عودة الحياة إلى حلب بعد تحريرها من الجماعات الإرهابية.. حقائق وصور
بعد تحرير “حلب” من الجماعات الإرهابية على يد القوات السورية والقوات الحليفة لها لاسيّما الإيرانية والروسية ومحور المقاومة قبل عدة أسابيع عادت أهمية هذه المدينة إلى الواجهة من جديد لما تتميز به من خصائص اجتماعية واقتصادية وتاريخية وثقافية.
وقبل الخوض بتفاصيل هذا الموضوع لابدّ من الإشارة إلى أن حلب التي وقعت بيد الجماعات الإرهابية لمدة ثلاث سنوات قبل تحريرها على يد القوات السورية قد تعرضت إلى دمار هائل شمل جميع مرافقها وفي كافة المجالات.
مراسل موقع “الوقت” الإخباري – التحليلي أجرى لقاءات مع عدد من أهالي هذه المدينة الذين عادوا إليها بعد التحرير، حيث أكدوا أن الجماعات الإرهابية قد دمرت أكثر من 75 بالمئة من مصانع ومعامل المدينة أو قاموا بسرقة محتوياتها ونقلها إلى خارج البلاد لاسيّما إلى تركيا.
وبمساعدة الكوادر المتخصصة بدأ أهالي حلب بإعادة إعمار المرافق الخدمية في مدينتهم لاسيّما شبكات الماء والكهرباء، فيما عاود الطلاب التوجه إلى مدارسهم رغم الدمار الذي أصاب الكثير منها بسبب ظروف القتال والعمليات التخريبية التي نفذتها الجماعات الإرهابية.
وأكد رئيس أوقاف حلب بأن الجماعات التكفيرية والمتطرفة قد دمرت الكثير من المعالم التاريخية والثقافية للمدينة، مشيراً إلى أنه سيتم تقديم شكوى إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” بهذا الخصوص لأن الإرهابيين استفادوا من خرائط هذه المنظمة في تدمير هذه الأماكن ومن بينها الكثير من المساجد والحمّامات القديمة التي تعد جزءاً من التراث التاريخي لهذه المدينة.
ومن الجدير بالذكر أن حلب تتميز بتنوعها الديني والقومي، وأشار عدد من أساتذة جامعة المدينة إلى أن حوالي 80 بالمئة من الأهالي يتميزون بتمسكهم بمعتقداتهم الدينية، مؤكدين في الوقت نفسه بأن أكثر سكان المدينة هم أناس متسامحون وغير متعصبين.
ومن الطريف أن نشير إلى أن الكثير من شوارع حلب تضم في أحد جوانبها مسجداً للمسلمين وفي الجانب الآخر كنيسة للمسيحيين، وهذا يدلل بشكل واضح على التنوع الديني في هذه المدينة، فهناك علاقات اجتماعية وثقافية ودينية بين مختلف الطوائف التي تعيش منذ القدم في هذه المدينة.
ويؤكد الأستاذ في جامعة حلب “عادل الحريري” على أهمية عودة اللحمة الثقافية والاجتماعية إلى المدينة التي سعت الجماعات الإرهابية إلى بث الفرقة بين أبنائها طيلة مدة احتلالها التي استغرقت نحو ثلاث سنوات.
ومن الأمور الملفتة للنظر في حلب هو ارتداء الكثير من نسائها وفتياتها للحجاب الإسلامي. ويؤكد عميد كلية الآداب واللغات الأجنبية في جامعة المدينة الدكتور أحمد الدواليبي أن حلب تتميز بعمقها الحضاري والديني، مشيراً إلى أن الهجمة الشرسة التي تعرضت لها المدينة على يد الجماعات الإرهابية قد ساهمت في تعزيز الاعتقاد لدى أبنائها بضرورة استعادة هذا الإرث الحضاري، وكذلك العادات والتقاليد التي دأبوا على التمسك بها قبل اجتياحها من قبل الإرهابيين.
ومن الأمور المهمة الأخرى التي ينبغي الإشارة إليها إيمان أهالي حلب بضرورة استئناف حياتهم الطبيعية بكل تفاصيلها رغم الظروف الصعبة، فيما يؤكد معظمهم بأنهم يفضلون الوقوف إلى جانب حكومة الرئيس بشار الأسد لاعتقادهم بأنها بذلت جهوداً كبيرة لتخليصهم من يد الإرهابيين.
كما أشاد الكثير من سكان حلب بالدعم الذي قدمته إيران وروسيا ومحور المقاومة لاسيّما حزب الله للقوات السورية التي تمكنت في نهاية المطاف من تحرير مدينتهم في كانون الأول/ديسمبر 2016.
وعلى الرغم من وجود بعض الانتقادات لأداء المؤسسات الحكومية بسبب بطء إجراءاتها في إعادة الخدمات إلى المدينة، يرجح الكثير من سكان حلب تحمل هذا الوضع على وجود الجماعات الإرهابية التي أذاقتهم العذاب والويلات من خلال عملياتها وأفعالها الإجرامية التي استهدفت كل شي ولم تسلم منها حتى المستشفيات ورياض الأطفال والمرافق الخدمية الأخرى ومن بينها مستودعات الأغذية ومحطات الوقود وباقي البنى التحتية في المدينة.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق