المرجعية العليا تحذر من التفكك الاسري في العراق
كربلاء المقدسة ـ محلي ـ الرأي ـ
حذرت المرجعية الدينية العليا من حالة التفكك الاسري في العراق.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني المقدس انه” من المواضيع التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها هو موضوع التفكك الأسري الذي نشهده الآن حديثا ، حيث لا يمكن ان نستبعد هذه المشكلة المتفاقمة ، ولكن من حقنا ان نبين مخاطر هذه المسألة اجتماعياً والجميع يعلم بان الأسرة حالة فطرية وهي أن الإنسان يحب أن يستقر والعلاقة التي تكون بين الرجل والمرأة هي الرغبة في احتياج الواحد للآخر قننتها القوانين السماوية وغير السماوية”.
واشار إلى أن” القوانين السماوية حددت هذه المسائل بشكل خاص والشريعة الإسلامية أعطتها أهمية كبيرة جدا وجعلت هذا المجتمع الصغير المعبر عنه بالأسرة مجتمعا له أهمية بحيث تدخلت حتى في بداية تكوين هذه الأسرة ورغبة الإنسان اذا اراد ان يتزوج ، عليه ان يختار مجموعة صفات لم تكن مسألة اللذة بين هذه الصفات وانما في مقام أن نبني ،وكذلك للمرأة ووليها حيث لم يرغب الشارع ان نمنع المرأة اذا جاءها خاطب رغبة من الشريعة ان تتكون هذه النواة الطيبة نواة الآسرة”.
وأضاف، انه” حتى في حالة المقاربة تدخل الشارع وجعل هناك أشبه بالحصانة ، ابتداءً بهذا الوليد الذي سيولد اهتماما منه بالنتائج التي ستأتي من هذه الأسرة ، وحينما يولد أيضا اهتم به اهتماما بالغاً ، ومنع الشارع الأب ان يستعمل القوة في تربية هذا الطفل “.
وتابع السيد الصافي”نقولها وبمرارة العراق من البلدان التي تحافظ على أسرها وتشجع على الراوبط الطيبة بين الجيران او العشيرة او الأقرباء، لكن للأسف بدأت حالة من التفكك الأسري والكل مسؤول ولا اريد ان احمل جهة المسؤولية”.
وأفاد ” يعرف الجميع ان الأسرة اذا تفككت ماذا ستكون النتيجة ونحن الان نعاني من هذا التفكك وهذه المنظومة المقدسة أصبحت تنفرد وترى الأب ليس له علاقة بالولد والام ليست لها علاقة بالبنت والاخ بأخيه وأصبحت هذه المنظومة الأسرية تتفكك شيئا فشيئا”.
وعلل بالقول ” لو دخلنا الآن في عمق هذه الأسباب لطال بنا الحديث والمقام ولكن أريد أن أنبه إلى بعض الأسباب وهي ان الاب هو عمود هذه الأسرة الذي لم يمارس دوره في الأسرة ويخرج صباحا ولا يعود الا ليلاً وعندما تسأل يقول انه يبحث عن رزقه واذا تأملت أن بعض رزقه يكفيه أذا هناك ذريعة يتذرع بها للبحث عن الرزق حتى يبين بأنه يحافظ على أسرته وهو لا يدري انه بهذه الطريقة ستتزعزع الأسرة وسيدفع ثمنا باهظاً”.
وذكر السيد الصافي أن” هذا الأب لم يُتعب نفسه بان يجلس مع اولاده في جلسة على الغداء والعشاء ويجمع العائلة ويحاول ان يستفهم منهم ويفيدهم “,مبينا أن” بعض الناس بدأوا يحنون الى تلك الايام الخوالي التي كانت مع ابائهم واجدادهم عندما كان يجمعون في جلسة لا تستغرق بعض الوقت لكنها كبيرة بالمعاني”.
ولفت الى ان” هذه الحالة افتقدت ببعض البيوت وكبر الولد وهو لايحترم الجار ولا يدري ماذا يريد ، والاب يلاحظ ان بعض التصرفات لا يقبلها على الآخرين ولكن يقبلها على ولده والابن ان يكون مشروع الاب بمقدار ما يستطيع ان يوجه هذا الاب وهو لا يجلس معه ولا يعلم باي صف دراسي حتى والام التي لم تمارس دورها بالاسرة وتجدها غير مكترثة اصلا وتفكر بالمعيشة وتتحدث عن ملهيات وتركت البيت “,متساءلا ” فأين ستجتمع الاسرة اذا كان الاب والام هكذا يفكرون”.
ومضى قائلا ” وجاءت الوسائل الحديثة وسوء الاستخدام لها فككت مابقي وقطعت اوصال الاسرة من الانترنت والموبايل واصبح الابن والبنت متوحشين بعيدين عن المجتمع ويرافقون اصدقاء السوء ولا يجدون النصيحة من الاباء واصبحت الاسرة عبارة عن فندق مؤقت يبات به افراده وفي الصباح كل يذهب في شأنه “,مؤكدا ان” التداعيات الخطيرة لهذا البناء الاسري مسؤولية الجميع وادعو الجميع للاسراع الى لملمة الاسرة “,راجيا” من الاب اعطاء الوقت لتوجيه هذه الاسرة وتعليم الابناء ما هي القيم الحقيقية والأخلاق والشيم والتطور وهذا لا يعني عدم الأخلاق ونحن عندما نستعمل هذه الامور بشكل سيء ستنتج الاشياء سلبياً.
وفي محور اخر بين السيد الصافي ان” بعض الظواهر الاجتماعية هو الزواج سنة الله تعالى في خلقه ، ولكن نرى مظاهر متعارفة بالزفاف نتأذى بها على هذا الولد والبنت فالطريقة التي يهتك بها ويقطعون الشوارع والساحات العامة وأذية الجيران وكلها تتأذى، فهل اوصانا بهذا النبي {ص} او ما توارثناه عن الاباء وهل هذه اخلاق البلد التي تتواصى بالجار ولا يزعجون الآخرين واحترام الأمور العامة “.
وتساءل” لماذا اختفت القيم والشيم والرجولة والغيرة والكل يعاني من هذا الظرف؟، لان هذه مسألة اجتماعية ولاتخص احداً والاعرف التي تولدها العشائر فيها اعراف حسنة بالعطف على الصغير ومساعدة المرأة المسنة والتواصل الاجتماعي لماذا تغيب هذه الامور وهي من البديهيات عندنا والاسرة هي المنشأ والمعلم هو المربي للطلبة والاجيال والتفكك الاسري يعني انهيار المجتمع واذا تفككت الاسرة لا يمكن ان يصلح المجتمع والعكس صحيح والاب والام مسؤولان بكل مباشر عن تربية وتكوين الأسرة”.
واكد ” في العراق نعاني من مشاكل جمة وهؤلاء الاسر الكريمة التي دفعت بابناءها للدفاع عنه قد اسمعت اولادها القيم الحقيقية والابناء اندفعوا بقوة ووراء هذا الاندفاع الاسر المتماسكة ، فالام تودع ابنها الى جبهات القتال بالدعاء والدموع وتتوقع انه سيعود شهيدا والاب يدفع ابنه وان كان هو المعين للاسرة ويتحمل هو الانفاق عليها في سبيل الدفاع عن العراق “.
وتابع ان” هذه الاسر الكريمة التي تماسكت وربت وانتجت تعرف الحرمات وتعرف الشارع المقدس والجار الذي له حرمة والاخ كيف يحن على اخيه وهذه الاسر تربت على هذه القيم والفضائل ، فالعراق بلد الشيم والاخلاق والكرامة وكل الفضائل لماذا تكون بعض الاسر خارج السرب “,مبينا ان” التفكك الاسري مدعاة للقلق والكل مسؤول وهذا الموضوع صدعة في جدار المجتمع ولابد ان تكون الاسر بأهمية ما تتحمل من مسؤولية اجتماعية وعرفية ودينية ولابد ان تتماسك الاسر وتنظم امورها وتنصح اولادها”.انتهى