باحث سوري: لا معنى لأي حل سياسي دون القضاء على جميع الإرهابيين
سوريا ـ امن ـ الرأي ـ
اعتبر الباحث في العلاقات الدولية الدكتور عوني الحمصي أن ما يحدث اليوم من أعمال إرهابية وتفجيرات على الساحة السورية يؤكد أنه بالرغم من الاتفاقات الدولية الأخيرة، فإن الدول الراعية للإرهاب لاتزال تعول على الإرهاب وتريد استثماره للضغط على الدولة السورية والشعب السوري وعلى الأطراف الصديقة مثل روسيا وإيران والقوات الرديفة.
وأضاف الحمصي في حديث لوكالة أنباء فارس أن التفجيرات الأخيرة تؤكد بالدليل القاطع أن المجموعات الإرهابية لم تغير سلوكها، مما يثبت أنه لا يوجد في سوريا ما يسمى “معارضة معتدلة” بل هي مجموعات إرهابية تكفيرية تنفذ أجندة موجهة من قبل السعودية و أميركا و تركيا و قطر.
وأشار الحمصي إلى أن اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تم قبل نهاية العام على الأراضي السورية تم لأن العالم اليوم يرى ضرورة الحل السياسي والابتعاد عن الحل العسكري، خصوصاً بعد الاتفاق التركي الروسي الإيراني بالاتفاق مع الحكومة السورية الرسمية، لافتاً إلى أنه على مدى السنوات الست من عمر الحرب على سوريا قامت الدول الداعمة للإرهاب بكل ما تستطيع من ممارسات للضغط على الحكومة السورية من أجل تدميرها وتمرير مشاريعها معتمدة على الإرهاب، موضحاً أن الولايات المتحدة تريد اليوم إعادة رسم خارطة المنطقة متبعة نهج الاعتماد على الإرهاب لتحقيق مصالحها، وهو الأمر الذي فشل في سوريا.
ولفت الحمصي إلى أنه وبعد خسارة الرهان على التنظيمات الإرهابية المدعومة خارجياً سيكون هناك اتفاقات جديدة تنطلق من الشرعية الدولية و الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كما سيكون هناك إنقلاب في الصورة على مستوى الرأي العالم العالمي و الغربي تحديداً و على مستوى الشعوب التي كانت حكوماتها راعية للإرهاب، معتبراً أن العالم اقتنع بأنه من ضرورات الحفاظ على السلم الداخلي و العالمي لا بد من أخذ الحيطة و الحذر، فكما يضرب الإرهاب سوريا نراه يضرب تركيا و يضرب الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية، و بالتالي على المجتمع الدولي اليوم الاصطفاف بجانب الدولة السورية التي أصبحت تملك خبرة كبيرة في التعامل مع هذا النوع من الإرهاب.
ونوه الحمصي إلى أنه لا يمكن لأي دولة أو تحالف دولي أن يقضي على الإرهابيين قبل القضاء على الفكر التكفيري الإرهابي القائم على القتل و التخريب و تدمير البنى التحتية و قتل البشر ، مشدداً على أن الوقت قد حان لأن يدرك المجتمع الدولي هذه الحقيقة.
وختم الحمصي موضحاً أن ما حدث من تفجيرات غادرة للسكان الآمنين في جبلة و طرطوس دليل على أن هناك بعض الأطراف ما زالت تعول على بقايا التنظيمات الإرهابية لفرض حالة من الذعر، وللضغط على الحكومة السورية للحصول على مكاسب و أوراق سياسية في الأستانة وغيرها، و لكن القرار السوري الروسي الإيراني قد اتخذ ولا بد من مكافحة الإرهاب و لا معنى لحل سياسي دون القضاء على كل الإرهابيين.انتهى