وثائق اردوغان تکشف وجه واشنطن الحقیقی فی دعمها للإرهاب
اتهام اردوغان لتحالف أمريكا الدولي بدعم داعش وجّه الضربة القاضية لادّعاءات واشنطن بشأن صدق نواياها في القضاء على التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.
ولم يكتفي الرئيس التركي بوضع واشنطن ضمن الداعمين للإرهاب الدولي بعد أن كان من أكبر حلفائها في المنطقة، بل أكد بأنه يملك أدلة بـ”الصور والفيديو” تثبت تقديم قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا دعما لتنظيم داعش الارهابي في سوريا علاوة على دعم وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الأمر الذي وجّه صفعة مؤلمة لواشنطن حيث سارعت خارجيتها بوصف تصريحات اردوغان بـ”السخيفة”.
ماكشف عنه الرئيس التركي ليس جديدا في حال استثنينا الأدلة المصورة التي تكلم عنها، فقد فضحت العديد من الدول خلال الأعوام السابقة “موقف أمريكا الإزدواجي” بشأن القضاء على تنظيم داعش الارهابي، فمن جهة نراها تحارب التنظيم بدم بارد في العراق، ومن جهة أخرى نلاحظ أنها تدعم التنظيم في سوريا.
وانقلاب “أردوغان” على حليفته واشنطن جاء بعد أن خذلته عدّة مرات ليصل الى يقين بأنه لا يمكن الوثوق بأمريكا، ولاسيما بعد انغماس الجيش التركي في ساحة الصراع السوريّة التي كبّدته خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات في مدينة الباب معلنا بذلك حربه على الأكراد وداعش في نفس الوقت.
سوابق سوداء لأمريكا
إدارة الرئيس باراك أوباما أغرقت واشنطن في مأزق كبير بسوريا، فعدد الشهود على جريمة أمريكا التي من الممكن أن تضعها في قفص القضاء الدولي لدعمها تنظيم داعش بات كبيرا.
ومن أوائل الشهود الفاضحين لدور أمريكا بدعم تنظيم داعش الارهابي هو قائد الثورة الإيرانية، حيث اتهم واشنطن بدعم التنظيم في العراق معتبراً دعمها هذا “نموذجا” للتعاطي غير الصادق للتحالفات المختلفة التي تدّعي محاربة الإرهاب، ومن أجل تبرير تعاطيهم المزدوج.
وأما التجریم الأكبر لأمريكا جاء بعد عدوانها السافر في أواسط هذا العام على أحد مواقع الجيش السوري في دير الزور، ما أوقع أكثر من 62 قتيلًا من جنوده وإصابة أكثر من 100 آخرين، والذي عدّه الرئيس بشار الاسد هجوما يخدم مصلحة تنظيم داعش الإرهابي.
وأما على الجانب العراقي فلن ننسى تصريحات الناطق العسكري باسم “الحشد الشعبي” العراقي “كريم النوري” التي اتهم فيها أيضا أمريكا بتوظيف داعش ودعمها للارهاب.
ومن الواجب أن نعيد للأذهان بعض السوابق السوداء لواشنطن، حيث كشفت وثائق لوكالة الاستخبارات التابعة للبنتاغون في وقت سابق أن أمريكا كانت تعرف مسبقا نتائج دعمها للمعارضة السورية وسمحت بقيام تنظيم داعش الارهابي عمدا من أجل عزل نظام الأسد. كما لابد أن نضيف تقرير الكاتب والمؤلف الأمريكي المعروف “توم اندرسون” والذي قال فيه بأن سبع دول إقليمية وعالمية متورطة بشكل مباشر في دعم تنظيم “داعش” الإرهابي من بينها نظام “آل سعود ومشيخة قطر و الكيان الإسرائيلي إلى جانب كل من تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا”.
وبعد انقشاع الضباب عن مايحصل في سوريا، بات جليّا للجميع مدى قذارة الحرب التي اتبعتها أمريكا في هذا البلد، ليدرك المتابعون أن حرب واشنطن على الإرهاب ليست سوى ضرب من الخيال، لاسيما وأنها الدولة الراعية للإرهاب في العالم. وتنظيم داعش الإرهابي يحظى بحماية أمريكا وحلفائها بشكل واضح، ولو أراد الجيش الأمريكي القضاء على إرهابيي التنظيم، لكان بإمكانه قصف شاحناتهم، عندما عبروا الصحراء من سوريا إلى العراق في حزيران/يونيو الماضي، إلا أن ماحصل كالتالي: “كان الأمريكان يتابعون تحركات التنظيم الإرهابي عن طريق أقمار التجسس التابعة لهم في سماء العراق وسوريا، من دون أن يحركوا ساكنا.
المصدر / الوقت