المرجعية العليا تحث على الإنفاق وإنشاء مدارس للأيتام ومراكز طبية
كربلاء المقدسة – محلي – الرأي –
حثت المرجعية الدينية العليا ،اليوم الجمعة، على ضرورة الانفاق المتوازن وانشاء مدارس للايتام ومراكز طبية تلبي حاجات المجتمع.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني المطهر اليوم إن “نظام الإنفاق يعالج مشاكل مهمة في المجتمع الإسلامي منها مشكلة الفقر، ويضع حلولا لظاهرة التباين الطبقي في المجتمع، ويؤسس لنظام التكامل الاجتماعي ويعزز بعض الفضائل الأخلاقية، كما يشيع روح التقارب والتآلف والمودة ويوفر قوة دفاعية”.
وأشار إلى ان “الإنفاق على قسمين منه واجب وهو الذي يحاسب الإنسان على تركه وهو الذي من الحقوق الشرعية كالخمس والزكاة والإنفاق على الابوين والزوجة والانفاق على الأخ المسلم في الطعام والدواء، ولدينا إنفاق مستحب وهو الذي لا يعاقب على تركه”.
وأضاف ممثل المرجعية الدينية، اننا “نواجه مشكلة في تطبيق نظام الإنفاق، وهي مشكلة النفس الإنسانية التي تحب الدنيا والمال”، مشيرا إلى ان “الشريعة الإسلامية واجهت هذه الحالة بأساليب الترغيب والتشويق {بان المنفق سيعطى} منافع عاجلة في الدنيا منها دفع البلاء وشفاء المرضى، فضلا عن أسلوب التأنيب للإنسان الذي يمتنع عن إعطاء المال”.
ولفت إلى ان “لدى البخلاء تصورات خاطئة تجعلهم يبخلون في المال، وأحيانا يتصورون تصورات خاطئة اذ يقول البخيل انه يحتاج إلى المال في المستقبل”، منوها إلى ان “البخل يعود بالسوء على الإنسان الذي يبخل”.
وتطرق الشيخ الكربلائي، إلى شروط الانفاق التي يجب اتباعها، مبينا ان “الغاية الأساسية في الإسلام من النفاق هو ان يشبع حاجة الفقير والمجتمع، كما يريد الله تعالى ان يشيع حالة التراحم بين المؤمنين والتكافل ليشعر الإنسان المتمكن بآلام الفقراء ويتحسس بمشاكلهم فتنبعث الرحمة من قلبه وتحركه لينفق على الفقراء، فيريد الله تعالى ان يعيش الانسان هذه الأحاسيس ويستشعر الآم الفقير ما يدفعه إلى التحرك للعطف عليه وهو جانب معنوي لذلك وضعت شروط الإنفاق ليكون مقبولا عند الله تعالى”.
وأوضح ان ” الإنفاق لكي يكون مقبولا، يجب ان “يكون طلبا لرضا الله تعالى لا رياءً وطلبا للمنزلة والجاه، وان يكون من المال الطيب والجيد اذ ان الله تعالى أراد من الإنسان الذي ينفق إن يكون إنفاقه إحسانا منه بالمال الطيب ليترك اثره الطيب في نفس الشخص الذي يأخذه”.
وبين ” كما يُشترط في الإنفاق ان لا يتبع العطاء بالمن والأذى، اذا انفق الشخص ماله وأذى الفقير فلا حاجة له إلى المال إذ إن كرامة الفقير أثمن من أي ثروة او مال وهذه من الأمور المهمة التي حرص عليها المشرع الإسلامي”، مبينا “ومن موانع الإنفاق الشيطان الذي يتحدث في النفس ويقول له اذا أنفقت أنت بحاجة إلى المال فيمسك عن هذه النفقة وقد ورد تحذير في بعض الآيات القرآنية من ذلك”.
وشدد ممثل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، على “توجيه الصرف المالي للإنفاق كالإنفاق على المشاريع الخيرية التي يحتاجها المجتمع، اذ لابد ان يوجه الصرف المالي بصورة معتدلة ومتوازنة لذا لابد من التفكير بإنشاء هذه المشاريع كمدارس للأيتام والمراكز الطبية التي تلبي حاجات المجتمع المختلفة ليكون هناك توازنا”.
ودعا إلى ضرورة عدم “استصغار الصدقة البسيطة فإذا تراكمت تولد منها شيئا عظيما، ويكفل المجتمع بتمامه بعضه بعضا ويتعاون لإنشاء هذه المشاريع، ويفكر في إن المبالغ البسيطة إذا اجتمعت بعد سنوات ستكون كافية لإنشاء المشاريع”.انتهى