وزير الخارجية : مؤتمر السفراء أكد على التعاون العربي وعدم التدخل بالشؤون الداخلية
بغداد – سياسة – الرأي –
أوضح وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، ان مؤتمر السفراء الخامس أكد على التعاون العربي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
ونقل بيان للوزارة، تلقت ( الرأي ) الدولية نسخة منه عن الجعفري خلال كلمته في ختام أعمال مُؤتمَر السفراء الخامس والذي أقيم في بغداد، القول “تناقشنا في اليومين السابقين بعدد من أوراق العمل القيمة التي قدَّمتها دوائر الوزارة، وبعثاتها، وكلُّ حسب ساحة عمله، وتخصُّصه، وقد سُرِرْنا كثيراً بعمق الأفكار التي قُدِّمت، وبالجهود المُخلِصة، والمُثابِرة التي بُذِلت من قِبَل فرق العمل في الحلقات النقاشيَّة التي عُقِدَت، والتي مثلت في جانبها المفصل التنظيري وهو مهم في كل عمل خصوصا في العمل السياسي والدبلوماسي خصوصا في المرحلة التي يمر بها العراق ومثلما شكلت الآليات التخطيطية الشق التنظيري كان لابد من المزج مع الشق التنفيذي المتمثل بالسفراء ورؤساء البعثات الآخرين”.
وأضاف، “وحسبما تمَّت مناقشته فقد أكدت ورقة الدائرة العربيَّة، وبعثاتها على العمق العربيِّ للعراق، وأهمِّية تعزيز التواصل، والتعاون مع الأشقاء العرب وفق مبدأ المساواة، والاحترام المُتبادَل، وتطابق المواقف، وعدم التدخُّل في الشؤون الداخليَّة لأيِّ دولة عربيَّة، وتحت أيِّ ظرفٍ كان، وهكذا كان منهجنا للسنوات السابقة، وهكذا سيكون، ثم انتقلنا لمناقشة ما قدَّمته دائرة أوروبا، وبعثاتها التي أكدت على أهمِّيَّة العلاقات العراقيَّة-الأوروبيَّة، وضرورة الاستمرار في نقل الصورة الحقيقيَّة للعراق إلى المُجتمَع الأوروبيِّ، واستمرار التعاون المُثمِر في المجالات الاقتصاديَّة، والثقافيَّة، والعسكريَّة، مع التركيز على أهمِّيَّة الاتحاد الأوروبي بمختلف منظماته للعراق في المرحلة الراهنة والمستقبليَّة”.
وبين وزير الخارجية، “وبعد ذلك تناولنا محور العلاقات العراقيَّة مع الأمريكيتين وتمَّ التركيز على ضرورة تعزيز التعاون الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركيَّة، والتعاون المُثمِر مع أجهزة الحكومة الأميركيَّة المختلفة، ومجلس الشيوخ، ومجلس النواب بما يُعزِّز أواصر الصداقة بين البلدين، فضلاً عن التأكيد على أهمِّيَّة العلاقات العراقيَّة-الكنديَّة، وضرورة المُضِيِّ بها قُدُماً”.
وأوضح، “وكان الجزء الثاني المُهمّ ضمن هذا المحور هو العلاقات مع دول أميركا الجنوبيَّة، وأهمِّيَّة الانفتاح عليها بشكل كبر؛ تحقيقاً لتوجهات الوزارة في تمتين أطر الصداقة، والتعاون بين العراق، ومُختلِف دول العالم”.
وأشار “كان لدول الجوار الجغرافيِّ أهمِّيَّة كبرى ضمن مُؤتمَرنا هذا؛ إذ أكَّدت أوراق العمل المُقدَّمة من قبل دائرة الدول المجاورة، وبعثاتها على أهمِّيَّة الالتزام بمصالح العراق الوطنيَّة، ووضعها فوق كل اعتبار آخر، والتعامل مع دول الجوار من منطلق التعامل بالمِثل، وتقديم مبدأ سيادة العراق فوق كلِّ اعتبار، فضلاً عن التأكيد على أهمِّيَّة العلاقات الثنائيَّة معها، وتأطيرها وفق مبدأ حسن الجوار، والمصالح المُشترَكة، والتعاون البنَّاء”، مبينا “وبعد ذلك ناقشنا علاقات العراق مع دول آسيا، وضرورة الانتقال بها إلى مُستوى العلاقات الإستراتيجية بما ينسجم مع المكانة الدوليَّة لدول آسيا، وتقدّمها في المجالات العلميَّة، والاقتصاديَّة تحديداً، فضلاً عن أهمِّيَّة تعزيز العلاقات معها في المجالات الاستخباراتيَّة بما ينسجم مع مصالح العراق”.
وتابع، كما “كان لقارَّة أفريقيا حُضُور مُهمّ في مُؤتمَرنا هذا إذ أكَّدت دائرة أفريقيا، والبعثات المنضوية تحت لوائها على أهمِّيَّة العلاقات العراقيَّة-الأفريقيَّة، وضرورة التوسُّع في تلك العلاقات، وزيادة مُستوى التبادل الدبلوماسيِّ بين العراق ودول أفريقيا خُصُوصاً أنَّ لأفريقيا مستقبلاً كبيراً في المجال الاقتصاديِّ، فضلاً عن أهمِّيَّة التعاون مع عدد من دول القارَّة في مجال مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباريَّة”.
وقال “كان ختام نقاشاتنا مسكاً بمناقشة الورقة المُشترَكة لدوائر المنظمات وحقوق الإنسان، والدائرة القانونيَّة، والتي أكَّدت على أهمِّيَّة تفعيل دور العراق في المنظمات الدوليَّة، واستمرار تحقيق الانتصارات في هذا الجانب، وتحقيق الاستثمار الفاعل لعضويَّة العراق في مجلس حقوق الإنسان، فضلاً عن ضرورة تحقيق أفضل النتائج للمرحلة القادمة فيما يتعلق بملفات الحدود، والمياه، وملفات الاسترداد”.
ولفت “كان لمؤتمرنا هذا نكهة متميزة، ونحن ننفض عن وجه العراق ما لحق به من أذى نتيجة لما واجهه من وحشيَّة وبربريَّة من عصابات الإرهاب المُجرِم، ونحن نأمل بلقائكم في العام المقبل -بعون الله- والعراق يزهو، ويفخر بانتصاراته، ويُعمِّر مُدُنه”.
خاطب السفراء قائلا، “لابُدَّ لي أن أذكِّر حضراتكم وأنتم تعودون إلى ساحات عملكم، وتمارسون دوركم في حماية مصالح العراق، وإعلاء صوته مُدوِّياً مُؤثِّراً في المحافل الدوليَّة أنكم تحملون على أكتافكم مسؤوليَّة كبيرة فأنتم تُمثِّلون العراق الذي إذا ذكر اسمه وقفت الناس احتراماً له، أنتم تمثلون العراق بعمق حضارته الموغلة بالقدم والتي تمتد لـ7000 سنة الذي كان في يومٍ من الأيام قِبْلة جهات العالم الأربعة، أنتم تمثلون العراق بلد المُقدَّسات، بما احتضن من الأنبياء، والأئمة، والأولياء”.انتهى