التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

كيف أصبحت السعودية أكبر “خدّام” أمريكا؟ 

بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي تخلصت أمريكا من عبء مراقبة شرقي اوروبا ومن ثم صبت اهتمامها على الشرق الاوسط لأنها كانت بحاجة ماسة الى خلق عدو جديد للناتو لكي يستمر هذا الحلف وتستمر معه هيمنة أمريكا وتواصل مصانع السلاح عملها وتبقى ممرات النفط والغاز العالمية تحت سيطرة واشنطن.

ومن ثم تذرعت امريكا بهجمات 11 سبتمبر للتدخل العسكري الواسع في الشرق الأوسط وبررت حروبها الإستباقية بمواجهة القاعدة وطالبان وصدام حسين، وهنا قدمت السعودية نفسها كأهم حليف عربي يخدم المشاريع الأمريكية لكي تضمن الرياض لنفسها تحقيق مصالحها الإقليمية ايضا.

إنتاب السعوديين القلق بعد سقوط صدام واستلام الأغلبية الشيعية الحكم في العراق بشكل عادل، وعندما أتى نوري المالكي الى سدة الحكم توهَّم السعوديون بأن هلالا شيعيا يتكون في المنطقة وسيزيد ذلك من قوة ونفوذ ايران ولذلك بادروا الى ضرب استقرار العراق.

وظن آل سعود ان حفاظهم على أمن الكيان الإسرائيلي سيجنّبهم المساءلة حول حقوق الانسان وحرية التعبير في مملكتهم وسيسمح الغرب لهم بالاستمرار في حكمهم، واستمر الحال هكذا الى حين انطلاق الصحوة الاسلامية في شمال افريقيا والشرق الأوسط وحينها زاد آل سعود بشكل كبير من تحركاتهم وتحالفوا مع تركيا وقطر لإسقاط النظام السوري خدمة لأمريكا والكيان الإسرائيلي.

ويقول الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك ان السعوديين لعبوا دورا رئيسيا في ايجاد تنظيم داعش الارهابي بصرف مليارات الدولارات ومازالوا يدعمون داعش.

وعلى الصعيد الإقتصادي بادرت السعودية الى المساهمة بقوة في تحريك عجلة الإقتصاد الأمريكي عبر مشتريات السلاح من مصانع السلاح الامريكية وقد رأينا كيف أبرم السعوديون أكبر صفقة لشراء الأسلحة في تاريخ امريكا بعد مضي عام واحد فقط من مجيء باراك اوباما الى الحكم وقد بلغت قيمة تلك الصفقة 60 مليار دولار وكل ذلك من أجل ان يثبت آل سعود أهميتهم وأهمية نظامهم لأمريكا ومشاريعها.

وبعد ان إنتهج اوباما سياسة الإستدارة نحو شرق آسيا ظن بعض المحللين ان البيت الأبيض سيقلل تركيزه على منطقة الشرق الاوسط لكن أهمية النفط وأمن الكيان الإسرائيلي وسوق السلاح في المنطقة منع الأمريكيين من مغادرة هذه المنطقة رغم مخططاتهم في شرق آسيا وفي مواجهة الصين.

ان مخطط “الشرق الاوسط الجديد” لازال جزءا هاما من الإستراتيجية الأمريكية في العالم، ورغم مشاهدة السعوديين لإسمهم مدرجا على قائمة الدول التي تنوي امريكا تقسيمها بادر هؤلاء الى تعزيز ورفع مكانتهم في أعين الامريكيين ليطرحوا نفسهم كحليف لا غنى عنه في المنطقة ويلعبوا دور الأداة الطيّعة، لذلك عمدوا الى التجاهر بعلاقاتهم مع تل أبيب وتعزيز هذه العلاقات وتحركوا باتجاه مصر لأخذ جزيرتي تيران وصنافير منها ومنحهما للكيان الإسرائيلي وكذلك ممارسة الضغط على العواصم الخليجية لفتح السفارات الإسرائيلية.

ويعقد آل سعود أيضا الأمل على احتياطات بلادهم النفطية والتي تبلغ خمس احتياطات النفط العالمية لكي يهتم بهم الامريكيون.

ونظرا الى ما ذكرناه آنفا قام الرئيس الامريكي باراك اوباما بالدفاع عن السعودية لكي لا يشملها قانون جاستا الذي أقره الكونغرس لمعاقبة حماة الارهاب، كما هددت السعودية ببيع ممتلكاتها في امريكا البالغ قيمتها 750 مليار دولار اذا تم ملاحقتها وهذا كله يدل على أن اوباما وإدارته يخشون تنفيذ وتطبيق هذا القانون ضد السعودية.

ان رفع الشكاوى ضد السعودية وملاحقتها سيضعف نظام آل سعود في المنطقة كحليف وفيّ وهذا ينعكس سلبا على ساسة البيت الأبيض وربما يؤدي الى إنكشاف مؤامراتهم وصفقاتهم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق