“نيويورك تايمز”: امريكا ستكون أكبر الخاسرين من اغتيال السفير الروسي في تركيا
كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بقلم “ماكس فيشر”: نسبتا لتخمينات المحللين، أمريكا ستكون أكبر الخاسرين من اغتيال السفير الروسي في تركيا، وهذه الحادثة ستزيد من التعاون بين موسكو وأنقرة في سوريا لامحالة.
وأوضح الكاتب ضمن المقال الذي نشره في الصحيفة: تركيا وروسيا البلدان الذين تصاعدت حدة التوترات بينهما لمدة وجيزة بشأن الحرب السوري والأزمات الحاصلة في المنطقة، هاهما تشكلان تحالفا بعد التجارب التي مرّتا بها.
مساء الاثنين قام ضابط شرطة تركي بالخروج عن مهامه وإطلاق الرصاص على سفير روسيا في تركيا الذي كان مشغولا بإلقاء كلمة أمام الحضور في معرض فني في العاصمة أنقرة.
اغتيال “أندريه كارلوف” دقّ ناقوس الخطر في العالم أجمع، والأسئلة التي تطرح نفسها “ماهي تداعيات هذه الحادثة. والأمر الذي يزيد الطين بلة هو عدم تبني أي جهة لاغتيال السفير، فضابط الأمن التركي الذي طعن (بالرصاص) السفير في ظهره كان يصرخ “الله أكبر” كما قال باللغة التركية “لاتنسوا حلب، لاتنسوا سوريا”. مايشير الى الأهداف الأصلية لقاتل السفير.
والواقع أن هذه الهجمة جاءت كرد فعل على تحرير مدينة حلب من أيدي المسلحين، والتي أشرفت عليها موسكو بطائراتها وخططها المتقنة.
ولو أمعنا النظر في تداعيات هذه الحادثة لتوصلنا الى أن كل من “روسيا وتركيا” وبينما تديران الأوضاع في سوريا وتبديان علامات التعاون في هذا البلد. الظاهر في الأمر أنهما تنويان تحويل هذه الحادثة الى دافع لتشكيل اتحاد بينهما، وعوضا عن توجيههما أصابع الإتهام الى بعضهما البعض قررتا توجيهها نحو عدو مشترك، ودليل هذا الأمر هو سوريا حتما.
وفي هذا السياق، يقول الخبير في الشؤون التركية “آرون اشتاین” المسؤول في “المجلس الأطلسي” بواشنطن: تركيا بحاجة روسيا من أجل تحقيق أهدافها في سوريا، وموسكو أيضا بحاجة أنقرة لتنتصر في هذه الحرب. ولكن روسيا هي التي تحدد من هو المنتصر في سوريا.
أي أزمة من الممكن أن تنبعث عن حادثة اغتيال السفير ستكون لها حالتين لا أكثر، الأولى هي أن يزداد التعاون والتنسيق بين البلدين بشأن الأزمة السورية، والثانية أن تتفاقم المشاكل والتوترات بين موسكو وأنقرة ما يؤدي الى إحياء مشاكل العام الماضي بينهما.
لماذا كان يوجد توتر بين تركيا وروسيا؟
هذا التوتر يكشف عن هشاشة العلاقات بين الطرفين، لاسيما وأن كل من الدولتين قامتا بكل طاقتهما بصب تركيزهما على تنفيذ مشروعيهما في سوريا. حتى قادتهما المتعصبون وطنيا يفضلون أن تتم تهدئة الأوضاع لا تأجيجها.
ولابد من القول بأن مصالح البلدين في سوريا متضاربة، حيث تدعم تركيا المسلحين في سوريا وتدعو للإطاحة بالرئيس بشار الأسد وفي خريف العام 2015 قامت بإدخال قواتها الى شمال سوريا متذرعة بحماية مصالحها القومية، فيما تقوم روسيا بدعم قوات الرئيس الأسد من خلال اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين موسكو ودمشق لاسيما وأن روسيا تعتبر المسلحين الذين تدعمهم أنقرة إرهابيين.
جدير بالذكر أن ما يسمى تنظيم جيش الفتح في سوريا تبنى عملية اغتيال السفير الروسي في تركيا “أندريه كارلوف” الملعومة التي لم توردها صحيفة نيويورك تايمز حتى الآن. حيث أعلنت قيادة التنظيم الارهابي في بيان منسوب لها “انه بعد ان تخاذل العالم عن نصرة اهل الاسلام في بلاد الشام انبرى شبل من اشبال جيش الفتح وبتسهيل ومشاركة من حركة الذئاب الرمادية والحزب الاسلامي التركمنستاني لنصرة اهل الشام بإعدام السفير الروسي في انقرة اندره كالوف وهو مرت التنتاش”.
المصدر / الوقت