مصدر عسكري: قوات الاقتحام تعاملت بهدوء وبروية أثناء دخولها لأحياء حلب الشرقية
وكالات – سياسة – الرأي –
أكد مصدر عسكري أن إحداث الجيش السوري وحلفائه لأي خرق في أي جبهة داخل أحياء حلب الشرقية، سيؤدي لإنهيار الجدار المفروض على المدنيين المحتجزين من قبل الميليشيات المسلحة، مبيناً أن تقدم الجيش والحلفاء الأخير شرقي حلب جاء بعد عملية عسكرية معقدة سيطر من خلالها على مساكن وحي هنانو.
واوضح أن مدينة هنانو السكنية تمتد على مساحة واسعة تعادل 20 بالمية من مساحة الأحياء الشرقية، وبهذه السيطرة فإن الجيش والحلفاء فرضوا حزاماً نارياً على مناطق الشيخ فارس والشيخ خضر والحيدرية، عدا أن مساكن هنانو تشرف على منطقتي العرقوب وسليمان الحلبي، موضحاً أن الجيش وحلفاؤه قطعوا الآن خطوط الإمداد عن المحور الشمالي من الأحياء الشرقية.
المصدر بين أن الجيش وحلفاؤه كسروا الجدار الفولاذي للمسلحين في الأحياء الشرقية، وخلخلوا جبهات المسلحين، وخاصة بعد السيطرة على جبل بدرو، والتي تعني تنظيف المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي التي تشهد إنتشاراً مسلحاً، خاصة وأن المطار يحده من الشرق المقبرة الإسلامية ومن الجهة الغربية الصاخور، إضافة إلى أنه وبهذه السيطرة قطع الجيش القوة النارية بين مساكن هنانو والعرقوب، قائلاً أن جبل بدرو يعني المهبط الآمن للطائرات المدنية لمطار حلب الدولي.
وأضاف المصدر أن الفصائل المسلحة المسيطرة على الأحياء الشرقية مختلفة الإنتماءات والولاءات، منها مكونات تتبع للسعودية وقطر ومنها من يتبع للاستخبارات التركية، كاشفاً أن أنقرة كانت قد سحبت في وقت سابق جزءاً من ميليشياتها من الجبهات الغربية ليتم زجهم في الشمال مع قوات “درع الفرات”، فيما لا يعول التركي على بقية الميليشيات، مؤكداً أن خلافات عديدة نشبت بين الفصائل المسلحة حول الرفض والموافقة على المصالحة الوطنية والهدن التي لم تنضج حتى الآن.
وقال المصدر أن الغلبة حالياً في موضوع الصراع بين المسلحين هو فعلياص لجبهة النصرة وجبهة فتح الشام الممولة سعودياً، فهي القوة الضاربة في الأحياء الشرقية، وهي الفصائل التي تتخذ المدنيين كدروع بشرية لإعاقة تقدم الجيش وحلفائه، مشيراً أن قيادة الجيش كلفت وحدات الاقتحام والقوات الخاصة وقوات المشاة بالتعامل بشكل واعي وبروية في موضوع اقتحام الأحياء الشرقية، وذلك حماية للمدنيين، مبيناً أن أكثر من 50 مدنياً من جبل بدرو تواصلوا مع الجيش لإعلامه بمناطق تواجد المسلحين، وهو مايعكس حالة النفور والرفض من قبل أهالي الأحياء الشرقية لوجود المسلحين.
المصدر ختم أن أعداد المدنيين الخارجين من أحياء حلب الشرقية سيزداد وسيتضاعف خلال الساعات القادمة، متوقعاً بإنهيارات كاملة ستطال صفوف المسلحين بسبب إنكماش بعض الفصائل وتركهم لجبهات القتال، فيما فضلت فصائل أخرى كحركة نور الدين الزنكي والسلطان مراد الاختباء بأحياء تشعر بأنها بيئة حاضة لها، مؤكداً أن الخارطة الديمغرافية لمناطق تواجد وإنتشار المسلحين ستتغير خلال ساعات قليلة.انتهى