلى مكملات الكالسيوم. ما يؤكد أهمية وجود نظام غذائي متوازن يضمُّ الألبان وحليب البقر. كما تنصح النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض بتناول اللوز أو حليب جوز الهند. إضافةً إلى الخضروات الغنية بالحديد والكالسيوم والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، وكذلك الفيتامينات K، C، E، والعديد من فيتامينات (ب)، وخاصة الفيتاميناتB2 ، B3،B5 وB6. كما أنَّ الحفاظ على مستويات السكر في الدم بشكل طبيعي قد تساعد على تخفيف الوزن. ويُساعد أيضاً الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والمعادن القلوية على محاربة الحموضة، ويتوافر الكالسيوم/البوتاسيوم في اللفت، والقرنبيط، والسلق، والسبانخ، والكرنب، والفاصوليا، والملفوف والبطاطا والكوسا والأفوكادو والفطر والأعشاب كالزعتر، والاوريجانو والريحان. وننصح النساء أيضاً بتناول الثمار كالكرز والخوخ، الغريب فروت، والعليق، والفراولة، والتفاح والتوت إذ بيَّنت دراسة نشرت عام 2012 في مجلة الأغذية الوظيفية في مجال الصحة والعلوم أنَّ المواد المضادة للأكسدة في التوت يمكن أن تحسن وظيفة الانسولين. يضاف إلى كل ما سبق ذكره، الشوفان الكينوا، الخبز والحبوب الحنطة السوداء هي من بين أفضل الخيارات.
الدهون الجيدة
بيَّنت دراسة سريرية نشرت عام 2004 في دورية التغذية السريرية أنَّ “الأحماض الدهنية الأساسية، مثل الأوميغا 3، تساعد في تحسين استجابة الانسولين، إضافةً إلى المكسرات والبذور والأسماك الزيتية، الأفوكادو وزيت الزيتون، والتونة والسلمون التي تعتبر واحدة من أفضل المصادر الغذائية من فيتامين “د”، ولكنها ارتبطت بمستويات منخفضة من فيتامين (د) المتعلقة بمتلازمة تكيّس المبايض، لذا لا يجب تناولها أكثر من مرتين في الأسبوع. أما القرفة فوجدت دراسات في مجال البحوث والتغذية نشرت عام 2012، أنَّ لديها بعض الخصائص غير العادية التي قد تساعد على تحسين حساسية الأنسولين، وبالتالي علاج السمنة. وكذلك متلازمة تكيّس المبايض. ما يعني أنه يجب تناولها بجرعات تتراوح من 1 إلى 6 غرامات يومياً، أو من 120 إلى 360 ملغ (من خلاصة القرفة يومياً)، ما يساهم في ظهور تحسن ملحوظ في مستويات السكر في الدم في العديد من الدراسات.
في حين أنَّ شرب 4 إلى 5 أكواب من القهوة يومياً تنتج 70٪ أكثر الاستروجين ما يؤثر سلباً على الخصوبة. أما الكحول فتشير الدراسات إلى أنه يساهم في تطوير أعراض متلازمة تكيّس المبايض بنسبة 50٪. وأشارت دجابريان إلى ضرورة الاستعاضة عن المحليات الصناعية بالطبيعية، إذ ترتبط الأولى بزيادة مستويات هرمون الاستروجين، وزيادة الالتهابات وزيادة مستويات هرمون تستوستيرون، ما يفيد بأنَّ المحليات الطبيعية هي الخيار الأفضل لتحلية الطعام أو الشراب”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق