العتبة الحسينية تكرم حافظات القرآن والشيخ الكربلائي يدعو لصنع “الشخصية القرآنية”
كربلاء المقدسة ـ محلي ـ الرأي ـ
قام معهد الزهراء للعلوم القرآنية التابع لقسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينية المقدسة حفلا لتكريم حافظات القرآن الكريم من طالبات المعهد؛ وذلك على قاعة خاتم الأنبياء في الصحن الحسيني الشريف.
وذكر بيان للعتبة تلقت ( الرأي ) الدولية نسخة منه اليوم و ان ” الحفل حضره المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وأمينها العام السيد جعفر الموسوي وعدد من الشخصيات العلمية والدينية فضلا عن طالبات المعهد وكوادره.”
وبارك ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ الكربلائي بحسب البيان افتتاح المعهد الذي تزامن مع ذكرى ولادة النبي الأعظم، وحفيده الإمام الصادق عليهما السلام وأكد على ان ” حفظ القرآن الكريم بألفاظه وإتقان قراءته لا شك أنها من الأمور المهمة ولكن ليست هي الغاية والهدف وإنما هي مقدمة لغاية وهدف حقيقي يمكن ان نستكشفهما من خلال بعض الألفاظ التي استعملت في القرآن الكريم والمتعلقة بكيفية التعامل مع كتاب الله العزيز “.
وقال ” لم نجد لا في الآيات القرآنية ولا في الأحاديث الشريفة كلمة ” حفظ ” وإنما ورد ما يفيد بـ “حمل القرآن “,، كما ورد العمل بالقرآن الكريم وتعلمه وتعليمه , لكن هل يعني عدم ورود لفظ الحفظ عدم الاعتناء والاهتمام به؟ كلا, هو من الأمور المهمة جدا, ومقدمة لا بد من الانسان يسير فيها لكي يصل الى الهدف النهائي, لذا علينا ان نحدد الهدف والغاية من اجل ان نطوي المسافة والطرق ونضع الوسائل لبلوغ الغاية والهدف “.
وأورد عددا من الآيات الكريمات والروايات الشريفات التي تخص فضائل “حملة القرآن وأصحاب الليل” , على حد تعبيره، مطالبا بذلك طالب العلوم القرآنية بأن ” يدرس العلوم المعروفة بعلوم القرآن المتعددة والعلوم الحوزوية باعتبار انه يدرس فيها الفقه والأصول، ومقدمات العلوم التي يفهم من خلالها مبادئ العلوم الحوزوية وكذلك علم العقائد، فضلا عن حاجته لدراسة العلوم الحديثة لكي يستطيع النفوذ للمجتمع وإيصال مبادئه، لأن فهم علوم القرآن ومبادئه يمثلان منهجية حياة تصنع شخصية قرآنية فذة، وهو ديدن من يقصد الوصول الى المراتب العليا ولا يكون ذلك إلا بالتحمل والصبر “.
وطالب الكربلائي كوادر المعهد بضرورة فهم القرآن ووعيه مضامينه والعمل على تطبيق مبادئه بما يوصل متعلماته الى تحقيق الشخصية القرأنية”.
بدورها قالت مديرة المعهد سرور مهدي ” برعاية كريمة من إدارة العتبة الحسينية المقدسة وعلى رأسها المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي والأمين العام السيد جعفر الموسوي والمشرف العام على المعهد الشيخ رائد الحيدري تم افتتاح المعهد الذي يجمع العلوم القرآنية والحوزوية وهذا ما يميزه عن بقية المعاهد”.
وأضافت “هذه السنة الأولى للمعهد الذي يسعى الى إعداد حافظات للقرآن الكريم بالإضافة الى إعطائهن بعض العلوم الحوزوية، حيث ستكون الدراسة فيه على مدى ثلاث سنوات دراسية بواقع أربعة أيام في الأسبوع، وذلك باستثمار قاعات مجمع سيد الشهداء التابع للعتبة , ويضم معهدنا اليوم {150} طالبة من مدن مختلف المحافظات ككربلاء وبابل والنجف وبغداد والبصرة , خصوصا بعد وفر لهن المعهد سكنا مناسبا “.
وبينت مهدي “ما يجري اليوم هو تكريم لعدد من الحافظات اللواتي تمكن من حفظ الجزء الثلاثون من القرآن الكريم منذ افتتاح المعهد في الثالث عشر من محرم الماضي, وسنطلق اثر ذلك مسابقة لطالبات المعهد لحفظ القرآن خلال سنة واحدة وستكون الجائزة رحلة لأداء مناسك العمرة”.
وخلال كلمة له في حفل التكريم؛ قال الأستاذ المختص بعلوم القرآن الدكتور سالم جاري “ان لكل شي ترجمان وترجمان القرآن هم أئمة أهل البيت عليهم السلام من خلال أحاديثهم والروايات الشريفة الواردة عنهم”. ونقل جاري خلال كلمته عددا من الروايات والأحاديث الشريفة الواردة في خصوصية القرآن الكريم وعظمته ومعاجزه.
فيما أشار الشيخ حبيب الكاظمي خلال كلمة له في الحفل الى “ان القرآن مهجور في كل عوالمه فإحصائية عشوائية للمسلمين تبين لنا ان قراءة المسلمين للقرآن اقل بكثير من قراءتهم للصحف والكتب المدرسية”.
ودعا الى “رفع الظلامة عن القرآن” الذي وصفه بأنه “مهجور” ,وان لا يقتصر الحفظ على نصوص القرآن بل ان نفهم معانيه ونتخلق بأخلاقه “, قائلا “لو عملنا بمقتضى الآيات القرآنية لقضينا على المفاسد الاجتماعية”.
وألقت الطفلة “إستبرق” قصيدة شعبية بمناسبة المولد النبوي الشريف تغنت فيها بخصال النبي الأعظم محلقة بالحضور الى عالم الخيال بأداء بارع.
وفي ختام الحفل كرم الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد جعفر الموسوي طالبات المعهد ممن أكملن حفظ الجزء الثلاثين من القرآن الكريم كاملا.انتهى