التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

ترامب يؤدي اليمن الدستورية، ويدشن في أول خطاباته رؤية “أمريكا أولاً 

ادى الرئيس الامريكي الجديد، دونالد ترامب، القسم الدستوري، وتسلّم الرئاسة الأميركية رسمياً، بادئاً ولايته التي تمتد حتى عام 2021 ، فاتحاً صفحة جديدة من السياسية الدولية التي ستخلتف “كما وعد” عن سابقاتها.

وبحسب التقليد البروتوكولي، قضى الرئيس الأمريكي ليلته في “بلير هاوس” المقر المخصص لكبار الضيوف مقابل البيت الابيض، ثم توجه الرئيس الجمهوري وزوجته ميلانيا الى كنيسة القديس يوحنا قرب البيت الابيض وحضرا قداسا قبل ان يستقبلهما الرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما وزوجته ميشيل لتناول الشاي قبل ان يتوجهوا معا الى الكابيتول.

وقال الرئيس الأمريكي الجديد في أول كلمة له بعد ادائه القسم من على مدرج مبنى الكابيتول “الرؤية الجديدة التي ستقود البلاد هي “أمريكا أولاً”، كما تعهد الرئيس الامريكي الجديد بتوحيد العالم ضد ما وصفه “الاسلام الراديكالي”، قائلا “سوف نمد يد الصداقة لامم العالم ولن نسعى ان نفرض اسلوب حياتنا على اي دولة”، وأضاف “اليوم العشرين من يناير سنتذكره على أنه اليوم الذي أصبح فيه الشعب حاكما مرة أخرى”، معربا عن قناعته أنه سيواجه المصاعب والتحديات خلال فترة رئاسته ولكنه سينجز المهمة.

وداخل قاعة الكابيتول بمبنى الكونغرس، قال الرئيس الجديد: “أقسم أنى سوف أعمل بإخلاص على تنفيذ مهام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وسأحرص بكل ما فى وسعى على الحفاظ على الدستور، وحمايته والدفاع عنه”.

وانتقد ترامب السياسات السابقة قائلا: “مصانعنا تتحول إلى قبور ولا تعليم في مدارسنا والجريمة تمزق البلاد”، وأضاف ترامب أن الجريمة والمخدرات والعصابات سرقت الكثير من الأرواح ومن الامكانيات المحتملة، هذه المشاكل تتوقف هنا الآن”.

وتوجه الرئيس الامريكي الجديد بالشكر لسلفه بارك اوباما الذي وصفه بـ”الرائع”، وأشار ترامب الى ان الجيش الامريكي تعرض لانهاك محزن، وان اميركا أنفقت تريليونات الدولارات في الخارج في حين تضررت البنية التحتية في الداخل”، قبل أن يؤدي مايك بينس اليمني الدستورية نائبا للرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، بعد انتهاء ترامب.

خطاب ترامب لم يكن خال من النزعة الشعبوية

ورأى عدد من المحللين أن خطاب ترامب لم يكن خال من النزعة “الشعبوية”، ففي سياق حديثه عن تسلمه للسلطة، اعتبر الرئيس الأمريكي أنه بتنصيبه اليوم، “ننقل السلطة من واشنطن العاصمة ونعيدها للشعب”، في استمرار لشعارات حملته الانتخابية التي “داعبت” مشاعر الشارع الأمريكي وأوصلته إلى سدة الحكم.

صحيفة واشنطن بوست ركزت في تحليلها الأولى للخطاب على عدد كلماته الذي قالت انه بلغ حوالي 1400 كلمة، بينما كان عدد كلمات خطاب أوباما في حفل تنصيبه الأول 2400 كلمة. وفي خطاب أوباما بحفل تنصيبه لفترة رئاسته الثانية عام 2013، بلغ عدد الكلمات 2100 كلمة.

وباعتباره من كبار رجل اعمال، لم يغب الشق الاقتصادي عن خطابه، إذ دعا ترامب مواطنيه إلى شراء البضائع الأمريكية ودعم الصناعة المحلية، وقال: “اشتروا بضاعة أمريكية واصنعوا منتجات أمريكية”.

كبار المسؤولين الأمريكيين حضروا حفل تنصيب ترامب

وشاركت كبار الشخصيات والمسؤولين الاميركيين في مراسم التنصيب وعلى رأسهم الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك اوباما وزوجته ورؤساء اميركا السابقين، ومن بينهم والرئيس الأسبق جورج بوش الأبن، والرئيس الأسبق بيل كلينتنون وزوجته هيلاري التي خسرت الانتخابات أمام ترامب، وكذلك الرئيس الأسبق جيمي كارتر.

كذلك حضر حفل التنصيب، ايفانكا دونالد ترامب، وزوجها جاريد كوشنر، وتيد كروز عضو مجلس الشيوخ، ورينس بريبوس رئيس موظفى البيت الأبيض للرئيس المنتخب دونالد ترامب وزوجته سالى، وقضاة المحكمة العليا بالولايات المتحدة، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال الأمريكيين، ورجال السياسة والمجتمع فى أمريكا، فيما تجمع الاف الاميركيين على طول جادات منطقة المول في واشنطن الواقعة قبالة الكابيتول مبنى الكونغرس، وعبر كثيرون عن املهم في بدء “عصر جديد”.

المشاهد العربي يتذكر القذافي بخطاب ترامب

ومن أكثر الكلمات التي لفتت انتباه المشاهد العربي في خطاب ترامب قوله “انتهى وقت الكلام الفارغ وحان وقت العمل”، وهي كلمات أعادت الى الأذهان تصريحات الرئيس الليبي السابق معمر القذافي حينما قال أبان التحركات التي اطاحت به “دقت الساعة العمل ، إلى الأمام”.

وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن غائبة عن ترامب، حتى في يوم انتقال السلطة، اذ كتب في أربع تغريدات متتالية بعد انتهاء القسم “نحن اليوم لا ننقل السلطة من إدارة إلى أخرى، أو من طرف لآخر فحسب – ولكننا ننقل… السلطة من واشنطن العاصمة، ونعطيها لكم، أيها الشعب الأمريكي “.

محللون: لو طبق ترامب 50% مما قاله سيتغير وجه العالم

من جانبه أشاد الإعلامي المصري تامر أمين بخطاب دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الجديد، وأكد أمين خلال برنامجه “الحياة اليوم” على فضائية “الحياة” مساء اليوم الجمعة، أن خطاب ترامب امتاز بالعقلانية عكس ما يروج عنه من أنه متهور، مشيرا إلى أنه سيصدق الرئيس الأمريكي عن نيته في إيجاد سياسة جديدة لأمريكا بعيدة عن السيطرة على دول العالم حتى يثبت العكس، وتابع: “لو صدق ترامب في حديثه سيتغير وجه العالم كله وليس وجه أمريكا وحدها، ولو طبق 50% مما قال كل شيء ستغير”.

بدوره قال رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، عبد المنعم السيد، أن خطاب “ترامب” لم يكن ارتجاليا كما يعتقد معظم مشاهديه ولكنه كان يقرأ من خطاب مكتوب عن طريق “شاشة شفافة” موضوعه أمامه ترى من جهة واحدة هي المقابلة للرئيس الأمريكي، واستشهد “سيد” بتنقل نظر الرئيس الأمريكي الجديد خلال خطابه بنظرة ما يدل على وجود شاشتين، مؤكدا أن ترامب تدرب لوقت كبير على القراءة من شاشة شفافة ليظهر ذلك بشكل تلقائي وكان يقاوم ذلك ويرفضه لكنه خضع في النهاية.

دبلوماسي أمريكي: بدل أن يمحو الفقر ترامب سيمحو “الإسلام الراديكالي”

أما الدبلوماسي الأميركي السابق، نبيل خوري، فانتقد خطاب ترامب، وقال:” إنه بدلا من أن يتعاون الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع سائر العالم لمحو الفقر، قال في خطابه إنه سيتعاون لمحو الإسلام الراديكالي، دون أن يوضح هذا المفهوم بالنسبة له”.

ومن المؤكد أن خطاب الرئيس الامريكي الجديد سيحظى بمئات التحليلات السياسية والاقتصادية في كل اصقاع الأرض وخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تغص بالتحديدات والأزمات، و سيشكل خطاب ترامب هذا بلا شك ملامح التعاطي الجديد للإدارة الامريكية مع العالم ككل.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق