هل تعلم ما معنى كلمة “مرتي” الحقيقي
منذ القدم يستخدم الرّجل كلمة “مرتي” أو “راتي” عند التكلم عن زوجته.. وباتت هذه الكلمة مصطلح معروف لدى الشعب العربي.. لكن هل تعلمين أصل هذه الكلمة ومعناها الحقيقي؟!
يستخدم الرجل العربي كلمة “مرتي” أو “مراتي” للتعريف عن زوجته، ورغم ذلك، فإنّ الكثير من النساء تعتبرها كلمة شعبية او كلمة دون المستوى وفيها انتقاص من احترام المرآة.ولكن للأسف إنّ 99% من الناس لا يعرفون معنى هذه الكلمة الحقيقي.
“مرتي” هي مجرّد كلمة منقولة من جيل إلى جيل بدون ما ندرك حقيقتها.. وهي كلمة ارامية الاصل وغير موجودة في قاموس اللغة العربية.. فكلمة “مار” تعني سيد، و”تي” ضمير الاشارة القريب للمؤنث باللغة الارامية وبذلك، إنّ كلمة “مرتي” تعني سيدتي.اذا عندما ينعت الرجل زوجته بكلمة “مرتي”، فهو يحترمها ويقدرها، على عكس المعتقد الشائع بأن الكلمة تحتوي على الدّونيّة.
الفارق بين المرأة والزوجة قرآنيا عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين، نلحظ أن لفظ “زوج” يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها، وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما ، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي. فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما، فإن القرآن يطلق عليها “امرأة” وليست زوجاً، كأن يكون اختلاف ديني عقدي بينهما..
ومن الأمثلة على ذلك: قوله تعالى : “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، وقوله تعالى: “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”.
وبهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم ، في قوله تعالى: “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ”.. وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم “أزواجاً” له ، في قوله تعالى: “النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ”.
فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى:”امرأة” وليس “زوجاً”. قال القرآن: امرأة نوح، وامرأة لوط، ولم يقل: زوج نوح أو زوج لوط، وهذا في قوله تعالى: “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا” . إنهما كافرتان، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي، ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي..
ولهذا ليست “زوجاً” له ، وإنما هي “امرأة”. ولهذا الإعتبار قال القرآن: امرأة فرعون، في قوله تعالى: “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ”. لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما ، فهي: “امرأته” وليست “زوجه”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق