هيئة العمل الوطني المعارضة: الموقف الإيراني هو الأقرب حالياً للمصلحة الوطنية السورية
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد رئيس هيئة العمل الوطني المعارضة في سوريا محمود مرعي إن أياً من الأطراف المعارضة لم تتلق بعد الدعوة لحضور “مفاوضات أستانا” التي ترعاها الحكومة الروسية لحل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن هيئة العمل مستعدة لحضور هذه المفاوضات بشرط أن تكون مساراً مستقلاً وقادراً على خلق الحل الوطني السوري.
مرعي أشار إلى إن الحكومة المصرية حاولت أن تلعب دوراً بناءاً خلال المرحلة الماضية لخلق نوع من التوافق بين منصات المعارضة الثلاثة المعروفة باسم “القاهرة – موسكو – دمشق”، وكانت الخارجية المصرية قد دعت مؤخراً عدداً من الشخصيات المعارضة من هذه المنصات الثلاث لبحث سبل التوافق لإيجاد حل سوري يضمن الجميع.
ولفت المعارض السوري إلى أن “مفاوضات أستانا” المقرر إطلاقها خلال المرحلة القادمة هي مستقلة تماماً عما سبقها من مسارات للحوار السياسي، وسيكون من الضروري أن تتم هذه المفاوضات في جنيف برعاية الأمم المتحدة لكتابة الحل النهائي إذا ما تم التوصل إليه، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المعارضات الداخلية تتوافق مع الحكومة السورية في رفض الحلول الجاهزة والمعلبة لكونها لا تنتج حلاً سورياً، وإنما رؤية خارجية لمصير سوريا، وهذا أمر سيادي من الممنوع المساس به من أي من الأطراف الأخرى.
ورأى مرعي إن الموقف الإيراني هو الأقرب خلال المرحلة الحالية للمصلحة الوطنية السورية، وهو موقف يتقاطع مع الموقف المصري إذ تصر القاهرة على وحدة الأراضي السورية وعدم المساس بالقرار السياسي، موضحاً إن الموقف المصري والإيراني من معارضة الرياض مبني على الفهم المنهجي لكل من الحكومتين لتركيبة هذه المعارضة المستندة في قوامها الأساسي إلى الإخوان المسلمين والقوى المتطرفة نسبياً.
وشدد رئيس هيئة العمل الوطني على إن الميليشيات المسلحة التي قبلت بـ “اتفاق وقف إطلاق النار”، هي ميليشيات محكومة بالقرار التركي، وإذا ما تبدلت وجهة نظر الحكومة التركية خلال المرحلة القادمة من الأزمة السورية فإن هذه الميليشيات ستتحرك وفقاً لمزاج أنقرة، وعلى هذا الأساس تفهم المعارضة الداخلية في سوريا إن التعويل على تبدل موقف الإرهابيين من الأزمة السورية أمر غير مجدي، والحل الوحيد لمواجهة الإرهاب هو القضاء عليه بشكل نهائي.
وختم مرعي حديثه بالتأكيد على إن صورة الوفود التي ستدعى إلى “مفاوضات أستانة” لم تزل أمراً غير معلناً، وهناك أقاويل في أروقة السياسة على إن الميليشيات ستكون حاضرة في أستانة أكثر من المعارضة السياسية، الأمر الذي ترفضه المعارضات السلمية التي ترى إن المعارضة فعل وطني بناء وليس فعلاً هداماً يصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي أولاً وأخيراً ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية.انتهى