محلل سوري: الرياض والدوحة الأكثر تضرراً من الحل السوري إن لم تنسقا مع حلفاء سوريا
وكالات – سياسة – الرأي –
أكد المحلل السياسي السوري عماد يوسف إن مجرد جلوس الوفد السوري الحكومي على طاولة واحدة مع وفد يمثل الميليشيات المسلحة لمناقشة وقف إطلاق النار في البلاد التي تعاني من الحرب منذ مايقارب السبع سنوات، يمثل خرقاً في جمود التواصل بين الفرقاء السوريين، معتبرا أن الحرب السورية لن تنتهي إلا بحوار عميق وواعي من كل الأطراف.
يوسف وفي حديث خاص لـ “وكالة أنباء فارس” أكد على إن نتائج اللقاء الذي عقد مؤخراً في العاصمة الكازاخستانية سوف تقرأ بشكلها الصحيح على طاولة الحوار في جنيف خلال الشهر القادم، مشيراً إلى أن “لقاء أستانة” كان ضرورياً للتمهيد لعملية سياسية واضحة المعالم تحت رعاية الأمم المتحدة، فاستمرار الحرب السورية إلى مالانهاية أمر مرفوض من قبل الشارع السوري، موضحاً أن الحكومة السورية التي تبني مواقفها من أي طرح على أساس ما تلمسه من توجهات الشارع السوري تعي تماماً إن الذهاب نحو مثل هذه اللقاءات أمر ضروري.
ولفت المحلل السوري إلى أن الحديث عن ملتقى جنيف يجب أن يبدأ من فهم متطلبات المرحلة بما تحمله من حساسية، فالوصول إلى حل هو خلاص لجميع الأطراف المهزومة في الحرب الدائرة في الأراضي السورية، وتركيا فيما تبديه من تحول في الموقف السياسي والمرونة غير المسبوقة تجاه الملف السوري، تعد أكثر الخاسرين من الحرب السورية، ولديها الكثير من المخاوف لذلك نجدها تحاول أن تتحصن بعلاقة طيبة مع إيران وروسيا، فالنظام التركي الذي لم يجد في الوعود الأمريكية ما يصرف على الأرض لمنع قيام دولة كردية أو إقليم شبه مستقل تحت الحكم الكردي، بدأ بالمناورة على هوامش حلفاء سوريا لتحصيل أي وعد أو تطمين بعدم قيام هذه الدولة.
ولفت يوسف إلى أن بقاء النظامين السعودي والقطري على المواقف المعادية لدمشق سيكون في مصلحة التنظيمات الجهادية، بكون هذين النظامين هما الداعم الأساس للإرهاب، ولكن لن تكون هذه المواقف في مصلحة “الرياض” و “الدوحة”، فالعاصمتين المهددتين بالإرهاب ستكونان من أكثر الأنظمة المتضررة من الحل السوري إذا لم تنسقان مع المحور الحليف لدمشق على صيغة تضمن عدم ارتداد الإرهاب والإرهابيين إليهما، وعلى ذلك يمكن القول إن إيران كقوة إقليمية مؤثرة فرضت إيقاعاً سياسياً معينا على مسار المنطقة ككل من خلال مشاركتها في الحرب على الإرهاب في الأراضي السورية من خلال تأكيدها وكشفها للعالم من الداعم الأساسي للإرهاب.
وأشار يوسف إلى إن الحلفاء الذين دعموا سوريا في حربها ضد الإرهاب طيلة سنوات خلت لن يصلوا إلى مشارف الانتصار ليبدلوا مواقفهم من الدولة السورية وفقاً للمقتضيات المصلحة الضيقة كما تحاول بعض القوى الإقليمية أن تروج عبر وسائل إعلامها، وإن كانت حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك مصالحاً في الأراضي السورية، فعلى رأس هذه المصالح إنهاء وجود الإرهاب من خلال التشارك في الدم والمصير مع الحكومة السورية، فالإرهاب لا ينضبط بحدود وعلى أساس هذا الفهم تأتي المواقف الإيرانية، وعلى أساسه أيضاً تأتي المواقف الروسية.
وختم المحلل السياسي عماد يوسف حديثه بالتأكيد على إن الإدارة الأمريكية الجديدة باتت ملزمة بتحولات يجب أن تنفذها في الملف السوري خصوصاً، وملفات المنطقة عموماً، لكون هذه الملفات سقطت بالتقادم الفاشل، ولم تتمكن واشنطن في زمن أوباما من صرف أيا من مشاريعها على أرض الواقع.
انتهى