برغم الترويج الإعلامي.. الخلافات مستمرة بين ميليشيات قطر والسعودية في سوريا
وكالات – سياسة – الرأي –
أعلنت صفحات موالية لتنظيم جبهة النصرة إن ميليشيا “جيش الفسطاط” سلمت كامل المعدات العسكرية التي كانت تحتجزها لميليشيا “جيش الإسلام”، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي كواحدة من مبادرات حسن النية التي يقوم بها “جيش الفسطاط” لحل الخلافات “الجهادية” في الغوطة الشرقية لدمشق، على طريق “التوحد” بين كامل الميليشيات تمهيداً لإطلاق عمليات مشتركة ضد الجيش السوري وحلفائه في المنطقة.
وبحسب المعلومات، فإن أمير جبهة النصرة في منطقة الغوطة الشرقية المدعو “أبو عاصم”، كان قد أطلق “دعوة جهادية” لتوحيد العمل ضد الجيش السوري تحت مسمى “غرفة العمليات المشتركة”، في حين إن ميليشيا “جيش الإسلام” ممثلاً بمتزعمه “أبو همام البويضاني” كان قد دعا إلى إنشاء “الجيش الواحد” لمواجهة تقدم الجيش السوري وحلفائه المستمر في الغوطة.
وفي حين إن المصادر “الجهادية” اعتبرت إن حجة جيش الإسلام في انسحابه المتتالي من المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري تباعاً باتت معدومة بتسليم خصومه الجهاديين السلاح العائد له، أكدت مصادر محلية لمراسل وكالة أنباء فارس إن ميليشيا “جيش الفسطاط” سلمت فقط 40% من الأسلحة التي كانت احتجزتها بعد الاقتتال الأخير بينها وبين ميليشيا جيش الإسلام.
وأوضحت المصادر نفسها، إن معمل قذائف الهاون الذي زعم “جيش الفسطاط” إنه سلمه لميليشيا “جيش الإسلام” كاملاً، تم تسليمه دون معداته، وبعد تفريغ مستودعات المواد الأولية، الأمر الذي يؤكد على إن الميليشيات تحاول إحراج “جيش الإسلام” أمام مؤيديه خاصة وإن الجيش السوري والحلفاء بات على مشارف مدينة دوما، التي تعد المعقل الأساسي لميليشيا أبو همام البويضاني.
وأكدت المصادر إن أحد أبرز الخلافات الجارية بين الأطراف المتناحرة في الغوطة تعود لخلافتها على تجارة “الأنفاق” الواصلة بين الغوطة الشرقية ومنطقة برزة الواقعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة السورية، والتي يتم من خلالها نقل المواد الغذائية والبشر من وإلى داخل الغوطة الشرقية، لافتة إلى أن الميليشيات تستفيد من اتفاق المصالحة الساري في “برزة” بين الجيش السوري و الميليشيات المنتشرة في المنطقة.
وترفض ميليشيا “جيش الفسطاط” بالتعاون مع ميليشيا “فيلق الرحمن” السماح لـ “جيش الإسلام” بالعودة لاستخدام الأنفاق التابعة له، وذلك بعد أن سيطرت عليها هاتان الميليشيتان منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، الأمر الذي أفقد قيادات جيش الإسلام أحد أهم المصادر المالية التي لا تدخل أصلاً في حسابات التمويل وشراء السلاح.
ولفتت المصادر الى أن ميليشيا “فيلق الرحمن” لم تنفذ القسم المتعلق بها في ملف “تسليم أسلحة جيش الإسلام”، مؤكدة إن الفيلق الذي يعتبر أحد أكبر ميليشيات الإخوان المسلمين في منطقة الغوطة الشرقية والممول من الحكومة القطرية بشكل مباشر مازال يتهرب من تعهداته، معتبراً إن الاتفاق الذي وقعه مع “جيش الفسطاط” لا يلزمه وإن كانت قيادة الفيلق تمتلك موافقة مبدئية على “تسليم الأسلحة”.
وتتهم قيادة فيلق الرحمن ممثلة بقائدها العام المدعو “عبد الناصر”، أبو همام البويضاني بشكل مباشر بتدبير محاولة اغتيال “عبد الناصر” قبل شهرين من الآن بعد فشل اجتماع توافضي حول ملف السلاح، مشيرة إلى أن الحكومة القطرية وجهت الفيلق بشكل مباشر لعدم إسناد جيش الإسلام في أي معركة بهدف إسقاط “دوما” وذلك بهدف إخراج النظام السعودي من حسابات معركة “الغوطة الشرقية”، إذ تعتبر الرياض الجهة المؤسسة والممولة لإنشاء جيش الإسلام بزعامة المقتول “زهران علوش”.
يشار إلى أن العراقيل التي تضعها ميليشيا “فيلق الرحمن” تأتي بحجة عدم قبول جيش الإسلام بتبادل الأسرى قبل تنفيذ أي خطوة، إذ يرجح البويضاني “تسليم الأسلحة والأنفاق” على ملف تبادل الأسرى لكون الميليشيا التي يتزعمها أسرت خلال الصراع عددا يفوق العدد الذي أسرته كل من جيش الفسطاط و فيلق الرحمن، في حين ترى الأخيرتان إن على البويضاني أن يطلق الأسرى قبل أي خطوة جدية نحو “المصالحة الجهادية”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق