التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

الخلافات داخل مجلس التعاون تلقي بظلالها على العلاقات البحرينية – القطرية 

منذ تأسيسه عام 1981 شهد مجلس التعاون خلافات عديدة بين أعضائه وصلت في بعض الأحيان إلى حد الاقتتال أو التلويح باستخدام القوة العسكرية لحل هذه الخلافات.

وخلال العقود الثلاثة الماضية سعت السعودية إلى الهيمنة على مقدرات مجلس التعاون، ولكن بمرور الوقت قررت بعض دول المجلس اتخاذ سياسات مستقلة بعيداً عن توجهات الرياض إزاء أحداث المنطقة لاسيّما ما يتعلق بدعم الجماعات الإرهابية والموقف من حركة الاخوان المسلمين والأزمتين السورية واليمنية.

وعلى الرغم من اتفاق قطر والسعودية وتركيا على دعم الجماعات الإرهابية ضد نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، إلاّ أن الخلافات التي ظهرت بين قطر وتركيا من جانب والسعودية من جانب آخر في تفاصيل هذا الدعم أدت إلى بروز توترات سياسية واعلامية بين الجانبين والتي انعكست على باقي دول مجلس التعاون بسبب التحالفات التي نشأت بين العديد من هذه الدول والتي أثرت بدورها على تماسك المجلس ووحدة قراره إزاء الكثير من التطورات التي شهدتها وتشهدها المنطقة.

من جانب آخر ساهم دعم كل من قطر وتركيا لحركة الاخوان المسلمين في مقابل دعم السعودية للجماعات الوهابية والسلفية إلى زيادة الاحتقان بين الجانبين. وقد برز هذا الاحتقان بشكل واضح من خلال برامج وتقارير شبكة “الجزيرة” القطرية فيما يتعلق بالأزمة السورية والأحداث المتأججة في البحرين.

وتجدر الإشارة إلى أن السعودية كانت قد أدرجت حركة الاخوان المسلمين على لائحة الجماعات الإرهابية في مطلع عام 2014، ما أدى إلى زيادة التوتر مع قطر. ووقفت كل من البحرين و “الإمارات العربية” المتحدة إلى جانب السعودية في هذه الأزمة، وقد أسفر ذلك عن سحب سفراء هذه الدول من العاصمة القطرية “الدوحة”.

ورداً على هذا الاجراء السياسي أصدر أمير قطر “تمیم بن حمد آل ثاني” أوامره بمنح عدد من المعارضين لنظام آل خليفة في البحرين حق الإقامة في الأراضي القطرية، ومن بين هؤلاء المعارضين بعض أتباع قبيلة “آل جلاهمه” الذين شغلوا مناصب عسكرية وأمنية في البحرين.

وتصاعدت الخلافات بين الدوحة والمنامة خلال الأشهر الأخيرة. واتهم وزير الخارجية القطري “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني” الجانب البحريني بعرقلة المحادثات بين الطرفين، واصفاً سلوك ممثلي الحكومة البحرينية في هذه المحادثات بأنه يتنافى مع الأعراف والقوانين الدبلوماسية.

وقبل مدّة بث القسم الانجليزي في قناة “الجزيرة” القطرية فيلماً وثائقياً حمل عنوان “البحرين؛ صراخ في الظلام” انتقد فيه قمع السلطات البحرينية للمتظاهرين المطالبين بالاصلاح السياسي. وحظي هذا الفيلم بإقبال واسع على الصعيدين الإقليمي والدولي، ما أدى إلى رفع مستوى التوتر بين الدوحة والمنامة. ووصف نجل ملك البحرين “ناصر بن حمد آل خلیفة” قناة الجزيرة بـ (الحقيرة) في ردّه على عرض هذا الفيلم، فيما اعتبر وزير خارجية البحرين “خالد بن أحمد آل خليفة” الفيلم بأنه قد خرّب جهود رأب الصدع وأعاد الأوضاع في البحرين إلى نقطة الصفر.

ويؤكد المراقبون بأن الخلافات بين دول مجلس التعاون من شأنها أن تضعف موقف السعودية التي تسعى لتوظيف إمكانات أعضاء المجلس السياسية والاقتصادية والعسكرية لتشكيل جبهة موحدة ضد إيران ومحور المقاومة في المنطقة. كما تسعى السعودية لتحويل مجلس التعاون إلى اتحاد، الأمر الذي تعارضه سلطنة عمان، فيما تفضل الكويت الحوار مع إيران للتوصل إلى تفاهمات بشأن مختلف القضايا الثنائية والإقليمية.

وهناك خلافات كثيرة تحول دون تشكيل الاتحاد بين دول المجلس بينها انعدام الرغبة لدى معظم هذه الدول بتشكيل هذا الاتحاد لخشيتها من هيمنة السعودية على مقدراته لاسيّما في المجالين السياسي والعسكري، بالاضافة إلى النزاعات الحدودية بين السعودية والعديد من أعضاء المجلس كالخلاف مع الكويت بشأن حقلي “الوفرة” و”الخفجي” للنفط والغاز في المنطقة المحايدة بين البلدين، وكذلك الخلاف مع الإمارات بشأن منطقتي “الشيبة” و”خور العيديد”، ومع البحرين بشأن حقل “السبلة” وكمية إنتاجه.

واتخذ النزاع الحدودي بين السعودية وقطر شكلاً دامياً؛ إذ وقعت أحداث على منفذ “الخفوس” الحدودي السعودي مع قطر، والذي كان سابقاً منفذاً إماراتياً مباشراً على قطر، وحصل فيه صدام مسلح قتل على إثره جندي سعودي وجنديان قطريان.

كما كان هناك نزاع حدودي بين البحرين وقطر حول جزيرة “فيشت الديل” وكاد أن يتحول إلى نزاع مسلح في الثمانينات، ومازال هناك وميض جمر تحت الرماد.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق