التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

العوائق والعقبات التي تواجه تحرير غرب الموصل 

يعتقد الكثير من المراقبين بأن تحرير الجزء الغربي من مدينة الموصل العراقية أصعب بكثير من تحرير جزئها الشرقي، ولهذا من الممكن أن تطول المدة التي سيستغرقها تحرير هذه المدينة بالكامل.

وكانت عمليات تحرير الموصل قد بدأت في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016، وتمكنت القوات العراقية في المراحل الأولى من هذه العمليات من تحقيق انتصارات كبيرة في المناطق الجنوبية للمدينة. كما تمكنت قوات “البيشمركة” التابعة لإقليم كردستان في نفس الوقت من تطهير المناطق الشمالية للمدينة من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي.

وبعد ذلك بدأ الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب في تحرير مناطق وسط المدينة، وبعد مرور ثلاثة أشهر تمكنت هذه القوات من تحرير شرق الموصل بشكل كامل في 17 كانون الثاني/ يناير 2017. وهذا الجزء يشكل الجانب الأيسر من الموصل وهو يمثل الجزء الأكبر من المدينة.

وبعد ذلك شرعت القوات العراقية بتحرير الجزء الغربي من المدينة والذي يعتقد الكثير من المراقبين العسكريين بأنه أصعب بكثير من الجزء الشرقي لعدّة أسباب يمكن إجمالها بما يلي:

أولاً: الكثافة السكانية العالية في غرب الموصل:

أصدرت القوات العراقية في 17 كانون الثاني/يناير 2017 بياناً جددت فيه حرصها على سلامة المدنيين والتمسك بالقوانين الخاصة بحقوق الإنسان خلال عمليات تحرير الموصل، وقد أثبتت هذه القوات التزامها بهذه القوانين خلال هذه العمليات التي أنجز القسم الأكبر منها بأقل الخسائر في صفوف المدنيين، في حين أكد قائد قوات مكافحة الإرهاب في العراق “طالب شغاتي” إن هذه العمليات أسفرت عن مقتل أكثر من 3300 عنصر من “داعش” خلال تحرير الجزء الشرقي من المدينة وإبطال مفعول 300 عجلة مفخخة.

والجزء الغربي من الموصل يتميز بكثافة سكانية عالية قياساً إلى الجزء الشرقي، وهذا الأمر يُعد بحد ذاته من العوائق المهمة التي حالت حتى الآن دون تحرير الجزء الغربي من المدينة والمتشكل ديموغرافياً من العرب السنة والأكراد والتركمان وقوميات أخرى.

وتسعى القوات العراقية إلى تقليص حجم الخسائر في صفوف المدنيين إلى أدنى حد ممكن في عمليات تحرير الموصل والتي أسفرت حتى الآن عن نزوح حوالي 160 ألف شخص، وقد تم إسكانهم في مخيمات خارج المدينة. ومن المرجح أن يزيد عدد النازحين من الجزء الغربي في حال اقتحامه من قبل القوات العراقية.

ثانياً: طرق المواصلات المدمرة في غرب الموصل

من الموانع الرئيسية الأخرى التي حالت حتى الآن دون تحرير غرب الموصل من إرهابيي “داعش” هو الدمار الكبير الذي لحق بالجسور وطرق المواصلات الأخرى جراء الهجمات الجوية التي شنتها طائرات ما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة أمريكا في هذا المحور من العمليات.

وتجدر الإشارة إلى أن طائرات “التحالف الدولي لمحاربة داعش” كانت قد دمرت جميع الجسور التي تقع على نهر دجلة الذي يخترق مدينة الموصل والتي تربط جانبي المدينة. وهذا الأمر من شأنه أن يعقد إكمال عمليات تحرير هذه المدينة الاستراتيجية التي تعد ثاني أهم مدن العراق والتي احتلها “داعش” في العاشر من حزيران/يونيو عام 2014.

ويشارك عشرات الآلاف من القوات العراقية في معركة تحرير الموصل، التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، بمشاركة قوات الجيش والشرطة، مدعومين بقوات من الحشد الشعبي إلى جانب قوات البيشمركة.

واستعادت القوات العراقية خلال الأيام الماضية، عشرات القرى والبلدات في محيط المدينة من تنظيم “داعش”، كما تمكنت من تحرير الساحل الأيسر لمدينة الموصل بشكل كامل.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق