سعوديون: “المطاوعة” غصّة في حلق المُجتمع
يُعبّر طيفٌ واسعٌ من المُجتمع السعودي، عن انزعاجه من “تدخّلات” رجال “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر”، المَعروفين باسم “المطاوعة”، بتفاصيل حياتهم اليومية، التي تَصل لدرجة التحكّم بمسارها، وفَرض الطابع الديني المُتشدد عليها.
الأصوات المُعترضة على أفعال “المطاوعة”، كانت تنحصر فيما مضى، بأحاديث المجالس، واعتراض الأقلام الصحفية “المدعومة”، أما اليوم فهنالك تحركّات يَصفها البعض بالجديّة، والجريئة، غير المَسبوقة، وتُطالب على الأقل بعلو صوتها، على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، الحكومة بوقف تدخلات “المعروف والمُنكر” نهائياً بحياة المواطنين، وعدم العبث فيها، فقط بناءً على شُكوك واهية، تدخل إلى عُقول “المطاوعة”، ويبنون تصرفاتهم بناءً عليها، مما يُؤدي أحياناً، إلى فَقد المَشكوك فيهم “عَبثاً” حياتهم.
يبدو أن التدخلات “الدينية” وَصلت إلى ذَروتها في السعودية، “رأي اليوم” رَصدت هذا الامتعاض الشعبي على “تويتر”، والذي عبّر عنه الناشطون من خلال وسم “هاشتاق”، “المطاوعة غصة بحلق المجتمع″، حيث قالت ريم أن على الرجل أن يكون مطوع على أهل بيته فقط، أما حساب”لا لا” فأكد أنه لم يُشاهد في “المطوع″ غير الغصّة، وثقالة الدم، ومشعل الحمراني، طالب بوجوب التخلّص من فكرة “قداستهم”، وأن انتقادهم، هو انتقاد للدين، محمد الجعملي أشار إلى أن هُنالك فرق بين المطوع، والمُلتحي.
التيار الإسلامي “المُحافظ” في السعودية، أبدى استغرابه من تلك التوصيفات، والدعوات التي وصفها بالليبرالية، ودعت “ملكة” إلى أن يَجعل رجال الهيئة غصّة بكل الذين يريدون الإفساد بالأرض، والشاعر أحمد الظفيري وصفهم بالعسل على قلب كل مُسلم، أما “شحصية راقية” فأكّد أنهم غصّة لأشباه الرجال الذين ضيّعوا مَحارمهم.
السلطات السعودية، كانت قد قلّصت صلاحيات “الهيئة” مُؤخراً، وربطت صلاحياتها بالشرطة التي يَحق لها التصرف، وفقاً لبلاغات يتقدّم فيها رجال الهيئة، والتي يَرصدون فيها أي تجاوزات، وهذا ما اعتبرته “المؤسسة الدينية” تعدٍّ صريح على حضورها، وقيمتها، وسُمعتها، وصلاحياتها المُطلقة.
وبالرّغم أن تقليص صلاحيات الهيئة في السعودية، يَنطوي على رغبة بإحداث إصلاحات دينية وسياسية كما تم الترويج له، لكن مُراقبين يعتبرون أن تقليص الصلاحيات، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأجندات خارجية، واتهامات بالإرهاب، تدفع المملكة إلى الإقدام على تلك “الإصلاحات”، والمطالب الشعبية كما يرى مراقبون، ليست إلا حُجّة، ينزل الحاكم السعودي، عند رغبتها متى شاءت مصالح بلاده، أو مصالحه بالأحرى.
مُختصون في الشأن المحلي، يؤكدون أن التململ الشعبي من تدخلات “المطاوعة”، ليس وليد اللحظة، لكن هُناك حاجة “رمزية” حالياً للاستماع لامتعاض الشعب من مؤسساته الدينية، والعمل على تناوله (غصّة المطاوعة) كحاجة مُلحّة تَفرض التغيير على بلاد قامت بالأساس على اتحاد الحُكم السياسي، مع السطوة الدينية، لكن في المُقابل يُحذّر مختصون من تصادم كل من المؤسستين (الدينية والسياسية) الأقوى في البلاد، وهذا في حال فكّرت الأولى (الدينية) الانقلاب على الثانية (السياسية)، بعد أن تتمادى الثانية في تقليص صلاحيات الأولى.
المصدر / فارس