شيباني : الجميع يسعى الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية
طهران ـ سياسة ـ الرأي ـ
اكد سفير ايران السابق في دمشق “محمد رضا رؤوف شيباني” ان جميع الاطراف الاقليمية تسعى حاليا الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية بعد تحرير حلب من سيطرة الارهابيين.
وشرح شيباني في كلمة القاها في ندوة “النتائج الاستراتيجية لتحرير حلب” عقدت في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية اليوم الثلاثاء : ظروف سوريا الجغرافية والاستراتيجية، وقال : ان مجاورة سوريا للبنان وفلسطين وكذلك مجاورتها للعراق كان عنصرا في محور التوازن الاقليمي ، والحدود الطويلة مع تركيا العضو الفعال في الناتو ، جميع هذه العوامل اوجدت وضعا خاصا بالنسبة لسوريا.
واوضح السفير الايراني السابق ان سوريا قامت بدور هام على الدوام باعتبارها ممر محور المقاومة.
ولفت الى ان اسباب اندلاع الازمة في سوريا يعود الى اسباب داخلية وخارجية ، ومنها تراكم المطالب الشعبية وكيفية التعامل غير المطلوب من قبل بعض القطاعات الحكومية ما ادى الى ايجاد حالة من التذمر ، فضلا عن ان زيادة عد السكان قد هيئ الارضية لنشاط الحركات المتطرفة كما ان وجود خلاف تقليدي بين الحكومة والاخوان المسلمين كان بمثابة نار تحت الرماد مما ساهم في تصعيد الازمة.
واكد الخبير بقضايا غرب آسيا على ضرورة عدم تجاهل الاطراف الخارجية في نشوء الازمة السورية ، اذ ان المجتمع السوري تأثر بالاحداث التي شهدها العالم العربي بما فيها تونس ومصر.
ورأى شيباني ان بعض اللاعبين الاقليمين والدوليين كانوا ينظرون الى نظام الحكم في سوريا بانه غير مناسب للاستمرار في الحكم.
واوضح ان سوريا كانت موضع اهتمام من قبل الاطراف الاقليمية والدولية بسبب موقفها الداعم لمحور المقاومة وتصديها للكيان الصهيوني ، وقال : ان العديد كانوا يعتقدون ان بعض اللاعبين الدوليين والاقليميين ارادوا من خلال الاحتذاء بالدول الاخرى ، تجربة هذه التحولات في سوريا.
وتابع قائلا : ان مقاومة سوريا في مواجهة المخططات الاميركية والصهيونية كانت احد اسباب اندلاع الازمة في هذا البلد من قبل اللاعبين الاقليميين.
واردف يقول : ان حرب 33 يوما في لبنان ومواقف سوريا في الدفاع عن لبنان وفلسطين وتصريح بشار الاسد بان السعودية غير قادرة على مواجهة اميركا والكيان الصهيوني كانت ضمن عوامل نشوء الازمة.
كما اشار شيباني الى دور وسائل الاعلام الاجنبية في تأجيج الازمة السورية.
واكد الدبلوماسي الايراني السابق ان اعادة الامن والاستقرار الى ربوع سوريا من اهم المطالب في الوقت الحاضر.
ورأى ان آفاق التطورات في سوريا مازال يكتنفه الغموض ، مستدركا بالقول : لكن في نفس الوقت فان الجميع يقتربون من الاجماع على انه لا يوجد حل عسكري لتسوية الازمة السورية.
واشار الى ان حلب كانت تعتبر ورقة قوة في المفاوضات بالنسبة للمعارضة والتي كانت تعتبرها عاصمة لها.
وشرح اسباب هزيمة جماعات المعارضة المسلحة في حلب مشيرا الى ان من بينها اطالة الازمة وتململ مسلحي المعارضة وتغيير اولويات تركيا وتخبط الادارة الاميركية لاسيما في فترة الانتخابات الرئاسية وتفوق الجيش السوري وحلفائه ، مضيفا : من الناحية العسكرية والميدانية فان تأثيرات هذه الانتصار قد غير التوازن العسكري لصالح الحكومة السورية ، وتحملت جماعات المعارضة ضغوطا نفسية تركت تأثيراتها على باقي المجالات ايضا.
ولفت الى ان من نتائج تحرير حلب ، اضعاف الجماعات المسلحة في ادلب ، وفقدانهم ورقة سياسية والتي من المحتمل ان تؤدي الى تغيير سياسة الدول الغربية وتشجيعها على الحوار مع دول المنطقة ، كما من المحتمل ان نشهد تصعيدا في الاوضاع الميدانية من قبل السعودية وقطر.
وفيما يتعلق بالرئيس الامريكي المنتخب ترامب ، قال الدبلوماسي الايراني السابق : ان مواقف ترامب ادت الى تفاؤل نسبي في سوريا وبعض دول المنطقة حيث سيكون موقف اميركا اكثر توازنا من السابق.
واعرب شيباني عن اعتقاده بانه ينبغي التعاطي بحساسية مع ما طرحه ترامب حول انشاء مناطق آمنة.
وفي جانب آخر من حديثه اوضح شيباني انه ينظر الى ايران على انها دولة تنعم بالاستقرار في المنطقة ، وقال : اذا لم تؤيد ايران فان اي تغيير لن يحدث في المنطقة.
واضاف : ان دخول حزب الله الى الازمة السورية باعتباره لاعبا اقليميا ، طرح حزب الله كلاعب منطقي وموضع ثقة في سوريا والمنطقة ، وبدد الفكرة التي كانت لدى الرأي العام بان حزب الله جماعة ارهابية.
واختم قائلا : لقد كشفت الازمة السورية صورة الاسلام الاميركي امام الرأي العام.انتهى