التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

حلب تتحرّر: سباق الـ10 كلم الأخيرة 

لا تزال الهزائم تعصف بمجموعات المسلحين في شرق حلب حيث يتقدّم الجيش السوري وحلفاؤه وسط انهيار المسلّحين وتقهقرهم، بالتزامن مع تسليم بعض المناطق للجيش السوري دون مقاومة تذكر، وكذلك خروج مئات المسلحين مع عوائلهم.

حتّى كتابة هذه السطور، باتت قوات الجيش السوري وحلفائه تسيطر على مساحة 80% من أحياء حلب الشرقية بعد استعادة السيطرة على الشعار والمرجة والشيخ لطفي، وكرم القاطرجي تلة الشرطة في حلب، وبالتالي تقلصت المساحة التي يسيطر عليها المسلحون في حلب إلى أقل من 10 كلم مربع بعد التقدم الكبير في هذه المنطقة.

أحياء جديدة إلى كنف الدولة

وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قالت إن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة، “أعادت الأمن والاستقرار إلى حي الشعار وأحياء أخرى”، وعدة مناطق قرب المدينة القديمة من حلب.

وقال التلفزيون الرسمي السوري إن أغلب المناطق التي تمت السيطرة عليها تقع إلى الشرق والشمال الشرقي من المدينة القديمة، لكن الجيش وحلفاءه يضغطون أيضا للتقدم صوب المنطقة الواقعة إلى الجنوب الشرقي منها.

واعترف ما يسمى المرصد السوري بان الجيش السوري وحلفاءه يتقدمون في أحياء حلب الشرقية وسيطروا على حيي أقيول “أغير” وباب الحديد وحارات أخرى تقع بين شمال قلعة حلب وجنوب ثكنة هنانو.

واثر هذا التقدم اُرغم المسلحون على الانسحاب من الأحياء المتبقية في القسم الشمالي شرق حلب عبر ممر عرضه حوالي 700م ما بين قلعة حلب وأطراف الصفصافة ومشفى العيون باتجاه القسم الجنوبي من الاحياء الواقعة تحت سيطرة المسلحين .

هذا ولم يدخل الجيش السوري بعد إلى كل الأحياء التي انسحب منها المسلحون في الأحياء الشرقية لـحلب حتى يتم تأمينها.

خروج مئات المسلّحين بعد استسلامهم

الجيش السوري الذي اقترب من قلعة المدينة، تمكّن من تأمين طريق مطار حلب الدولي، في ظل خروج المسلحين من الجزء الشمالي لقلعة حلب ومن كامل المدينة القديمة لحلب تاركين أسلحتهم والعتاد وراءهم.

وقد خرج مئات المسلحين مع عائلاتهم من باب النصر أغيور باب الحديد وقسطل حرامي بالباصات بعد استسلامهم للجيش السوري في احياء حلب.

وقد عمّت حالة من الانهيارات والفوضى صفوف المجموعات المسلحة في أحياء حلب الشرقية، بعد استعادة الجيش السوري السيطرة على حي الفرافرة وكرم الجيل وباب الحديد وأغيور في المدينة القديمة لحلب.

وفي التفاصيل فإنّ انهيار الجماعات المسلحة في المدينة القديمة لحلب يأتي بعد دخول الجيش إلى حي الشعار، وهي تنسحب من مواقعها في حلب القديمة من دون أي مقاومة للجيش السوري.

مراقبين، تحدّثوا عن إمكانية التفاوض بين المسلّحين والجيش السوري من أجل الخروج من المنطقة المحاصرة، في حين أنّ بعض التنسيقيات قالت إنّ أوامر تركية صدرت للمسلّحين من أجل تسليم أنفسهم، موضحاً أنّ التقدم العسكري مستمرّ من جهة حي الشيخ سعيد وحي الإذاعة باتجاه الزبديّة وجبهات أخرى قد تُفتح في الساعات القادمة، حيث يتواجد أكثر من 20 ألف جندي سوري سينتشرون لحسم المعركة في الكيلومترات العشرة الأخيرة.

المسلحون يلومون قادة الفصائل

ومع تقدّم الجيش السريع وانهيار المسلحين بشكل كبير على أكثر من محور بدأت تنسيقيات المسلحين بنشر أخبار الهزائم التي لحقت بالمجموعات المسلحة وذكر بعضها أنه جرى تسليم بعض المناطق دون مقاومة تذكر للجيش السوري.
وغرّد بعض الناشطين المحسوبين على المعارضة والمسلحين على موقع تويتر وأطلقوا ما سمّوه “صرخة في وجه القادة” يلومون فيها قادة الفصائل تناحرهم فيما بينهم وانسحابهم وتسليم مناطق سيطرتهم للجيش.

اليوم، وبعد الانهيارات الكبيرة في صفوف المسلّحين، يكون الجيش سيطر على كامل محيط القلعة الشمالي والغربي، وبات الجزء الشمالي الشرقي لمدينة حلب تحت سيطرة الجيش السوري، بعد انسحاب المسلحين إلى الأحياء الجنوبية من شرق حلب ونحو بستان القصر والشيخ سعيد في أحياء حلب الشرقية، في حين يحتشد ما تبقّى من المسلّحين في أقصى الجنوب الغربي للمنطقة المحاصرة شرق حلب.

فصائل شرق حلب

تجدر الإشارة إلى أن هناك فصائل عدّة تقاتل شرق حلب تختلف عقائدياً ولناحية المرجعية الإقليمية الأمر الذ أدّى إلى ترهّل عسكري على الأرض، ساهم في التقهقر أمام ضربات الجيش السوري والحلفاء.

ويبلغ عدد هذه الفصائل أكثر من 20. وتُعدُّ “جبهة فتح الشام” أو “جبهة النصرة” سابقاً وأحرار الشام أبرز فصيليْن مقاتليْن في الأحياء الشرقية لحلب، بالإضافة إلى بعض الفصائل الأخرى كـ “جيش الإسلام” و”جند الشام” و “حركة نور الدين الزنكي” و”الحزب الإسلامي التركستاني” و”لواء الحق” و”فيلق الشام” و”جيش السنّة” و”جبهة أنصار الدين” و”الجبهة الشامية” .

أما الجيش الحرّ فيشارك بعدد من فصائله وهي “الفرقة الثالثة عشر” و”الفرقة الشمالية” و”الفرقة الوسطى” و”جيش التحرير” و”جيش المجاهدين” و”جيش النصر” وتجمّع فاستقم كما أمرت” و”فرقة السلطان مراد” و”كتائب الصفوة” و”كتائب ثوّار الشام” و”لواء صقور الجبل”.

ويأتي تقهقر المسلّحين بعد إطلاقهم قبل أشهر عملية أسمتها “ملحمة حلب الكبرى” هدفت فيها لاسترجاع مناطق سبق أن استعادها الجيش السوري وحلفاؤه، إلا أن النتائج كانت معاكسة تماماً.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق