كاتب سوري: إن صدقت النوايا التركية فعام 2017 سيكون مثاليا لحل الأزمة السورية
وكالات – سياسة – الرأي –
أوضح الكاتب السياسي السوري والباحث بالعلاقات العامة الدولية والدبلوماسية محمد نادر العمري أن توجه الخارطة العسكرية للجيش السوري وحلفائه وتسارع المصالحات الوطنية على مستوى الجغرافيا السورية، ساعد الحليف الروسي لسوريا على تهيئة الظروف الاقليمية لدفع العملية السياسية باتجاه تقدم أكبر، مبيناً أن ذلك يؤكد أن ما بعد تحرير حلب ليس كما قبله.
وأضاف العمري في حديث لوكالة أنباء فارس أن النتيجة النوعية لتحرير حلب كانت ورقة رابحة بيد روسيا للضغط وإقناع الجانب التركي الذي طوق بجملة مغريات اقتصادية، للعب دور إيجابي بالعملية السياسية من خلال تحويله من موقع الخصومة والاعتداء لموقع الشراكة في ضمان إنجاز الحل، معتبراً إنه وفي حال تم ذلك، فإن عام 2017 سيكون عاماً مثاليا يشهد معالم حل الأزمة السورية سياسياً إن صدقت النوايا ونضجت كافة الظروف المناسبة لذلك.
وأشار العمري إلى ضرورة عدم الثقة بشكل كامل بجدية النوايا التركية بالالتزام بتسهيل مسار العملية السياسية، حيث أن تركيا تلجأ دوماً إلى سياسة الابتزاز في أي اتفاقات تعقدها، لكن تركيا اليوم تعاني ارتداد الارهاب الذي خلقته ودعمته من خلال كل ماشهدته في الفترة الأخيرة من عمليات ارهابية، إضافة لذلك فإن أنقرة وجدت نفسها خارج الاتحاد الأوروبي بشكل مطلق، ما يجعلها مجبرة على التعاون مع إيران و الحكومة السورية والحكومة العراقية في مسار إقليمي لوضع حد لهذا الإرهاب من خلال تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
كما بين العمري أن الحالة التي تعيشها تركيا والتي تفرض عليها ضرورة الالتزام بشكل جدي في تحالفها مع روسيا وإيران جعلت عددا من الدول الأوروبية على رأسها فرنسا بالإضافة إلى والولايات المتحدة الأميركية تقلق من نتائج هذا التقارب النامي، خصوصاً أن روسيا تسعى اليوم إلى رسم معالم مسار حل إقليمي للأزمة السورية وتفعيل الدور التركي في مكافحة الإرهاب.
وفيما يتعلق باغتيال السفير الروسي في تركيا قبل ساعات من موعد الاجتماع الثلاثي بين روسيا وتركيا وإيران لبحث إمكانية التسوية السياسية في سوريا، أوضح العمري أنه في وقت ينحسر فيه الدور الأميركي إلى حد يخرجه وحلفائه من دائرة إدارة التسوية، جاء استهداف السفير الروسي في أنقرة لاستهداف هذه التسوية السياسية التي تحاول روسيا فرضها من جانب، ومن جانب آخر توضح حادثة الاغتيال هذه مدى استياء أميركا وحلفاؤها الأوروبيون من هذا التقارب، ناهيك عن إن إنحسار النفوذ الأميركي في المنطقة يجعل دول الأوروبية وبخاصة فرنسا وألمانيا وبريطانيا تسعى لملئ الفراغ الذي سيولده الانحسار الأميركي.
وقال العمري: “الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الأوروبية في موقف محرج اليوم، وأعتقد إن إعلان ديمستورا عن موعد افتراضي في شباط المقبل لاستئناف مباحثات جنيف هو من باب إعلاء الصوت بإنه موجود ولكن بشكل غير مجدي”.
وختم العمري بالتأكيد على أن تركيا اليوم في موقع الإختبار لمدى إلتزامها بتعهداتها، وأي محاولة تعكس حالة عدم مصداقيتها، ستجد نفسها في حالة عزلة كبيرة دولياً وإقليمياً، منوهاً على أن اجتماع الأستانة سيترجم نتائج اجتماعات الجانب الروسي مع قيادات المجموعات المسلحة التي حصلت في تركيا مؤخراً وبالتالي يمكن التعويل على اتفاق واقعي لوقف العمليات القتالية بعدما تنصلت منه واشنطن مراراً في السابق.
انتهى