العائلة الحاكمة في البحرين تستغفر دونالد ترامب ذنوب دعم منافسته هيلاري كلينتون!
جاء المديح الذي ساقه وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة لمسؤولين في فريق عمل الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بعد مواقف مشابهة من كبار العائلة الحاكمة في البحرين، التي دعمت منافسته هيلاري كلينتون.
وزير الخارجية وصف في تغريدات أرسلها عبر حسابه على “توييتر” تعيين قائد القيادة المركزية السابق جيمس ماتيس وزيرا للدفاع في الولايات المتحدة الأميركية بـ “النبأ العظيم”، مضيفا إن ماتيس “قاتل معنا ضد العدوان السافر” في إشارة إلى مشاركته في حرب تحرير الكويت 1991.
وأرسل الوزير تغريدة أخرى قال فيها إن “كيليان كانويه (مستشارة الرئيس) شخص مثير للاعجاب في التواصل”.
وبدت انعطافة العائلة الحاكمة في البحرين سريعة نحو معسكر الرئيس الجمهوري ترامب، فبعد أقل من شهر على فوزه بالانتخابات، أقام سفير البحرين في واشنطن عبدالله بن محمد آل خليفة حفلا بمناسبة عيد الجلوس في فندق ترامب القريب من الكونجرس.
وكشفت شبكة ABC الإخبارية إن الحفل السنوي “يوم البحرين” كان مقررا إقامته في فندق الريتز كارلتون قبل أن تقوم بنقله إلى فندق ترامب، ونقلت الشبكة عن مايكل بوسنر، الذي عمل حتى الفترة الأخيرة كمساعد لوزير الخارجية الأميركي فيما يخص حقوق الإنسان، اعتقاده أن البحرين والدّول الأخرى يلجأون إلى سلوكيات خاطئة، مثل الحجز في قاعة في فندق ترامب، لمحاولة بناء علاقة مع الإدارة الأمريكية المقبلة.
وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قد هنأ هيلاري كلينتون بمناسبة “قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي الأميركي في مؤتمره العام لها كأول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية لخوض سباق الانتخابات الرئاسية”، مشيدا “بما تتمتع به كلينتون من خبرة عريضة على الصعيد السياسي أهلتها للوصول لهذه المرحلة من سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية”.
وتعرف البحرين بعلاقتها المميزة مع كلينتون، فقد قدمت دعما سخيا لمؤسسة كلينتون الخيرية، وقال موقع “آي بي تايمز” إن “وثائق مسربة من وزارة الخارجية الأمريكية كشفت عن أن ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة البحريني تبرع بـ 322 مليون دولار مقابل لقائها.
واعتبرت واشنطن بوست أن “الخطأ الحقيقي في معالجة كلينتون مع الملف البحريني لا يكمن في اجتماعها مع سلمان. خطؤها كان في ممارسة سياسة مكّنت النّظام البحريني في عملية قمعه الانتفاضة المحلية وتقويضه حكم القانون ردًا على الاحتجاجات السّلمية التي كانت جزءًا من أحداث الرّبيع العربي”.
لقد عملت البحرين على القفز سريعا من قطار كلينتون فور الإعلان عن فشلها في السباق الرئاسي، وقد سارع ملك البحرين، يوم الإعلان عن فوز ترامب، إلى إرسال برقية تهنئة تطلع فيها لـ “التعاون على المستويات كافة” مع بلاده، وعبر حمد بن عيسى عن “اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية الوطيدة والممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من مئة وعشرين عاما، وحرصها على فتح آفاق جديدة من التعاون على المستويات كافة بما يعزز تلك العلاقات الاستراتيجية”.
وأعرب ولي العهد (13 ديسمبر/ كانون الأول 2016) عن تفائله بشأن الإدارة الأمريكية الجديدة، وقال إن “من تم تعيينهم حتى الآن في فريق ترامب نعرفهم وتعاملنا معهم عن قرب (…) وأنا متفائل بما هو قادم”.
بعدها بيوم واحد، أجرى الملك اتصالا هاتفيا بترامب ليهنئه مجددا بـ “فوزه بثقة الشعب الأمريكي”. وقالت وكالة أنباء البحرين الرسمية إن الملك أكد على عمق العلاقات التاريخية الوثيقة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين الصديقين، والتي يتطلع إلى تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة.
خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء التحق هو الآخر بركب الداعين للانفتاح على ترامب، ودعا (8 يناير/ كانون الثاني 20177) إلى تعزيز مصالح بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية و”تعظيم المكتسبات الخليجية مع إدارتها الجديدة”.
ونقلت وكالة أنباء البحرين الرسمية عن رئيس الوزراء قوله إن “العلاقات الخليجية الأمريكية عموماً والبحرينية الأمريكية خصوصاً تمتد إلى تاريخ طويل، وإن الروابط الثنائية ينبغي أن تكون أكثر وثوقاً واستقراراً”.
واعتبر خليفة بن سلمان “أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستكون فرصة لتعزيز هذه العلاقات والبناء عليها، خاصة وأن دول مجلس التعاون عموماً والبحرين تحديداً حليف وشريك أساسي في دعم أمن واستقرار المنطقة، ويجب التعامل من هذا المنطلق لتغليب المصالح الاستراتيجية للجانبين”.
البحرين تستغفر ذنوبها لترامب بـ 100 ألف دولار (إيجار قاعة في فندقه) وبرقيات وتصريحات متفائلة، لكن الأخير يواجه انتقادات كبيرة بشأن تأثير ذلك على سياسات إدارته، وقال عضو الكونجرس الأمريكي النائب جيمس ماكغوفرن محذرا “يجب أن لا تكون هناك تساؤلات عن قرارات الرئيس، وهل هي ناتجة عن تأثيرات لشركات تجارية أو دول أجنبية”.
وقال في رسالة وجهها لترامب “إنه لمن دواعي القلق الشديد أن حكومة البحرين ستصرف مبالغ طائلة لاستئجار فندق أنت تملكه، لإقامة حفلة عامة، تهدف إلى التأثير على السياسة الأمريكية!”.
لم يكن ذلك بالشيء الجديد على العائلة الحاكمة في البحرين، فهي دائما ما تختار فتح عطاءات مالية لتحسين صورتها السيئة أمام العالم، بدلا من فتح الباب أمام المصالحة مع شعبها، لكن السؤال يبقى مفتوحا: هل سيقبل ترامب الرشوة الزهيدة أم أنه سيكون أنظف من منافستة كلينتون التي وصف مؤسستها بـ “المؤسسة الأكثر فسادًا في التّاريخ السّياسي؟”.
مرآة البحرين
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق