محلل سوري: جنيف القادم سيكون أكثر جدية.. والدستور السوري مجرد تسريبات 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

أعتبر المحلل السياسي السوري عفيف دلا، الأنباء المتناقلة عن مسودة دستور روسي لسوريا بأنها ما زالت في إطار التسريبات الإعلامية غير المبنية على تصريح أو تأكيد رسمي من جانب روسيا أو سوريا، الأمر الذي يجعل الوقوف عليها ومناقشتها على إنها أمر واقع شيء سابق لأوانه.

دلا أكد على إن الحكومة السورية قاومت كل المشاريع الجاهزة التي حاولت القوى المعادية أن تفرضها بقوة الإرهاب الذي تستثمر به، وبالتالي فإن دمشق لن تقبل أي مشاريع يمكن أن تخرق القرار السيادي السوري حتى وإن كانت من الحلفاء، مبيناً أن الذي سرب يخص الرأي الروسي فقط، ولدمشق الحق في أن تناقشه ومن ثم تقبله أو ترفضه.
ولفت المحلل السوري إلى أن الحكومة السورية وفي مثل هذه الخطوة الكبيرة على المستوى السياسي لا تتعجل في إطلاق أحكام أو الذهاب نحو خطوات تنفيذية إن لم تكن مبنية على تشكيل لجنة سورية بشكل كامل لوضع الدستور، الذي يمهد تبديله لإجراءات سياسية حساسة مثل الانتخابات في كامل مستوياتها وصولاً إلى انتخابات رئاسية.
من جانب آخر، اعتبر دلا إن الحراك الروسي لجمع المعارضات في وفد واحد يذهب إلى مفاوضات جنيف القادمة يعتبر مسألة إيجابية، ولابد وإنه يتم بالتنسيق مع كامل الأطراف المؤثرة في الملف السوري بما في ذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكونها الحليف الأكثر قرباً للحكومة السورية، وعلى ذلك يمكن القول إن مفاوضات جنيف القادمة ستكون بأقل قدر ممكن من تدخلات الطرف المعادي لسوريا لكونه خسر الكثير من أوراقه الميدانية في المرحلة الماضية، وعلى ذلك يمكن القول إن مفاوضات أستانة مهدت لبناء نقاش سوري جاد في جنيف إذا ما عقدت جولة جديدة من المفاوضات فيها.
وختم دلا حديثه بالإشارة إلى أن دمشق وحلفاءها يقيمون علاقاتهم على أساس الاحترام المتبادل والندية ولا يمكن أن يتجه الإخوة في إيران أو الأصدقاء في روسيا لاتخاذ أي خطوة كبيرة فيما يخص الملف السوري دون التنسيق مع دمشق.انتهى