نريده عاما للسلام
عبدالرضا الساعدي
حين تسأل أي مواطن عراقي اليوم عن أمنياته ، سيجيبك على الفور : الصحة والأمن والسلام .. وهذا رد طبيعي لإنسان على وجه هذه الأرض يحب الحياة والناس والبلد الذي ولد فيه وترعرع وأكل من خيراته ، مثلما دافع عنه ويدافع وسيبقى كذلك رغم ما لاقاه ويلاقيه من إجحاف وبؤس وشقاء ربما في حياته اليومية طيلة عقود من الزمن ، ومرت عليه أزمنة متباينة عدة :عثمانية وملكية وجمهورية وديكتاتورية حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم ، وهو يبحث عن السلام ، لأن السلام هو الطبيعة الذاتية التي أرادها الخالق للبشر ، ولكن هناك من المخلوقات من أراد الوقوف ضد هذه الطبيعة ومحاربتها، مما يعني الوقوف ضد إرادة الخالق _جلّ في علاه_ ومن بين هؤلاء الدواعش كافة والمخلوقات التكفيرية الإجرامية والفاسدة ومن يدعمهم ويؤيدهم فعلاً أو قولاً ، قلباً أو لساناً ، قريباً أو بعيدا ، كذلك القوى الاستكبارية والاستعمارية التي كانت رأس البلاء في منطقتنا وبلداننا بحروبها واحتلالاتها وأطماعها التي لا تنتهي ، والتي جلبت لنا في الأخير هذه المكروبات البشرية المسماة داعش.
لهذا ومن هذه المقدمة الموجزة والبسيطة جدا ، نستلهم أمنياتنا وتطلعاتنا ونحن على أبواب العام الجديد ، فنقول مرددين مع أي مواطن عراقي شريف وغيور ، نريده عاما للسلام بعد دحر داعش وصنوف الإرهاب كافة والتخلص من كافة الدخلاء على الأرض الوطنية العراقية والسورية أيضا وكافة الأراضي والمدن والبلدان التي اخترقت ظلما وعدوانا وإرهاباً ..
كما نريده عاما للصحة والعافية أيضا فالمواطن الذي يفقد عافيته وصحته سيفقد قدرته على المواجهة والمطاولة والتفكير وحتى الشهية على الحياة وكل شيء ، ولو أنفقت هذه الدول الثرية المعروفة ملياراتها وذهبها وخبراتها على الصحة والتعليم القويم السديد معا ، بدلا من إنفاقها على داعش وأخواتها الإجرامية ، لكان الإنسان العربي في مقدمة الأصحاء بدنيا وعقليا ، لأن الحكمة اليونانية القديمة تقول ( العقل السليم في الجسم السليم) !..
كما نتمنى على المسؤولين في البلاد أن يكفوا عن نهج الاستغراق بمصالحهم ومنافعهم الخاصة و ترك المواطن ومصالح البلد العليا إلى أجل غير مسمى .
كذلك نتمنى أن يستيقظ حالنا الصناعي والزراعي وينتعش اقتصادنا الوطني لاسيما وأن الواقع يثبت يوميا خطأ الاتكاء على موارد النفط وحدها ، ونأمل من الله سبحانه أن يبعدنا عن الديون والقروض المشروطة وغير المشروطة فنكتفي بمواردنا وقدراتنا الذاتية وإمكانات البلد وشعبه الكبيرة.. وكل ذلك طبعا سيكون رفقة أمنية كبيرة ومهمة وهي : أن نستيقظ ذات صباح فنجد الفاسدين واللصوص الكبار في قبضة العدالة وتعاد أموال العراق المنهوبة دون وجه حق ، وتخلو الساحة وتُنظف من وساخة هؤلاء الذين يرتدون زي السياسة والحكمة وفي الحقيقة هم نصّابون ومتآمرون على الشعب والوطن.
قد تبدو أمنيات صعبة _ رغم بساطتها _ ، في ظل ظروف وأجواء معقدة سياسيا واقتصاديا وأمنيا .. ولكننا نأمل ونحلم ونتطلع ، وهذا من حق أي إنسان على هذه الأرض ، و(( ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل )) ..
لشعبنا وجيشنا وحشدنا الأبطال نقول كل عام وأنتم بألف خير.