موقع غلوبال ريسيرش يکشف فضحية التحالف الفعلي بين تنظيم القاعدة و امريكا
قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي اليوم ان هناك جانب غريب للصراع السوري حيث يوجد هناك رعاية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في دول الخليجیة للتمرد الذي يحدث في سوريا وهذا الدور يتم تجسيده بشكل جلي عن طريق اخفاء في وسائل الإعلام الأمريكية الدور البارز الذي لعبه تنظيم القاعدة في السعي للإطاحة بسوريا العلمانية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
فلا يوجد هناك الكثير من ما يقال في الصحافة الأميركية حول تنظيم “داعش” الارهابي، تنظيم “القاعدة” في العراق” سابقاً التي انشقت عنه قبل عدة سنوات، حيث الدور المركزي لتنظيم القاعدة في قيادة المتمردين في سوريا “المعتدلين” في حلب وأماكن أخرى هو واقع غير معلن تقريبا من الحرب السورية، فحتى في المناظرات الرئاسية الأمريكية، كان يجري الجدال بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون حول تنظيم “داعش” الارهابي وليس حول تنظيم القاعدة.
فعلى سبيل المثال، يتم التعامل مع الصراع في مدينة حلب بين القوات الحكومية السورية والمتمردين التي تعمل في المقام الأول تحت قيادة القاعدة في وسائل الإعلام الغربية بأنها مجرد حالة من “الهجوم الأسدي البربري الشره مع الحليف الروسي فلاديمير بوتين في قصف بلا رحمة” حيث يتم تجسيد الاحداث في سوريا من قبل وسائل الاعلام الغربية باعتبار حلب معادلا لعالم ديزني، المكان الذي يوجد فيه الأطفال الأبرياء وأسرهم الذي يتجمعون سلميا حتى يتم استهدافهم بالموت من قبل الحكومتين السورية والروسية.
فاالصور التي أرسلت إلى العالم من خلال الدعاية للمتمردين الماهرة والتي هي دائما تقريبا يتم تصويرها عن طريق الأطفال الجرحى الذين يتلقون الرعاية من قبل “القبعات البيض” فرق الدفاع المدني المتمردة، التي تعرضت لانتقادات متزايدة لعلاقاتها العامة المتزايدة مع تنظيم القاعدة وغيرها من المتمردین، وهناك أيضا مزاعم بأن بعض الصور قد نظم، مثل مشهد الحرب الوهمية من الكوميديا السوداء.
ومع ذلك، وأحيانا، فان واقع تنظيم القاعدة يكسر، حتى في التيار الرئيسي وسائل الإعلام الأمريكية، مثل المادة في العمود الاول في صحيفة نيويورك تايمز من قبل هويدا سعد وآن بارنارد الذين واصفوا الهجوم للمتمردين في حلب حيث اعترفت الصحيفة واقرت بالقول: مشهد الحرب الوهمي في الكوميديا السوداء من عام 1997 التي وصفت بـ “هز الكلب”، والذي أظهر فتاة وقطتها الفارين من القصف في ألبانيا، حيث كان هناك هجوم جديد وقوي في حلب على أن الجماعات المتمردة تم فحصها من قبل الولايات المتحدة ولكن ما زالت هذه الجماعات مستمرة بالتحالفات التكتيكية مع الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي، والمتمردون يقولون أنهم لا يستطيعون تجنب أي حلفاء محتملين بينما هم تحت النار” .
وعلق الموقع الكندي على الاقباس اعلاه بالقول: لاحظ كيف أن هذه المادة الصحفية تلوم وبمهارة عالية اعتماد المتمردين على القاعدة بحجة عدم وجود “مساعدات قوية” من إدارة أوباما ودول خارجية أخرى على الرغم من ان شحنات الأسلحة التي تنتهك القانون الدولي تتدفق الى هذه الجماعات من كل حدب وصوب.
وتابع الموقع بالقول: ما يجعل هذه المادة أيضا وبشكل جلي تحمل نوع من الضبابية ذلك من الطريقة التي تحاول تشريبها للقارئ وهي أن فرع تنظيم القاعدة وجبهة النصرة التي سميت مؤخرا، وحلفائها الجهاديين، مثل أحرار الشام، يشنون العبء الأكبر في القتال في حين أن وكالة المخابرات المركزية الامريكية فحصت “المعتدلين ” اي تحول الصحيفة اقناع القارئ بان هذه الجماعات هي من المعتدلين، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز المتمردون لديهم مجموعة مختلفة من الأهداف لكنهم أصدروا بيانات وحدة وطنية يوم الجمعة المنصرم، حيث ان أولئك الذين يشاركون في الهجوم يشملون الفتح جبهة الشام، وهي جماعة مسلحة تعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي انبثقت من تنظيم القاعدة، فصيل اسلامي متشدد آخر، وتجمع أحرار الشام؛ والفصائل المتمردة التي تقاتل الرئيس الأسد التي تم فحصها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها “.
وعلق الموقع على الاقتباس اعلاه بالقول: أشار المقال الذي كتبه تشارلز ليستر، وهو زميل بارز ومتخصص في الشأن السوري في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الفصائل المتمردة تم فحصها من قبل أمريكا في حلب وهم كانوا يقاتلون داخل المدينة نفسها ويقومون بعمليات قصف كبيرة ضد سوريا والقوات الحكومية، اي ان هذا يشكل دعم للمقاتلين التابعين للقاعدة الذين يقومون بوطأة القتال في الخطوط الأمامية، وأشار هذه الصحفي معلن أن 11 من الجماعات المتمردة الـ 20 التي تجري هجوم حلب تم فحصها من قبل وكالة الاستخبارات المكزية الامريكية وتلقت أسلحة من هذه الوكالة ايضاً، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات.
وقال السيد ليستر، بالإضافة إلى الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة، يوجد هناك الكثير من الأسلحة التي يتم تقديمها للمتمردين من دول المنطقة، مثل تركيا وقطر والسعودية بما في ذلك نظام قاذف الصواريخ المتعدد الذي تحمله الشاحنات وتشيكيلة صواريخ غراد ذات نطاقات طويلة وواسعة، وبعبارة أخرى، فإن حكومة الولايات المتحدة وحلفاؤها تهرب أسلحة متطورة إلى سوريا لتسليح المتمردين الذين يعملون في دعم الهجوم العسكري الجديد لتنظيم القاعدة ضد القوات الحكومية السورية في حلب، أي وعن طريق تحليل منطقي بسيط للغاية، فان الولايات المتحدة اصبحت حليفة لتنظيم القاعدة الارهابي.
وتتضمن المادة التي سنعرضها الان من صحيفة تايمز أيضا اقتباس من جينيفيف كاساكراندي وهو محلل البحوث في سوريا من معهد دراسات الحرب، وهو من المحافظين الجدد الذين يدعمون التدخل العسكري الأكثر عدوانية للولايات المتحدة في سوريا والشرق الأوسط.
حيث قالت التايمز وهنا يبداً الاقتباس: الحقيقة المؤسفة، ومع ذلك، هو أن تبقى هذه المجموعات المدعومة من الولايات المتحدة تعتمد إلى حد ما على علاقة بتنظيم القاعدة وجماعات اخرى تابعة للتنظيم في شن هذه العمليات”.
وقال الموقع رداً على الاقتباس اعلاه: الحقيقة المؤسفة الأخرى هي أن المتمردين قد زودوا من قبل الولايات المتحدة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كقنوات لتمرير المعدات العسكرية الامريكية والذخائر إلى تنظيم القاعدة الارهابي.
قد يتصور المرء أن محرري صحيفة نيويورك تايمز كانوا يعملون في صناعة أخبار قديمة الطراز لكن في الواقع هم يعملون مع غمامات دعائية تقوم على إعادة صياغة المادة لتسليط الضوء على التحالف الضمني للولايات المتحدة مع تنظيم القاعدة والتي وضعت في أعلى الصفحة الاولى، ومع ذلك، فإن القبول الكبير، يؤكد ما كنا قد ذكرناه منذ عدة أشهرحيث تؤكد المعلومات الان بان مجموعة واسعة من المصادر، بما في ذلك بعضها من داخل الولايات المتحدة بانها تدعم وبشكل واضح تنظيم القاعدة الارهابي، مما يجعل من الواضح أن كل وحدة منظمة مناهضة للأسد سواء كانت ارهابية ام لا فهي تتلقى الدعم اللوجستي العسكري والمادي الكامل من امريكا.
وقال الموقع انه وعلى الأقل ومنذ عام 2014 فان إدارة أوباما تقوم بتسليح عدد من الجماعات المتمردة السورية على الرغم من أنه يعرف بان هذه المجموعات تنسق عن كثب مع جبهة النصرة، التي كانت تحصل على الأسلحة من تركيا وقطر في وقت واحد.
ونتفاجئ بان صحيفة تايمز قد انحرفت عن مسار موضوعاتها الدعايئة العادية عن طريق السماح بيان صادر عن المسؤولين السوريين والروس بشأن وقف الغارات الجوية على مدى الأسبوع الماضي للسماح لإجلاء المدنيين من الشرق حلب ورفض المتمردين ترك الناس، حتى إلى حد إطلاق النار على الممرات إنسانية من قبل المتمردين.
وقال الموقع ان “الدروع بشرية” هي حجة واحدة يتم استخدامها من قبل الولايات المتحدة أو حلفائها حيث تضرب “اسرائيل” بعض المدن لقطاع غزة ناهيك عن قصف مشاة البحرية الامريكية للفلوجة وفي هذه الحالات، وسفك الدماء المدنيين المروع، بما في ذلك قتل الأطفال من قبل الولايات المتحدة أو قوات التحالف، ويلقى باللوم على حماس او القوات السورية بينما في الواقع امريكا هي من ترتكب هذه الفظائع.
وقال الموقع ان أكبر خطر على إسرائيل هو القوس الاستراتيجي الذي يمتد من طهران إلى دمشق إلى بيروت حيث قال الصحفي أورين رأينا كيف ان نظام الأسد يعتبر حجر الزاوية في هذا القوس وذلك في مقالبلة اجرتها معه صحيفة “جيروزاليم بوست”.
واختتم الموقع بالقول بان مؤسسة السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بنيت ل “تغيير النظام” في دمشق حتى لو كان ذلك عن طريق تسليم سوريا للجهاديين وتنظيم “داعش” الارهابي الذي يقوم بقطع رؤوس الرهائن الغربيين في سوريا والاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي في العراق، بما في ذلك الموصل.
المصدر / الوقت