التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

مالذي يمنع القردة من الكلام 

تصدر الكثير من الحيوانات، خصوصاً الثديات الرئيسة، مثل القردة، جميع الأصوات التي تمكنها من التواصل والتعايش، إلا أنها لا تملك القدرة على التلفظ بالكلمات المفيدة، فما هو السبب؟

وذكر موقع صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية أن العائق الوحيد الذي يقف في وجه تلفظ الحيوانات للكلمات هو عدم استعداد دماغها للقيام بهذه الوظيفة.

وتوصل العلماء إلى أن الثديات تملك الأحبال الصوتية التي تمكنها من الكلام، إلا أنها لم تتمكن من ذلك حتى اليوم. واتفق العلماء على مدى 40 عاماً أن عدم قدرة الثديات الرئيسة تعود إلى أن أفواهها، وحبالها الصوتية، والمسالك الصوتية لا تتوفر فيها الشروط اللازمة لإطلاق أصوات تطابق مع الكلام البشري.

وما دعم نظرية هؤلاء العلماء هو أنه رغم كل المحاولات التي سلكوها خلال الـ 40 عاماً، إلا أن أي من هذه الكائنات لم تتمكن من تكوين جملة مفهومة.

ومن المعروف أن البشر هم الكائنات الحية الوحيدة القادرة على التحكم في قدرتها على النطق بطريقة معقدة.

وتستند هذه الفرضية أساساً على دراسة نشرت في العام 1969 في مجلة “ساينس” العلمية، التي قام خلالها فريق من العلماء، تحت إشراف الباحث فيليب ليبرمان، بمجموعة من التجارب والبحوث على الجهاز الصوتي لقرد ميت، توصلوا من خلالها إلى أن القرد غير قادر على بعث أصوات معقدة.

إلا أن فريق من الباحثين من جامعات برنستون في الولايات المتحدة الأميركية وفيينا في النمسا، اختلفوا مع هذا الرأس مؤكدين في دراسة نشروها في مجلة “ساينس أدفانسز” أن الأبحاث التي نشرت في مجلة “ساينس” لا توفر بالضرورة معلومات كافية عن مجموعة الأصوات التي يمكن أن تنتجها الحيوانات الحية.

وأصر الباحثون على أن الدراسات التي تجرى خلال فترة ما بعد الوفاة، تقلل من مرونة الجهاز الصوتي للثدييات، لذلك قرروا إجراء اختبار على الحيوانات الحية.

وللتأكد، طبق الباحثون فيديو بالأشعة السينية في أبحاثهم على قردة تجارب أميركية تبلغ من العمر تسعة أعوام وتدعى إيميليانو واثنين من القردة الأخرى، وأوضحوا أن الأشعة السينية ستساعدهم، حسب ما جاء في التقرير، على قياس ديناميكية الجهاز الصوتي للقردة الحية خلال النطق، ومن خلال تعابير الوجه وتناول وجبات الغذاء.

وتوصل الباحثون من خلال مقاطع الفيديو وسلسلة من المناقشات، إلى أن الجهاز الصوتي لهذه الحيوانات قادر على إنتاج مجموعة كافية من الأصوات التي يمكن أن تنتج لغة ونوعاً من الخطاب.

وتبين أن إيميليانو قادر على النطق بالحروف الخمسة المتحركة الأساسية، التي يستعملها الإنسان في غالبية اللغات، ولإثبات ذلك، قام الباحثون بتجربة سماع الطريقة التي سينطق من خلالها القرد عبارة “هل ترغب في الزواج” باللغة الإنكليزية.

لكن، إذا كانت الثديات الرئيسة من غير البشر، ومنها القردة، تملك العناصر اللازمة للتعبير عن الكلمات، فالسؤال الذي يبقى مطروحاً هو السبب الذي يقف دون القيام بذلك.

وأشار العلماء إلى أن عدم تطور الجهاز الصوتي بما فيه الكفاية للتعبير عن الكلمات ليس هو السبب في ذلك، إنما العائق دون تمكن هذه الكائنات من الحديث هو عدم تواجد الآليات اللازمة في الدماغ للقيام بذلك.

ويشرح الباحثون أنه لتطور القدرة على إنتاج خطاب إنساني، فإن الأمر يتطلب تغييرات عصبية بدلاً من التغييرات الصوتية، يؤكد العلماء أن القردة لها جهاز صوتي مستعد لإجراء محادثات وخطابات، ولكن دماغها غير قادر على التحكم في هذه الأصوات وتنسيق عملها.

ورغم ما توصل إليه العلماء إلا أن الباحث ليبرمان صاحب الدراسة الأولى ما زال مصرً على أن قردة الشمبانزي لا تملك القدرة منا ناحية آلية النطق وطريقة علم الدماغ أيضاً، إذ أنه يرى أنه حتى لو امتلكت القردة العقل الذي يسمح لها بالتعلم والحديث، فإن أفواهها وألسنتها لن تسمح لها بنطق الكثير من الحروف المتحركة الأخرى مثل حرف “آي” بالإنكليزية.

وتوصلت مجموعة أخرى من الباحثين إلى أنه إضافة إلى أن الرئيسات من غير البشر تملك القدرة على الكلام، فإن لها بعض القيود في الدماغ التي تحول دون نطقها بكلمات مفهومة.

وأظهرت الكثير من الأمثلة أن هذه الحيوانات قادرة على تعلم أنواع مختلفة من الحروف المتحركة والحروف الساكنة.

وفي هذا الصدد، وفي يوليو (تموز) 2016 نشر فريق من الباحثين في جامعة دورهام دراسة في مجلة «سيانتيفيك ريبورتز» أظهروا من خلالها أن روكي، السعلاء، أو إنسان الغاب البالغ من العمر 11 عاماً، الذي يعيش في حديقة انديانابوليس، قادر على تقليد بعض الأصوات التي سبق وأن نطق بها البشر.

ورغم التطورات التي أحرزها روكي، فإنه لا يبدو أنه من الممكن أن تعبر الحيوانات عن ما يجول في خاطرها بالكلمات.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق