التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

غزة وأنفاقها تربك قيادة الاحتلال وتكشف عجز جيشهم تجاهها.. تسريبات هامة 

فلسطين – امن – الرأي –
نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” اليوم الثلاثاء، فحوى محاضر الجلسات العاصفة، التي عقدها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابنيت”، قبل وخلال العدوان الأخير على قطاع غزة صيف العام 2014.

ووفقًا لما نشرت الصحيفة: “لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي استعداد لـ”تهديد الأنفاق”، ووصلت الخلافات بين المستوى السياسي والعسكري لحالة انفجار بينهما, ففي ليلة 30 يونيو/ حزيران 2014 وبعد مرور 18 يومًا من عمليات البحث على المستوطنين الثلاثة، الذين أسرتهم حركة حماس قرب منطقة “غوش عتصيون” بالضفة، تم العثور على جثث المستوطنين قرب الخليل”.

وأضاف معد التقرير يوسي يهوشواع “بعد ذلك كانت جلسة “الكابنيت” عاصفةً، فخطة الحرب على غزة لم تكن معدة، ولكن رياح الحرب بدأت تهب”.

وبحسب الصحيفة فإن الوزير الإسرائيلي نفتالي بينت قال خلال تلك الجلسة: “في غزة هناك عشرات الأنفاق التي خُصصت لأسر الجنود، وهي أنفاق لم تبن لكي تصدأ”، موجهًا كلامه لوزير الحرب الأسبق موشيه يعلون؛ حيث لسعه مذكرًا إياه بتصريحاته قبل العدوان على لبنان عام 2006 حينما قال :”صواريخ حزب الله ستصدأ في مخازنها”.

وواصل بينت لسع يعلون، قائلًا: “يجب المبادرة إلى عملية على خط الاحتكاك”، فيما واجه اقتراحه معارضة جارفة من قبل أعضاء “الكابنيت”، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو طلب من يعلون عرض خطة للسيطرة على فتحات الأنفاق، في اليوم التالي”، فرد يعلون: “توجد خطة كهذه”، فقال نتنياهو حينها: “أنا لا أعرفها”.

وتكشف بروتوكولات النقاش هنا لأول مرة، ما حدث في اللحظات الحقيقية لصدور القرارات: عدم جاهزية الجيش الإسرائيلي لـ”تهديد الأنفاق”، عمق الانقطاع بين أعضاء “الكابنيت” وما يحدث على الأرض، وضخامة العداء الذي اندلع خلال الأيام المصيرية، ومن يمسكون بدفة الحكم.

في اليوم التالي تحديدًا في الفاتح من شهر تموز/ يوليو 2014، وأمام دعوة بينت لشن هجوم فورًا، يصدر عن يعلون صوت حذر ومدروس بشكل أكبر. ويقول: “حركة حماس لا تنوي المبادرة إلى تفعيل الأنفاق. يجب الحذر من الخطأ في تقييم النتائج”، فرد بينت: “في حادث جلعاد شاليط كانت لديكم خلفية؟”، فأجابه يعلون: “لا”، حينها أوضح نتنياهو يريد قيادة سياسة منضبطة، قائلًا: “الهدف الآن هو الامتصاص”.

وواصل بينت الدفع باتجاه التصعيد، وسأل: “هل تعتقد أننا إذا لم نفعل شيئًا، فإنهم سيمتصون الأمر؟”، فأجاب يعلون: “نعم”.

وشارك رئيس أركان جيش الاحتلال بيني غانتس في الحديث الدائر قائلًا: “حماس لا تريد العمل، لقد قالوا في إذاعتهم: “أخطأنا عندما نفذنا الاختطاف (عملية الأسر)”.

في جلسة اليوم لتالي ومع تصاعد النقاش حول امكانية القيام بشن عملية برية تستهدف أنفاق غزة. أوضح يعلون أن خطة كهذه يمكن أن تقود إلى نتائج قاسية، وقال: “أنا ضد العمل على الفتحات (الأنفاق) من شأن هذا جرنا إلى الداخل”، وحينها انضم رئيس قسم الاستخبارات العسكرية آفيف كوخابي، للحديث قائلًا: “توجد عشرات المعلومات التي تشير إلى أن حركة حماس لا تريد المواجهة”.

على ضوء ذلك أوصى غانتس بكشف استراتيجي لخطة الأنفاق لدى حركة حماس، فيما واصل بينت الدفع باتجاه عملية متسائلًا: “كم من الوقت ستستغرق عملية برية ضد الأنفاق؟”، فأجاب غانتس: “يومان أو ثلاثة”، إلا أن العملية البرية التي تمت في نهاية الأمر استغرقت 19 يومًا!!، كما قالت “يديعوت”.

في الثالث من تموز/ يوليو تواصل النقاش داخل “الكابنيت”، وتدعي الصحيفة أن “إسرائيل” تملك معلومات حول نفق كبير للتسلل مقابل كرم أبو سالم، وتحول رسائل في الموضوع إلى حركة حماس. على ضوء ذلك استجوب نتنياهو، غانتس حول إمكانية العمل: “هل سيعرقل قصف فتحات الأنفاق استخدامها؟”، أجابه: “لا أعرف. ربما يشوش ذلك”، قال غانتس.

وواصل نتنياهو: “هل يمكن لذلك منعنا من دخول الأنفاق”؟، فرد غانتس: “فاعلية القصف منخفضة جدًا، يحتمل أن يقود العمل ضد الأنفاق الى احتلال كل غزة”، حينها واصل يعلون قيادة الخط الحذر: “أنتم تعيشون تحت كثير من التهديدات المتطورة، اقترح عدم خوض عملية ضد الأنفاق.

في السابع من تموز/ يوليو شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات على منازل مقاومين فلسطينيين في غزة، وتعرضت الجبهة الداخلية الإسرائيلية للقصف الصاروخي، لكن هذه النيران ليس مصدرها حركة حماس، وإنما تنظيمات محيطة بها، حتى وان كانت بدعم منها، كما نُشر.

وكشف التقرير أنها الأمر كله تغير بعد ذلك، لتطلق حركتا حماس والجهاد الإسلامي حوالي 100 صاروخ باتجاه أهداف إسرائيلية، وتبدأ عملية “الجرف الصامد” العسكرية (العدوان على قطاع غزة).

وتشير الصحيفة إلى أن يعلون واصل البحث عن “تخفيض اللهيب”، قائلًا: “يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ويجب استغلال الوساطة المصرية”، حينها وقف بينت أمامه قائلًا: “أوصي بالعمل على إحباط الأنفاق”، فرد يعلون: “وإذا حققت الهدوء لثلاث سنوات دون أن تدمر الأنفاق، ما السيئ في ذلك؟”، فأجاب بينت: “وإذا تعرضنا لعملية استراتيجية، سيكون هذا ضعف 100 مرة من حادث جلعاد شاليط، يفضل أن نمنع ذلك مسبقًا، ولم أر خطة توضح كيف نمنع ذلك”، فرد يعلون: “وبعد أن نتدخل، ألن يبنوا المزيد من الأنفاق؟”.

في الثامن من تموز/ يوليو طالب وزراء من “الكابنيت” بإجراءات أشد صرامة من تلك التي تمت حتى الآن، وقال يوفال شتاينتس: “يجب احتلال كل قطاع غزة، وإزالة كل تهديد”، وتبعته تسيبي ليفني: “يجب عدم التحمس جدًا”، وتلاها افيغدور ليبرمان: “شعبة الاستخبارات بالجيش أخطأت في تقديراتها حتى الآن. يجب احتلال غزة”، إلا أن الوزير يائير لابيد عارض التوغل البري.

في العاشر من تموز/ يوليو مثل قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال سامي ترجمان، أمام “الكابنيت” في محاولة لإقناعه بتنفيذ خطة “الدفاع الأمامي”، التي تهدف لإحباط الأنفاق على مسافة كيلومتر من السياج، إلا أن يعلون وغانتس يعارضان، فيما “الكابنيت” لا يصادق على الخطة. لينطلق العدوان الإسرائيلي البري في الثامن عشر من تموز/ يوليو، “بعد إحباط محاولة تسلل عشرات رجال “حماس” عبر نفق مقابل كرم أبو سالم”، وفق ما نشرت “يديعوت”.

وقال ترجمان في جلسة العاشر من تموز/ يوليو: “يوجد تهديد استراتيجي يمكن أن يتم تفعيله ضدنا في كل لحظة، توجد على الأقل تسعة أنفاق اجتازت السياج إلى “أراضينا””، فعقب نتنياهو: “يجب مواصلة اطلاق النار أو القيام بعمل بري؟”، وهنا قال غانتس: “أنا اعارض العمل البري، توجد “انجازات كبيرة” حتى الآن، و”حماس” منيت بضربة ..”.

لاحقًا حاول بينت فهم خطة العمل المقترحة وسأل: “إلى أي حد ستكون العملية ضد الأنفاق واسعة؟”، فرد ترجمان: “عملية مع احتكاك، لكننا نعرف كيف نواجهها”، فقال بينت: “لو كنت مكاننا ما الذي ستفعله؟”، فقاطع يعلون الحديث: “هو ليس مكانك. إنه حصان جامح؟”، فرد بينت: “ليس مكاننا، إذن مكانك أنت”، فقاطعهما ترجمان: “مكاني ومكانك كنت سأدخل مع ثلاثة طواقم حربية لوائية من أجل إحباط “تهديد الأنفاق””.

وقال يعلون: “أنا انظر إلى “تهديد الأنفاق” كمشكلة لا يمكن حلها”، وقال ليبرمان: “أمضوا نحو عملية واسعة في غزة، ولكن إذا كان الأمر هو الاختيار بين عمليات ضد الأنفاق أو وقف اطلاق النار، فأمضوا نحو وقف إطلاق النار”.

في السابع والعشرين من تموز / يوليو تواصلت الصراعات حول طاولة “الكابنيت”، الأمور تصل إلى حافة الانفجار، حيث اتهم يعلون بينت بالتآمر عليه حين يجري اتصالات مباشرة مع ضباط ميدانيين من خلف ظهره، وخاطبه غاضبًا: “أنت لن تدير لي الجيش”. وأضاف “أنت لن تأتي من الميدان وتقول لي نفعل هذا ولا نفعل ذاك، هل تسمع؟”، فرد بينت: “أنا نعم، إن لم يبلغونا بالحقيقة”، فقال يعلون: “أنا أبلغ بالحقيقة”، فقال بينت: “حتى الآن لم نعرف عن وقف اطلاق النار”، فقال يعلون: هل يجب عليّ تقديم تقرير لك”؟، فأجابه بينت: “بالتأكيد”.
وتوجّه بينت إلى غانتس وهاجمه بشكل مباشر: “اتوقع منكم الحضور إلى “الكابنيت” مع مخططات عسكرية، وروح هجومية. كونوا خيول جامحة، لا ثيران كسالى”.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق