الكيان الصهيوني يخشى انتصار محور المقاومة وتشكيل جبهة شعبية لتحرير الجولان المحتل
وكالات – امن – الرأي –
اعتبر الخبير والمحرّر في الشؤون العبرية في قناة المنار اللبّنانية حسن حجازي أنّ الكلام الإسرائيلي حول ما يُسمَّونه بتسريب السّلاح الأمريكي إلى يد المقاومة اللبّنانية كلاماً ليس بجديد.
وأضاف حجازي في حوار خاص لوكالة أنباء فارس في بيروت أنّه لربّما النشاطات التي حدثت في القصير السّورية، اعتبرها الصهاينة دليلاً على وجود هكذا عتاد بيد المقاومة، وبالتالي أخذها الكيان الصهيوني ذريعة للحديث بهذا المنحى، لافتاً إلى أنّ الجانب الأمريكي علّق بأنّ هذه المسألة غير دقيقة وأنّهم متأكدين من أنّ الجيش اللبّناني لم يقم بتسليم أي سلاح إلى المقاومة.
وأشار إلى أنّ الكيان الصهيوني ينظر إلى مسألة التسليح الأمريكي للجيش اللبّناني بأنّه موضع إشكالية بشكلٍ عام باعتبار أنّ هذا الجيش يقف في كثير من الأماكن على نفس خطوط المواجهة مع المقاومة، لافتاً إلى أنّ هناك تعاون ما بين الجيش والمقاومة اللبّنانية.
ورأى أنّ هذا السّلاح بحسب تحليلات ورؤى الكيان الصهيوني ربّما يحمل بعض التقنيات المتطوّرة والخوف من وصولها ليد المقاومة، والصهاينة يدركون بحسب قراءتهم أنّ المقاومة تمتلك نوعيّات وكميّات من الأسلحة ربّما تفوق التسلّح الذي بيد الجيش اللبّناني من ناحية النوعية والتي قد تطال بعض الأهداف الإسرائيلية.
وأكمل أنّ لهذه الادّعاءات في نفس الوقت منحى آخر بأنّه يجب على الإدارة الأمريكية ألّا تقدّم السلاح للجيش اللبّناني لامتلاكه عقيدة قتالية تضع العدو الصهيوني في رأس أولويات الجيش وقد يدخُل في أي لحظة أو وقت في حالة اشتباك مع الجيش الإسرائيلي.
وأردف أنّ الكيان الصهيوني يتذرّع في مسألة انتقال السّلاح إلى يد المقاومة لكن ليس هذا هو الهدف بل من خلال هذا الأمر يركّزون على أمر آخر وهو منع أمريكا من تسليح الجيش اللبّناني كما أسلفت لاستعداده على مواجهة مع العدو الصهيوني، والذي يقوم بدور فعّال على المستوى الدّاخلي بمواجهة الجماعات التكفيرية في الداخل وعلى الحدود.
ولفت حجازي إلى أنّ هذا الأمر لا يريح الكيان الصهيوني إطلاقاً، على اعتبار أنّ هذه الجماعات التكفيرية تقوم بدورٍ وظيفيّ في إزعاج المقاومة أو تشكيل مشكلة له وبالتالي إضعاف هذا الجيش سواء على الجبهة الجنوبية أو على الجبهة الداخلية اللبّنانية.
وأكمل أنّ الكيان الصهيوني وعلى مدار سنوات ومنذ ما قبل تحرير عام 2000 طرح موضوع سلاح المقاومة على الطاولة مستعيناً ببعض الأصوات الداخلية اللبّنانية التي كانت تتماهى مع الصهيوني في هذا الاتّجاه، والمسألة هنا تتعلّق بمشروع إسرائيلي طويل الأمد، جنّدت له الكثير من الطاقات الدّبلوماسية والسّياسية، وأنتجت بعض الإنجازات للاحتلال على مستوى بعض القرارات الدّولية مثل القرار 1557.
ورأى حجازي أنّ محاولة الكيان الصهيوني عام 2006 في استصدار قرار تحت البند السّابع لإجبار المقاومة على تفكيك بنيتها العسكرية وتجريدها من السّلاح، فلذلك يأتي التركيز على موضوع تسليح المقاومة وتسلّح حزب الله بمختلف أنواع الأسلحة كجزء من الحملة الإسرائيلية.
وأشار بأنّ المقاومة تقوم بدورها في الدفاع عن الأرض بينما الكيان الصهيوني يمارس عدوانه ويتزوّد بمختلف أنواع الأسلحة الفتّاكة والمتطوّرة ويمتلك ترسانة نووية، وما حديثه عن أسلحة المقاومة إلا لوضع الطرف الآخر في المجتمع الدّولي والسّياسة الدّولية بشكل عام في اتجاه معيّن أي التركيز على سلاح المقاومة المُستخدَم للدفاع عن نفسها وغضّ الطرْف عن الكميّات الهائلة التي يمتلكها الكيان الصهيوني.
وعلّق حجازي على انتصار حلب بأن الكيان الصهيوني يرفض ما يجري على السّاحة السّورية، ولديه خطوط حمراء في مقدّمها عدم السّماح لاشتعال المعركة في الجولان السّوري، إذ يدرك الاحتلال الصهيوني أنّ انتصار الجيش السّوري والمقاومة يشكّل بداية لتقدّمهم نحو المنطقة المحاذية لحدود الجولان، وبالتالي يُعاد ترتيب الأمور بناءً على قواعد اشتباك جديدة قد يُتاح في ظلّها أن تكون هناك مقاومة.
وختم بأن الاحتلال يسعى بكل جهده منع ذلك دبلوماسيّاً وعسكريّا للتأثير على مسار المعركة داخل سوريا حتّى لا يصل إلى مرحلة يكون فيها انتصار كامل لمحور المقاومة داخل سوريا وبالتالي تشكيل جبهة مقاومة شعبية على حدود الجولان.
انتهى