الصحف السعودية تبرر جريمة اغتيال السفير الروسي في تركيا
وكالات – سياسة – الرأي –
تحت عنوان “حلب تغتال سفير بوتين بـ 8 رصاصات” نشرت صحيفة عكاظ السعودية يوم الثلاثاء بتاريخ 20 من الشهر الجاري مادةً عن اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندري كارلوف.
المادة حملت اسم مراسل الصحيفة في تركيا، وقد بدأ مادته الاخبارية بزج رأيه الذي يعكس رأي الصحيفة بطبيعة الحال عندما زعم أن روسيا اكتوت بالنار التي أشعلتها في سورية، من خلال اغتيال سفيرها في تركيا.
صحفيون عرب وأجانب اعتبروا أن تعامل صحيفة عكاظ السعودية مع الكثير من الأحداث تعكس وجهة نظر قوية بين أروقة الحكم في الرياض، كونها مدعومة بقوة من النظام السعودي ولديها غطاء أميري، فضلاً عن الأريحية التي تتمتع بها في تحرير عناوين أخبارها دون أية قيود.
الصحيفة المذكورة تُصنف على أنها منبر لصقور النظام السعودي المعادي لمحور المقاومة، وهي تعتمد في الكثير من عناوينها على إثارة النعرات المذهبية، ولا تخفي موقفها المعادي لمحور دمشق ، طهران ، موسكو.
تناول الصحيفة لاغتيال السفير الروسي، اعتبره بعض المحللين بمثابة إعطاء شرعية إعلامية للجريمة، وإضفاء صفة “البطولة” على القاتل الذي يبدو أنه متشدد، وهنا تجدر الإشارة إلى أن عكاظ قالت بأن القاتل هو ذو ميول إسلامية دون نعته بأية صفات أخرى، بل من خلال عنونتها للحدث بأنه ثأر حلب من روسيا بحسب زعمها فإنها أعطت القاتل والجهات المخططة للعملية صفة ثأرية بعد هزيمة المسلحين في حلب.
أما صحيفة الحياة فقد عنونت الخبر على الشكل التالي (تركي يغتال السفير الروسي ..انتقاماً لحلب) وهي محاولة منها أيضاً في تصوير جريمة الاغتيال على أنها رد فعل طبيعي عن دعم روسيا لحليفتها دمشق في معركة حلب، وكأنها تقول أن المعارك الأخرى التي ستدعم فيها موسكو الجيش السوري ستتسبب بجرائم مماثلة بحق أهداف روسية في كل مكان من العالم سواءً أكانت بعثات دبلوماسية أم منشآت اقتصادية أو سياسية أو ثقافية.
كذلك فقد أشارت صحيفة الرياض إلى أن منفذ عملية الاغتيال بحق السفير الروسي أراد الانتقام لمأساة حلب، بدورها أفردت صحيفة اليوم السعودية عنواناً عريضاً لحادثة الاغتيال (انتقاما لحلب.. مقتل درامي للسفير الروسي في تركيا) حمل الشماتة من موسكو وفي ذات الوقت محاولة غير مباشرة لتبرير الجريمة بأنها نتيجة حتمية لخيار موسكو في دعمها لدمشق ضد الإرهاب في مدينة حلب.
إذا فإن القاسم المشترك بين جميع الصحف السعودية في تغطيتها لجريمة اغتيال السفير الروسي في تركيا هي أنها ردة فعل طبيعية لسياسة روسيا الخارجية وموقفها في الملف السوري لا سيما بعد هزيمة المعارضة المدعومة خليجياً في مدينة حلب، فضلاً عن اعتبار القاتل وكأنه بطل ثائر ينتقم لهزيمة حلب.انتهى