واشنطن بوست تتحدث عن خيارات الإرهابيين بعد الهزيمة في حلب
كانت الأسابيع الـ 3 الماضية أسابيع وأيام صعبة جدا بالنسبة للجماعات المسلحة في سوريا لأن تقدم قوات الجيش السوري بغطاء جوي روسي قد حرم المسلحين من أهم غنائمهم أي “شرق حلب” بشكل كبير، فما هي الاستراتيجية الجديدة لهؤلاء المسلحون من أجل استمرار نشاطهم في ظل احتمال تراجع دعم الإدارة الامريكية الجديدة لهم؟
بعد مضي 3 سنوات على بدء السي أي إيه لارسال السلاح الى من تسميهم واشنطن بالمعارضة المعتدلة فإن الإخفاقات المتكررة لهذه الجماعات على الصعيد الميداني وخشيتهم من إستراتيجية الرئيس الأمريكي القادم قد دفعت هذه الجماعات نحو دراسة الخيارات الأخرى.
وتقول صحيفة واشنطن بوست الامريكية التي تناولت هذا الموضوع في تقرير لها، ان احد الخيارات المحتملة لهؤلاء المسلحين هو التحالف العلني مع ارهابيي القاعدة وكذلك الجماعات الأكثر تطرفا، اما الخيار الآخر يمكن ان يكون استلام اسلحة اكثر تطورا واسلحة ثقيلة من الدول العربية الخليجية كما يمكن ان يلجأ هؤلاء الى تكتيكات حربية أكثر تقليدية في حرب العصابات مثل استخدام القناصين وشن هجمات محدودة على المصالح السورية والروسية كخيارات محتملة أخرى.
وتضيف واشنطن بوست: قبل عام ونصف كان المسلحين يسيطرون على مساحات كبيرة في داخل سوريا لكن منذ ذلك الحين ضيقت الغارات الجوية السورية والروسية الخناق على هؤلاء المسلحون، وعلى الارض أيضا نجحت القوات العسكرية المدعومة من ايران الى جانب حزب الله والقوات الشيعية العراقية من السيطرة على الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين، والأهم من ذلك ان هؤلاء المسلحون قد تم طردهم خلال الأسابيع الثلاثة الاخيرة من جزء كبير من المناطق التي كانت بحوزتهم في شرق حلب منذ عام 2012.
في هذه الأثناء اعلن دونالد ترامب ان الاولوية بالنسبة له في سوريا هي محاربة داعش بشكل مستقل وهو لم يستبعد احتمال التعاون مع روسيا والحكومة السورية وحلفائها في هذا المجال، ورغم ان تفاصيل استراتيجية ترامب حول سوريا مازال يكتنفها الغموض لكن الواضح انه رفض سياسة اوباما في هذا المجال قائلا انه سيقطع الامدادات عن المسلحين.
وهناك تكهنات بوجود 50 الف عنصر مسلح على الاقل تسميهم أمريكا بالمعتدلين وهم موجودون في ادلب وحلب ومناطق صغيرة أخرى في غرب وجنوب سوريا ومن غير المحتمل ان يلقي هؤلاء السلاح وينهوا نشاطهم.
ورغم ان قدرات هؤلاء المسلحون قد ازدات بفعل صواريخ الـ “تاو” التي قررت امريكا والسعودية ارسالها لهم لكن هؤلاء يشكون من قلة الدعم الامريكي والقيود الكثيرة المرفقة لهذا الدعم، وتعود جذور هذا التذمر الى القلق الأمريكي من ان امكانية وقوع الصواريخ المضادة للطائرات في يد داعش اذا تم ارسالها الى هؤلاء المسلحين (المعتدلين) والتهديد الذي سيشكله ذلك لأمريكا نفسها وباقي قوات التحالف الدولي.
ان المسلحين الذين يتم طردهم من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها يذهبون الى ادلب ويستقرون فيها وهذا في وقت تقع ادلب تحت سيطرة نحو 10 آلاف عنصر مسلح ينتمون الى القاعدة وقد غيروا اسمهم الى “جبهة فتح الشام”، وهناك 10 آلاف عنصر آخر ينتمون الى جماعة احرار الشام الارهابية هم متواجدون ايضا في ادلب.
وهناك بعض الخبراء ومنهم مايكل فلين الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض يعتقدون بأن التحالف بين هؤلاء المسلحين (المعتدلين) والمسلحين الارهابيين قد اصبح قائما منذ زمن طويل وليس بالأمر الجديد، وفي هذا السياق تحدث فلين وترامب نفسه عن تشكيل تحالف واسع يضم امريكا وروسيا من أجل ضرب الارهابيين.
وهناك قضية أخرى ينبغي الوقوف عندها وهي الخطوات المحتملة الجديدة التي سيقدم عليها المسلحون في سوريا في حال قطع الامدادات الامريكية، وكما أشرنا فإن هذه الخطوات يمكن ان تكون اللجوء الى الدول الخليجية او استخدام تكتيكات جديدة.
وفي الحقيقة بادر باقي اللاعبين الى ملء الفراغ الذي سيتركه قطع الامدادات الامريكية في سوريا فعلى سبيل المثال اعلنت قطر انها ستستمر في تقديم الدعم المالي والتسليحي للمسلحين في سوريا بغض النظر عن طبيعة الإستراتيجية الأمريكية.
ان هؤلاء اللاعبين الاقليميين الذين راهنوا على الارهابيين طوال السنوات الـ 5 الماضية يبدو انهم ليسوا مستعدين لقبول الفشل حتى مع تغيير السياسات الامريكية وسوف لن يقطع هؤلاء امداداتهم عن المسلحين وهذا سيزيد بالتأكيد من تعقيدات الأوضاع على الساحة السورية.
المصدر / الوقت