مفكّر كويتي يدعو الأمّة الإسلامية الى العودة للعقيدة القرآنية لإفشال المخطّطات الصهيوأمريكية
الكويت ـ سياسة ـ الرأي ـ
اعتبر المفكّر والكاتب الكويتي، الدكتور عبد العزيز القطان أنّ مُشكلة الأمّة الإسلامية بأنّها غيّبت العقل ولم تهتم بالقاعدة القرآنية “وإن تنازعتم في شيء، فردّوه إلى الله والرسول”، واستبدلوها بالطائفية التي استغلّتها أمريكا والموساد الإسرائيلي وبعض الأنظمة الوظيفية في المنطقة.
وتابع الدكتور القطان في حوار خاص لوكالة أنباء فارس أنّ الطائفية تمّ تكريس الإعلام المأجور لها عبر مواكبته لفوضى الربيع العربي المُختَلَق أمريكيّاً وصهيونيّاً، وتّم استخدام المغفّلين من أبناء الأمّة العربية والإسلامية لنشر ذلك، وتلبيس الثورات الاستعمارية الجديدة بثوبٍ طائفي.
وأردف أنّه تم شن حملة منظمة لاستهداف سوريا لدورها في القضية الفلسطينية ودعمها محور المقاومة وتحالفها مع إيران المالكة للطاقة النووية والفكر المستقل وعدم خضوعها لأي ابتزاز سياسي، فكان ضرب سوريا لفكِّ هذا التحالف، واليوم بعض الدول الوظيفية حريصة على تفتيت سوريا والعراق ومصر لتتزعّم المنطقة ولكن هيهات.
وأشار إلى أنّ الدول الوظيفية تفاجأت بعد صرف مليارات الدولارات على التنظيمات الإرهابية، لكنهم سقطوا في مستنقع سوريا واليمن، واليوم يحاولون بمؤامرة قذرة التواطؤ وتركيع مصر، فالوحدة الإسلامية تتحقّق عندما يتخلّص العرب من عقدة المذهبية والغلوّ المذهبي، ويتمسكّون بقاعدتهم الإسلامية والعودة إلى العقيدة القرآنية والإنسانية لأنّ كل ما هو ضد ذلك لا يخدم إلا الكيان الصهيوني.
ولفت إلى أنّ وزير الأمن الإسرائيلي ليبرمان قال:” أنّ أمن إسرائيل اليوم يكون باستهداف سوريا ومصر والعراق”، واليوم سوريا ولله الحمد والمنّة بفضل جيشها وحلفائها فوّتوا الفرصة وخيّبوا ظنونهم، ونصر سوريا الذي قدّمه النظام السّوري على أرض الواقع أخرس كل الألسُن، فوحدتنا تتحقّق بأن تكون كل الدول آمنة، والابتعاد عن التعصّب والاحقاد المذهبية القديمة منذ زمن بني أميّة إلى اليوم.
وأشار الدكتور القطّان أنّ الكيان الصهيوني وجد سلاح جديد يتقاتل به العرب فيما بينهم باسم الطائفية والعنصرية عبر شحن قنوات التضليل للأكاذيب والصّور المفبركة كما حدث في حلب لإجهاض نصرها، لافتاً إلى أنّ شعوب الأمّة الإسلامية تنشد النهضة والحضارة وتكون محترمة بين الأمم عبر التخلّص من العنصرية بكلِّ أشكالها.
وأشار المفكّر القطان إلى أنّ أمريكا مع الأسف حوّلت بعض الأنظمة العربية إلى مرتزقة واشترتهم بالمال والتحالفات الوهمية، وكل ما حدث من حرب في سوريا وتخريب في العراق وليبيا أو أي مكان هو لاستنزاف واستغفال الوطن العربي سواء الدول النفطية أو الدول المنضوية معهم، مع وعود وآمال لهم مقابل صفقات السلاح، مؤكّداً أنّ أمريكا اليوم تدير أزمات العرب وتفتعلها عبر ما سبق، ولا أحد مستفيد سواها هي والكيان الصهيوني الذي يأمل بالاستقرار ولن يتحقّق ذلك إلا إذا لا قدّر الله وهنت سوريا والعراق.
ورأى الكاتب القطان أنّ الهجمة على حلفاء سوريا أمرٌ مُستغرَب، لأنّ الأنظمة الوظيفية متحالفة مع الكيان الصهيوني ومع أمريكا عسكرياً واستراتيجيّاً وفي بلدانهم قواعد أمريكية، فحلال عليهم وحرام على سوريا ان تكون إيران وحزب الله وروسيا متحالفة معها، لكن كل تحالف لمصلحة الشّعب السّوري هو نصر لسوريا، معتبراً أنّ هذه الهجمة طبيعية لأنّ الصراخ على قدْر الألم.
وأردف أنّه لولا تدخّل الحلفاء من حزب الله وإيران لكانت لبنان اليوم تحت نيران تنظيم داعش الصهيوأمريكي، فهذا التدخّل عقلاني ومنطقي وأتى في الوقت الصّحيح، وللأسف لم نشهد من قبل مثل هذا الجنون في المنطقة، فهؤلاء الإرهابيين بمختلف مسمّياتهم هم أذرُع صهيونية تمّ زرعهم في سوريا والعراق وليبيا، ولكن لله الحمد في سوريا لولا صمود الشّعب والتفافه حول قيادته وحلفائه لسقطت سوريا ولكن للخ الحمد كان نصرهم أسطوريّاً.
وأكمل أنّ على الشعوب أن تعي أنّ الاصطدامات مع أنظمتها هي حرب استنزاف للطاقات عبر معركة وهمية تحت مسمّى طائفي والتنبّه أن العدو الحقيقي هو الكيان الصهيوني وقضيّة العرب المركزية والأولى هي فلسطين، وكل من تمّت محاربته سواء سوريا أو حزب الله والمقاومة بكل فصائلها لأنّها ضد التطبيع مع العدو الصهيوني، لأنّ ما تشهده المنطقة اليوم من تطبيع أمر خطير يبرهن بانّ المؤامرة على سوريا لإخضاعها للمخطّط الأمريكي، ولكن لله الحمد لم ولن يتم ذلك.
وختم الكاتب القطان أنّ الأمة العربية والإسلامية لن تنهض حتّى تتحرّر من الموروث الطائفي والأحقاد المقيتة التي فتتتهم والعودة إلى الفطرة الإنسانية.انتهى