التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

مبادرة اسطنبول.. حاضنة للناتو لملاحقة روسيا في الخليج الفارسي 

صعّدت دول خليجية عديدة على مدار الأيام الماضية من سياستها العدائية تجاه روسيا، لاسيما بعد إعلان البنتاغون بعزمه على بيع معدات دفاعية بنحو مليار دولار للسعودية والكويت، ليعقبها ما أفضت إليه مبادرة اسطنبول الدولية بشأن افتتاح مركز إقليمي للناتو في الكويت.

صحيح أن مبادرة اسطنبول التي انطلقت في قمة الحلف بتركيا عام 2004 بين ممثلي حلف الناتو ودول مجلس التعاون أعضاء مبادرة اسطنبول من ضمن البحرين وقطر والكويت والإمارات، تزعم أنها شيّدت بهدف حماية الدول الأعضاء وتعزيز الأمن في المنطقة، ولكن السؤال الذي يلحّ علينا لطرحه هو “هل شراء أسلحة بمليار دولار من واشنطن وافتتاح مركز لحلف شمال الأطلسي في الكويت يهدف الى حماية دول خليجية فقط؟ أم أن هذا التصعيد ليس سوى مبررا لملاحقة الناتو المستمرة لروسيا؟.

يبدو أن الجواب هو “أم”.. فمن الواضح أن تعزيز الناتو لقواته في الكويت يرمي الى ملاحقة روسيا في الشرق الأوسط، لاسيما بعد أن قام الحلف بمحاصرة الجيش الأحمر على مقربة من حدوده في أوروبا الشرقية.

والذي سيثير قلق روسيا هو الزيارة الرسمية لأمين عام الناتو “ينس شتولتنبرغ” يوم الثلاثاء، الى الكويت والتي استقبله خلالها الشيخ “صباح خالد الحمد الصباح” النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي.

وما ان وصل أمين عام الحلف حتى قام بالكشف عن أهداف زيارته قائلا: إن افتتاح مركز إقليمي للحلف ومبادرة اسطنبول للتعاون في الكويت تعزز الشراكة بين دول المبادرة ودول الخليج الفارسي.

وأصرّ “شتولتنبرغ” على ذرائع زيارته مصرّحا: إن إقامة مركز اقليمي للحلف في الكويت هو مثال على قدرة الحلف على التكيف في مواجهة التحديات الجديدة وكيفية العمل مع دول الخليج الفارسي.

ولفت أمين عام الناتو الى أنّ وجود مركز في الخليج يشكل موضعا جديدا لحلف الناتو ويمثل إمكانيات ممتازة لتوسيع نطاق التعاون.

وعن آلية عمل المركز في الكويت قال شتولتنبرغ: سيقدم الحلف فرق تدريبية متنقلة يمكن أن تعمل مع طاقم الضباط والمسؤولين في المنطقة وبالتالي سيتم توسيع نطاق التعاون مضيفا ان الامر يتعلق بالشراكة وليست بضمانات جماعية دفاعية.

عن أي تحديات يهلوس أمين عام حلف شمال الأطلسي هنا، لايوجد أدنى شك بأنه كان يقصد التواجد العسكري الروسي في سوريا.

يذكر أن رئيس جهاز الأمن الكويتي الشيخ “ثامر العلي الصباح” كان في مقدمة مستقبلي الأمين العام لحلف الناتو ومجلس الحلف الذين شاركوا في افتتاح المركز الإقليمي للناتو في الكويت.

ويزعم حلف الأطلسي أن هدف هذا المركز هو المساهمة في تعزيز التعاون بين الناتو ودول مبادرة اسطنبول.

وكان قد رعى “جابر المبارك الحمد الصباح” رئيس مجلس الوزراء الكويتي يوم الثلاثاء حفل افتتاح مقر المركز الاقليمي لمنظمة حلف الاطلسي ومبادرة اسطنبول للتعاون بالحي الدوبلوماسي في منطقة مشرف.

ويعدّ هذا المركز، أول مركز للناتو خارج حدوده ويضم موظفين من الحلف ويقوم بتقديم خدمات للدول الخليجية من بينها دولة الكويت، من خلال تقديم الدورات والندوات وورش العمل لتطوير ومساعدة المتدربين.

وجاء اختيار الكويت مقرّا للمركز الإقليمي بعد مبادرة الكويت في 2011 لاستضافة المركز الذي من شأنه توطيد العلاقة بين الناتو ودول مبادرة اسطنبول.

جدير بالذكر أن وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين طلبتا من الكونغرس أن يوافق على عقد بقيمة 400 مليون دولار لصيانة وتحديث مروحيات هجومية من طراز “أباتشي” سبق أن بيعت للقوات المسلحة الكويتية.

وذلك بعد أن أشادت وزارة الدفاع الامريكية بدور الكويت في بيان قائلة: تلعب دورا مهما في الجهود التي تبذلها امريكا في منطقة الشرق الأوسط من خلال توفير قاعدة ومدخل وعبور للقوات الأمريكية إلى المنطقة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق