ماذا قال الأسد ليثير رد الأمريكيين؟
التقى الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام قليلة فريقا من الصحفيين الامريكيين واجرى حوارا معهم حول مستقبل سوريا ورد على أسئلتهم، لكن كلام الرئيس السوري لم يرق للأمريكيين وأثار رد فعل المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جون كيربي بعد ساعات من نشر تصريحات الرئيس الأسد.
وتقول مجلة نيويوركر الامريكية التي نشرت نص هذا اللقاء ان حظوظ الرئيس السوري الان للقضاء على الارهابيين هي اكبر من اي زمان آخر خلال السنوات الـ 5 الماضية وقد قام رجال الاسد بتنظيم مؤتمر في دمشق للدفاع عن مواقفهم امام الصحفيين والباحثين الغربيين وبعض المسؤولين الحكوميين.
وردا على سؤال لمراسل نيويوركر أشار الأسد الى دعايات وسائل الاعلام الغربية ووسائل اعلام الدول الحليفة مع الغرب وقال: “أنا مجرد عنوان، الرئيس السيء، الرجل السيء الذي يقتل أشخاصاً طيبين الذين يقاتلون من اجل الحرية وما شابه ذلك، هذا تصوير أسود وأبيض”.
وأشار الاسد الى الانتخابات الرئاسية في عام 2014 والتي حصل فيها على حوالي 90 بالمئة من أصوات الناخبين وقال: من الذي دعمني بعد خمس سنوات ونصف؟ اذا كنت أقتل الشعب وهم يعارضونني فكيف يمكنني ان استمر رئيسا؟ هذا يتعارض مع ما يقوله الغربيون.
كما نوه الرئيس السوري الى نفاق الغربيين وادعاءاتهم حول “جرائم الحرب” التي يرتكبها النظام السوري قائلا: ان الذي هاجم العراق دون تخويل من الأمم المتحدة لم نكن نحن بل أمريكا وبريطانيا وحلفائهما ولم نكن نحن الذين هاجم ليبيا واسقط حكومتها، وليس مطروحا اذا كان الحكم سيئا أو جيدا وحتى اذا كانت تحكم ليبيا أسوأ حكومة فليس من واجبكم وواجب أمريكا أو أية دولة أخرى ان تقوم بتغيير نظام الدول الأخرى.
واعرب الأسد عن أسفه حيال ما يسمع في الأوساط الأمريكية بأن وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لا تنقل ولا تعكس الحقائق واضاف: ان الصحافة الغربية نشرت اخبارا عديدة عن الحكومة السورية في وقت لا يتطرق اي من هذه الوسائل الاعلامية الى جرائم الجماعات الارهابية في سوريا، ربما تعود جذور هذه المشكلة الى الاختلاف في الثقافات مع العلم ان هناك روايات مختلفة في معظم وسائل الاعلام.
وردا على سؤال مراسل نيويورك تايمز “آن برنارد” حول الاعتقالات العشوائية صرح الأسد: يجب توخي الدقة في استخدام المصطلحات، من تقصدون بالمعتقل السياسي؟ انتم تدافعون عن الارهابيين، ان الارهابي ليس سجينا سياسيا وحمايته تعني حماية القتلة، نحن في سوريا لدينا مؤسسات معينة وان القضاء واحدة منها وليس لي سلطة عليها.
وتضيف مجلة نيويوركر ان الأسد اعرب عن اعتقادة بأن الحرب في سوريا فرضتها أمريكا وحلفاؤها الذين يدعمون الجماعات المعارضة الارهابية.
وقد أذعنت الادارة الامريكية انها دعمت الجماعات المسلحة التي تسميها “المعتدلة” مثل “الجيش الحر” في هذه الحرب.
وفي الحقيقة أكد الأسد ان ادعاء الأمريكيين بشأن الحرب على داعش هو خطأ ووهم واعلان غير صحيح قائلا ان كل ما تفعله امريكا في سوريا منذ تشكيل التحالف الدولي ضد داعش هو في الحقيقة تعزيز وانتشار لداعش.
واضاف الرئيس السوري ان السبب الحقيقي لإسقاط الحكومة السورية هو ان هذه الحكومة التي لا تتناسب مع معايير الولايات المتحدة، مضيفا “آلاف السوريين قتلوا على يد الإرهابيين، لا يتحدث أحد عن جرائم حرب”.
ونقلت المجلة الأمريكية عن “الدائرة المقرّبة” من الرئيس السوري تأكيدها على أن الولايات المتحدة تساند بشكل نشط تنظيم داعش ومسلحين متطرفين في سوريا، وأن كل التهم الموجهة ضد مسؤولين سوريين بارتكاب جرائم حرب هي تهم ذات دوافع سياسية وملفّقة.
المصدر / الوقت