إجراءات غير متوقعة من أوباما لمباغتة ترامب في سوريا
من الأمور التي كانت ملفتة للنظر في تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” خلال حملته الانتخابية إعلانه اتخاذ سياسة مغايرة لسلفه الرئيس الحالي “باراك أوباما” حيال الكثير من القضايا المهمة ومن بينها الأزمة السورية.
فقد أكد ترامب إنه سيوقف دعم المعارضة المسلحة في سوريا ويقطع عنها الدعم العسكري بشكل كامل، مبيناً أن الفصائل التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد مجهولة بالنسبة له ويجب أن تكون الأولوية لقتال تنظيم “داعش” الإرهابي في الوقت الحاضر.
لكن يبدو أن أوباما الذي شارفت مدة رئاسته على الانتهاء يريد من خلال بعض الإجراءات أن يحقق مكاسب سياسية وعسكرية قبل مغادرته البيت الأبيض وتسلم ترامب لمقاليد الأمور بدلاً عنه.
ويعتقد المراقبون بأن أوباما يسابق الزمن من أجل فرض واقع محدد على الأرض فيما يتعلق بالأزمة السورية، في محاولة أخيرة لمنع حصول تفاهم متوقع بين الإدارة الأمريكية الجديدة وموسكو وأنقرة، والذي من المحتمل أن يتم التوصل إليه عقب دخول ترامب البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2017، وربما قبل ذلك.
في هذا السياق ذكر موقع “دبكا” الإسرائيلي المقرب من الدوائر الاستخبارية إن نحو 6 قوافل كبيرة تحمل سلاحاً أمريكياً عبرت خلال الأيام الثلاثة الماضية الحدود العراقية السورية متوجهة إلى القوات الكردية التابعة للحزب الديمقراطي والمتواجدة في شمال سوريا.
ونقل الموقع عن مصادر إستخبارية لم يكشف عن هويتها أن القوافل تم إعدادها بواسطة قائد الجيش الأمريكي في بغداد وبأوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” لافتاً إلى أن هناك قوافل عسكرية أخرى تحمل صواريخ مضادة للطائرات وأخرى للدروع في طريقها إلى الأكراد في سوريا، على الرغم من رفض الإدارة الأمريكية خلال السنوات الخمس الماضية إمداد الأكراد بأي نوع من السلاح الأمريكي.
وذهب الموقع الإسرائيلي إلى أن السلاح الأمريكي الذي وصل القوات الكردية في سوريا والتي تضم قرابة 45 ألف مقاتل يمكنه أن يعرقل بالفعل مشاركة الجيش التركي في تحرير مدينة الرقة من “داعش”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الرئيس التركي لن يسمح في المقابل بوجود قوات كردية مزودة بسلاح أمريكي قرب حدود بلاده.
ونقل الموقع عن خبراء عسكريين قولهم أن أنقرة وموسكو ترصدان عن كثب عبر رسائل إستخبارية قوافل السلاح الأمريكي التي تشق طريقها إلى الأكراد في سوريا، ولكنها لا تبادر بمهاجمتها، معرباً عن اعتقاده باحتمال أن تصل المشاورات الجارية حالياً بين الجيش التركي والروسي ومع مستشاري ترامب العسكريين إلى قرار باستهداف هذه القوافل.
وأرجع الموقع الإسرائيلي سبب التغيير الذي طرأ على السياسة الأمريكية الحالية تجاه أكراد سوريا لعدة أسباب بينها أن أوباما يحاول خلق واقع جديد داخل الأراضي السورية، من أجل نسف إتفاق يجري بلورته بين ترامب ونظيريه الروسي “فلاديمير بوتين” والتركي “رجب طيب أردوغان”.
وأوضح الموقع الإسرائيلي إن الاتفاق الذي يجري بلورته حالياً يقضي أن يعمل الجيش التركي والسوري بغطاء جوي روسي على شن هجمات قوية ضد “الرقة” عاصمة “داعش” المزعومة في سوريا، وذلك بعد أن تقوم روسيا وحليفتها إيران بحسم الموقف ضد المعارضة السورية شرقي حلب.
ويستهدف ترامب وبوتين، بحسب الموقع الإسرائيلي، إعادة الرقة حتى منتصف كانون الثاني/ يناير المقبل، أو قبل ذلك، أي قبيل دخول ترامب البيت الأبيض يوم 20 من الشهر ذاته، من منطلق تقديرات وضعها طاقم استشاري عسكري يتبع الرئيس الأمريكي الجديد، بأن احتلال الرقة ينبغي أن يحدث قبل الانتهاء من تحرير مدينة الموصل العراقية.
وألمح موقع “دبكا” إلى أن الدائرة المقربة من ترامب ترى أن خطة أوباما لتحرير الموصل باءت بالفشل، وأن السيطرة على الرقة لابدّ أن تتم قبل ذلك، وهو ما يعني أن ترامب يريد أن يحقق لنفسه إنجازاً عسكرياً قبل أن يتولى السلطة، فيما يحاول أوباما نسف مخطط ترامب.
وذكر الموقع أيضاً أن الطاقم الاستشاري العسكري التابع لترامب قد أرسل ضباطاً متقاعدين إلى المناطق الكردية في العراق وسوريا لتزويده برسائل مباشرة عن تطورات الوضع هناك، مشيراً كذلك إلى أن إمدادات الأسلحة الأمريكية للقوات الكردية في سوريا يمكنها أن تعطل مشاركة الجيش التركي في معركة الرقة.
وأشار الموقع الإسرائيلي طبقاً لمعلومات وصفها بالحصرية إلى أن تركيا وروسيا تستخدمان الآن طائرات مراقبة لمتابعة القوافل العسكرية الأمريكية المتوجهة إلى الأكراد، لافتاً إلى إحتمال أن تقوم القوات التركية أو الروسية بقصف هذه القوافل قبل وصولها إلى هناك، وأن هذه الخطوة هي محور مشاورات في الوقت الحاضر.
وتجدر الإشارة إلى أن ترامب كان قد صرح خلال حملته الانتخابية مقابل مرشحة الحزب الديمقراطي “هيلاري كلينتون” بأن الإدارة الأمريكية الحالية قد تعاملت بحماقة وسوء تدبير مع الملف السوري، وأشار كذلك إلى أن الرئيس السوري “بشار الأسد” قد أثبت بأنه أذكى بكثير من أوباما. كما أكد بأن كل من روسيا وإيران قد تغلبتا على أمريكا في سوريا.
المصدر / الوقت