التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

تلعفر .. مفتاح النجاح في الموصل 

ليس جزافا ان نسمي مدينة تلعفر في شمالي العراق مفتاح نجاح عمليات الموصل، ولذلك نجد ان كل اللاعبين في العراق يضعون عينهم على هذه المدينة، فأين تكمن أهمية هذه المدينة وما سبب إهتمام كل طرف من هؤلاء الأطراف بتلعفر؟

الموقع الجغرافي لتلعفر

تقع تلعفر في محافظة نينوى وعلى الطريق السريع الذي يربط الموصل (مركز المحافظة) بالمناطق الحدودية السورية، وتبعد تلعفر 70 كيلومترا عن الموصل من جهة الغرب وتحدها من الشمال دهوك ومن الغرب سنجار ومن الجنوب الحضر ومن الشرق الموصل.

وتعتبر تلعفر مركز المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وسوريا ولا تبتعد عن الحدود السورية وكذلك الحدود التركية سوى 60 كيلومترا فقط وهي حلقة الوصل بين البلدان الثلاثة.

سکان تلعفر

يبلغ عدد سكان تلعفر 300 ألف نسمة ومعظمهم من المسلمين الشيعة ومن قومية التركمان ويليهم التركمان السنة ومن ثم السنة الأكراد والعرب.

التاريخ السياسي لتلعفر

يرجع تاريخ المدينة الى عهد الآشوريين ولها تاريخ سياسي حافل في العصر الحديث ايضا فهي كانت مركز نضال ضد الاستعمار البريطاني وقد تحولت الى مركز لمقاومة الاحتلال الامريكي بعد عام 2003 وسقوط النظام البعثي الصدامي، لكن أهالي المدينة عانوا من أفعال تنظيم القاعدة ونفوذ الأفكار المتطرفة.

وكانت تلعفر عصية على الامريكيين الذين ارتكبوا مجازر عديدة اثناء احتلالها واستخدموا الاسلحة المحرمة دوليا ولم يستطيعوا دخولها الا في 22 سبتمبر 2005 لكن هذه المدينة بقيت شوكة في عيون المحتلين الى ان دخلها تنظيم داعش الارهابي ولأنها كانت صلة الوصل بين الموصل والرقة السورية تحولت سريعا الى احدى أهم قواعد ومعاقل داعش في محافظة نينوى والعراق.

ويمكن للجميع ان يتصورا ما حل بأهل المدينة بعد احتلال داعش لها وتنفيذ الطائرات الامريكية غارات على المدينة بذريعة قصف داعش، وقد هجرها نصف سكانها وتوجهوا الى باقي مناطق العراق وخارج البلاد.

مكانة تلعفر في عمليات تحرير الموصل

تحظى تلعفر بأهمية بالغة لكل الاطراف الرئيسية المعنية بالعمليات الجارية في الموصل والمشاركة فيها نظرا للأسباب آنفة الذكر.

داعش وتلعفر

كما قلنا فإن تلعفر هي حلقة الوصل بين معقل داعش في العراق أي الموصل ومعقل التنظيم في سوريا أي الرقة ولذلك يولي داعش اهمية كبيرة لبقاء هذه المدينة تحت سيطرتها وقد أوكل ابوبكر البغدادي مهمة ادارة تلعفر الى العناصرالأجنبية في التنظيم مثل الأذربيجانيين والتركمنستانيين والأوزبك.

وتعتبر تربية المواشي من أهم النشاطات الاقتصادية في تلعفر بالاضافة الى وجود مناجم الفسفور والكبريت والمغنيسيوم ما يجعل المدينة مكتفية ذاتيا بل تلبي حاجات باقي المناطق التي يحتلها داعش، وقد عمد هذا التنظيم الارهابي الى اعتقال كل الشيعة الذين لم يرحلوا من هذه المدينة حين احتلالها وزجهم في السجون وهناك الان 800 إمرأة وفتاة تركمانية كسبايا في قبضة داعش يتم إيذائهن واستغلالهن، كما اقام داعش 3 معسكرات لتدريب اطفال تلعفر من الايزيديين والتركمان والشيعة وجعلهم جنودا له.

تركيا وتلعفر

تشعر تركيا بالخطر من العلاقات الجيدة التي تربط بين تركمان تلعفر وبين حزب العمال الكردستاني المناهض لأنقرة وكذلك العلاقات الودية بين التركمان والحشد الشعبي العراقي والشيعة العراقيين بشكل عام ولذلك تراقب تركيا بدقة عمليات تحرير تلعفر على يد الحشد الشعبي ولا تألوا جهدا لافشال هذه العمليات ولعل هذا هو احد أسباب التدخل العسكري التركي في شمالي العراق.

أربيل وتلعفر

يضع إقليم كردستان العراق ايضا عينه على تلعفر وقد تحدث مسؤولو الإقليم في عدة مناسبات عن “حق الأكراد التاريخي” في تلعفر وضرورة إلحاقها بإقليم كردستان العراق.

سوريا وتلعفر

تراقب الدولة السورية التطورات الميدانية الجارية في تلعفر بدقة كبيرة وهي تودّ ان ترى تلعفر محررة على يد القوات العراقية ودحر داعش منها وقطع الاتصال بين معقلي داعش في الموصل والرقة ما يؤدي الى إضعاف داعش والتغلب عليه بشكل أسهل.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق