اللاجؤون السوريون في تركيا بين التجنيد الإجباري و”تتريك التعليم”
وكالات – الرأي –
كشفت مصادر محلية مقيمة في تركيا، عن ان الشرطة التركية قامت باعتقال عدد كبير من الشباب السوري المقيمين بصفة “لاجئين”، واقتادهم إلى أماكن مجهولة دون تبيان الأسباب المباشرة لعملية الاعتقال، مشيرة إلى احتمال الزج باللاجئين المعتقلين في معارك “درع الفرات”.
وبينت المصادر في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ان الأمن التركي داهم فندق “زهرة الفرات” الكائن في مدينة “أورفا” المقابلة لأراضي محافظة الرقة، واعتقل حوالي 20 شاباً كانوا يقيمون في الفندق، كما اعتقل حوالي 50 آخرين من المخيمات الواقعة في المدينة، وشملت حملة المداهمات عدداً من المنازل التي يستأجرها سوريون وسط المدينة خاصة في محيط مبنى “بلدية أورفا”، وحين مراجعة ذويهم لمقرات “الشرطة في المدينة”، أبلغوا بأنه سيتم التحقيق معهم بـ “تهمة الانتماء لتنظيم داعش”.
وفي خطوة وصفت بـ “الاحترازية”، قامت السلطات التركية بتركيب كاميرات مراقبة في المناطق الحدودية مع سوريا في مدينة “أورفا”، وذلك بهدف مراقبة حركة الحدود ومنع حركة “تهريب البشر” من وإلى الأراضي التركية.
ووصفت المصادر الخطوة بأنها محاولة لضبط تحركات المجموعات الكردية في مناطق شمال الرقة، في وقت تواصل فيه الحكومة التركية بحشد عناصر من “الميليشيات السورية العاملة ضمن درع الفرات” في المنطقة بهدف التحضير لهجوم على “تل أبيض و سلوك” اللتين تنتشر فيها مجموعات “قوات سوريا الديمقراطية”، إذ تعتبر أنقرة إن وجودها في مناطق قريبة من أراضيها تهديداً لأمنها القومي.
من جانب آخر، تم إبلاغ عدد من المعلمين السوريين الذين تقدموا في وقت سابق بطلبات للحصول على الجنسية التركية، من أجل استكمال الأوراق اللازمة لذلك، حيث أن مديرية التربية التركية في أورفا عمدت إلى تقديم قوائم بأسماء المعلمين والمدرسين الذي يعملون في مراكز التعليم المؤقت لدراسة إمكانية تجنيسهم.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع مطالبة وزارة التربية التركية للمدرسين السوريين الذين تقدموا بأوراقهم لمسابقة التعيين فيما يسمى بـ “مراكز التعليم المؤقت للسوريين” بحضور مقابلة جديدة في مدينة “غازي عنتاب” بحجة الوقوف على المستوى التأهيلي للفائزين والنظر بالطعون المقدمة من قبل المتضريين والتأكد من صحة “الشهادة الجامعية” التي تقدم بها المتقدمين للمسابقة بعد ورود معلومات عن قيام البعض بتزوير شهادات جامعية سورية.
إلا أن مصادر سورية معارضة أكدت ان الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة التركية في هذا الإطار تأتي بهدف التأكد من “ولاء” الفائزين للحكومة التركية ومدى قدرتهم على تدريس المناهج التركية، حيث تعمل الحكومة التركية على إلغاء مراكز التعليم المؤقت للسوريين ودمجها بالمدراس السورية، ما سيوقف بطبيعة الحال تدريس المناهج السورية.
وتبرر السلطات التركية هذه الخطوة بالصعوبات التي تواجه الطلاب السوريين في الجامعات التركية بسبب الفارق الشاسع بين المناهج التي تلقوها في سوريا والمناهج التركية، ما لم تتمكن “الامتحانات المعيارية” من سد الثغرة فيه، علما إن أنقرة كانت قد أصدرت بنقل طلاب “الأول والخامس والتاسع” في وقت سابق من المراكز المؤقتة لتعليم السوريين إلى المدارس التركية.
وتأتي هذه التحركات التركية على مستوى تعليم السوريين ضمن خطوات ممنهجة لـ “تتريك التعليم” المقدم للسورين سواء في الأراضي التركية أو داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها القوات التركية بالتعاون مع ميليشيات سورية كمدينة “جرابلس” التابعة لمحافظة حلب، حيث افتتحت الحكومة التركية مدرسة ثانوية في المدينة تحت اسم “شهداء جرابلس” مشترطة تعليم اللغة التركية أولاً، واعتبار اللغة العربية لغة ثانية في هذه المدرسة. انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق