اتفاق شامل ونهائي في وادي بردى.. وورشات صيانة نبع عين الفيجة متأهبة في دير قانون
وكالات – الرأي –
شهدت الساعات الأخيرة في وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي تطوراً مهماً، جاء نتيجة العمليات العسكرية المكثفة للجيش السوري مساء أمس وصباح اليوم، والتي ضيقت الخناق على مسلحي جبهة النصرة في بلدتي بسيمة وعين الفيجة، وقلصت من هامش تحرك المسلحين، بالتزامن مع تقدم مهم لمشاة الجيش على اتجاه بسيمة، وهو ما دفع المسلحين إلى القبول باتفاق تسوية يشمل كامل منطقة وادي بردى بقراها كاملة.
ومن أهم بنود هذا الاتفاق أن تدخل ورشات الصيانة إلى منطقة عين الفيجة لتوثيق التعديات من قبل المسلحين على نيع المياه المقطوع عن مايقارب 6 ملايين شخص منذ عشرين يوماً، إضافة إلى ترحيل المسلحين الغرباء عن المنطقة والمتواجدين تحديداً في بسيمة وعين الفيجة وهم بطبيعة الحال وافدين وغرباء عن المنطقة قدموا إليها من بلدات تلفيتا والزبداني، وذلك باتجاه مدينة إدلب، إضافة إلى تسوية أوضاع المسلحين من البلدات الأخرى في وادي بردى والتي دخلت على خط المصالحة، وقد بلغ عددهم إلى الآن نحو 200 مسلحاً من دير قانون والحسينية وكفر الزيت وكفير العواميد وهي بلدات تم تحييدها عن العمل العسكري إثر قبولها بشروط الدولة السورية للحوار.
مراسل وكالة أنباء فارس أكد أن ورشات الصيانة تتواجد حالياً في دير قانون وهي جاهزة للدخول في أية لحظة إلى نبع عين الفيجة، مبيناً أن المسلحين يعدون حالياً قوائم بأسماء المسلحين الذين يرغبون بتسوية أوضاعهم وآخرين رافضين لها ليتم ترحيلهم عبر الباصات الخضراء.
مصدر في لجان المصالحة الوطنية أكد لمراسلنا أنه ربما يبدأ ترحيل المسلحين غداً أو بعد غد، وهم المسلحين الذين حشرهم الجيش السوري في جيوب ضيقة، مبيناً أن قرى وادي بردى ستشهد إخلاءاً كاملاً وفق شروط الدولة السورية لتعود هذه القرى بشكل كامل لسلطة الدولة السورية.
وحول ماتم تداوله عن رفض بعض الميليشيات المنضوية تحت لواء جبهة النصرة لاتفاق التسوية المعلن اليوم، أشار المصدر أن وفد المسلحين الذي التقى بوساطة لجان المصالحة والروس بوفد الدولة السورية حمل رسالة القيادة العسكرية إلى المسلحين، وأبدى -وفد المسلحين – موافقة مبدئية، فيما أكد المصدر أن مسلحي النصرة لا يملكون إلا الموافقة، مقللاً من أهمية هذه التصريحات من قبل المسلحين والتي روجوا لها على مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك أكد مصدر في وزارة الصحة السورية لمراسل وكالة أنباء فارس أثناء اتصال هاتفي معه أنه لا صحة لما يتم الترويج له على بعض الوسائل الإعلامية حول ازدياد حالات التسمم بمياه الشرب في العاصمة دمشق، مبيناً أن الوزارة على اطلاع كامل وبشكل يومي على كل التقارير الموثقة والتي تصدر من المشافي، موضحاً أن عدد حالات التسمم هي في زيادة عن حدها الطبيعي ولكنها تبقى ضمن الأرقام الطبيعية، قائلاً: “في مشفى ابن النفيس بدمشق كانت الأرقام تشير إلى وجود حالتين يومياً نتيجة التسمم بمياه شرب غير صالحة، أما الآن فنلاحظ وجود 5 حالات يومياً”.
وعزا المصدر سبب الارتفاع البسيط في هذه الحالات إلى اعتماد المدنيين على مصادر مياه غير نظيفة للشرب، وذلك إثر النقص الحاد وأزمة المياه التي سببها الإرهابيون، مؤكداً أن وزارة الصحة أجرت مسحاً شاملاً لجميع الآبار في العاصمة دمشق، وقد قامت بإغلاق عدد منها غير صالح للاستعمال”.
يشار أن محافظ ريف دمشق أعلن في وقت سابق اليوم أنه تم الاتفاق مع المسلحين المتواجدين في منطقة عين الفيجة و بسيمة على دخول ورشات الصيانة الى نبع عين الفيجة خلال الساعات القادمة، كما سيتم تسوية أوضاع المسلحين من أهالي وادي بردى وسيتم نقل المسلحين الغرباء عن الوادي الى خارج المنطقة.انتهى