التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ماهي الأزمات التي أفضت الى توتر العلاقات المصرية – السعودية؟ 

شهدت العلاقات المصرية-السعودية حالة من التوتر غير المسبوق في الآونة الأخيرة، وبان تصدّع هذه العلاقات بعد تراجع الرياض عن وعودها المزعومة بحل أزمة القاهرة الاقتصادية عن طريق حزمة من المساعدات البترولية ودفعات مالية شهرية.

ولم تكن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الى مصر في إبريل من هذا العام سوى جرعة مسكّنة للتوترات المتصاعدة بين البلدين، والتي كشفت عن نفسها من خلال تباين شاسع في وجهات النظر تجاه أهمّ قضايا المنطقة؛ من ضمنها الأزمة السورية واليمنية، والموقف من الدور الإيراني، والعلاقات مع تركيا.

وعلى الرغم من المحاولات الإعلامية لتهوين هذه التوترات إلا أنها باتت واضحة على العلن من خلال تصريحات مسؤولي البلدين في المحافل الدولية وعلى منابر بلدانهم، وفيما يلي سنتناول الأزمات التي أدت الى تأّزم العلاقات بين القاهرة والرياض:

الأزمة السورية

باءت محاولات السعودية لاقتصاص دور مصر الإقليمي بشأن الأزمة السورية لصالح المملكة بالفشل، لاسيما بعد تصويت القاهرة إلى جانب قرار روسي، بشأن الأزمة السورية في مجلس الأمن في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر 2016، والذي سارع الى انتقاده بشكل علني السفير السعودي في الأمم المتحدة “عبد الله المعلمي”، واتخذت المملكة إجراءات عاجلة منها استدعاء سفيرها في القاهرة “أحمد القطان” للتشاور، بعد مرور يومين فقط على تصويت مصر للقرار الروسي. ولحق ذلك وقف شركة “أرامكو” السعودية عن إرسال شحنة وقود كان من المفترض توريدها إلى مصر، في إطار حُزم المساعدات البترولية التي تعهدت السعودية بتقديمها لمصر منذ تولّي عبد الفتاح السيسي للرئاسة المصرية في العام 2013 من خلال انقلاب أنهى حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي.

ولم تكتف السعودية بهذه الإجراءات بل قامت بتأخير تقديم وديعة مالية الى مصر، والتي تم الإتفاق عليها خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة في نيسان 2016، بعد توقيع الملك والسيسي لاتفاق نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر الى السعودية، الجزيرتان الإستراتيجيتان اللتان ستمنحان الرياض قدرة التحكم في ممرات البحر الأحمر.

علاوة على ماسبق، شكّلت المشاورات التي جرت في موسكو خلال العام 2015 بخصوص الأزمة السورية والتي شارك فيها زعماء مصر والأردن ودولة الإمارات، والذي رأت الرياض فيها انحيازا إلى الموقف الروسي الداعي الى بقاء الرئيس الاسد الى حين إنهاء الصراع ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية، شكّلت عقدتا مازالت تؤرق عيون المسؤولين في المملكة.

الموقف المصري من دور إيران الإقليمي

وأما السبب الآخر الذي فاقم توتر العلاقات بين القاهرة والرياض، فجاء من خلال تقارب مواقف كل من مصر وايران وروسيا بشأن الصراعات الدائرة في سوريا واليمن، لاسيما بعد أن صبّت السعودية جلّ طاقاتها المالية والعسكرية على مواجهة الدور الإيراني في كل من أزمتي دمشق وصنعاء.

ومع عودة مصر إلى الساحة الدولية بإعلان مواقفها المتباينة مع الموقف السعودي في ما يتعلق بالعلاقة مع طهران، تزايدت مخاوف السعودیة من حصول تقارب غير مسبق بين مصر وايران، الأمر الذي سيضع السعودية في موقف محرج، لاسيما وأنها كانت الداعمة الأولى للإنقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس المخلوع مرسي، ولأن الرياض باتت تتعامل بحساسية مفرطة مع كل موقف متباين عن موقفها المعادي لانصار الله.

كما كان اللقاء الذي عقد بين وزير الخارجية المصري مع نظيره الإيراني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال هذا العام، وبحث فيه الطرفين ملفات عديدة من بينها الملف السوري، والذي بات بمثابة كابوس للسعودیة.

صداقة القاهرة وموسكو

وعلاوة على الأسباب السابقة، لابد من التطرق الى التقارب المصري الروسي في عهد الرئيس السيسي، لاسيما بعد الإستقبال الباهر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة، وإعلان تقارب سياسي واقتصادي بين موسكو والقاهرة، الأمر الذي استفزّ الملك عبد الله ودوائر عليا في السعودية، ومثّلت التصريحات اللاذعة التي وجّهها وزير الخارجية السعودي “سعود الفيصل” لروسيا في مؤتمر القمة العربية، إعرابا عن غضب الرياض من سماح الرئيس المصري بتلاوة رسالة بوتين للقمة العربية.

تبرُّء المرجعيات الإسلامية المصرية من “الوهابية”

كما فاقمت مشاركة مصر في مؤتمر غروزني تحت عنوان “من هم أهل السنة والجماعة”، والذي انعقد خلال هذا العام في العاصمة الشيشانية، حيث اعتبر المشاركون في هذا المؤتمر ومن ضمنهم أربعة من أهم المرجعيات الإسلامية المصرية، أن “الوهابية” خارج تعريف أهل السنّة.

محاولة اغتيال السيسي

أصدر النائب العام المصري، نبيل صادق، الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني، بيانا كشف فيه عن تفاصيل محاولتين لاغتيال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وجاء في البيان أن التحقيقات كشفت أن التخطيط تم بين خليتين، إحداهما بالسعودية، لاستهداف السيسي أثناء أدائه مناسك العمرة في مكة المكرمة.

وفي وقت سابق من هذا العام أعلنت مصادر أن إحدى الطبيبات الإخوانيات حاولت أن تفجّر حزامًا ناسفًا داخل الحرم المكي أثناء أداء الرئيس السيسي العمرة، إلا أن السلطات المصرية كشفت المخطط وتم إبلاغ الجانب السعودي للقبض على أعضاء الخلية الإرهابية وتحويلهم إلى مصر.

وعلى الرغم من مرور فترة زمنية طويلة على عمرة السيسي المذكورة سابقا، إلا أن الغريب بالأمر أن الرياض لم تنبث بكلمة واحده حتى اللحظة، مما قد يضعها موقع الشك أمام المجتمع الدولي في حال أقرّ أحد المتهمين بعملية الاغتيال بصلته مع مسؤولين سعوديين.

هذا وأحالت نيابة أمن الدولة بمصر 292 متهماً إلى القضاء العسكري بتهمة التورط بتنفيذ أعمال إرهابية، لاسيما محاولتين لاغتيال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إحداهما خارج مصر، وتقول السلطات إن المتهمين ينتمون لتنظيم “ولاية سيناء” الموالي لداعش، ويواجهون العديد من التهم بعضها يتعلق بشنّ هجمات على مرافق أمنية وعسكرية في سيناء.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق