ترامب يوحد العالم
أثارت قرارات ترامب الأخيرة موجات غضب عارمة، وصلت تردداتها إلى جميع أصقاع العالم، فبعد أن أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قراراً يقضي بمنع اللاجئين ومواطني 7 دول من دخول الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر اتسعت حالة الغضب في أمريكا وخارجها، ولم يخرج مسؤولوا الدول وشعوبها عن صمتهم فقط للتعبير عن تنديدهم ورفضهم لهذه القرارات بل دفاعاً عن حقوق الإنسان، وبذلك يكون ترامب قد وحد العالم ضده وضد سياسته التي يرى محللون سياسيون أنها ستجلب نتائج كارثية للولايات المتحدة الأمريكية.
ردود أفعال قادة أوربا
كنا قد ذكرنا في تقارير سابقة مواقف كل من دول ألمانيا والسويد وبريطانيا وكندا الرافضة للقيود التي فرضها ترامب على المهاجرين واللاجئين، والتي كان أبرزها ماقاله رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، حيث كتب على حسابه على “تويتر” قائلا: “إلى أولئك الفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب.. الكنديون سيرحبون بكم بغض النظرعن عقيدتكم. قوتنا في تنوعنا.. مرحبا بكم في كندا”.
وكانت قد عارضت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل قرار ترامب ووصفته ب ” الخاطئ” .
وفي جديد المواقف ماقاله رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ووزير خارجيته بيرت كوندرز في بيان مشترك أن “هولندا مقتنعة بأن اللاجئين بسبب الحرب والعنف يستحقون ملاذا آمنا بغض النظرعن عرقهم أو معتقداتهم”.
وأضاف البيان ” أن رئيس الوزراء مارك روته ووزير الخارجية بيرت كوندرز يأسفان لمنع الاشخاص من سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة” مؤكداً رفض هولندا لمثل هذا الحظر.
كما أعلن وزير الهجرة الكندي احمد حسين أن بلاده ستمنح تراخيص اقامة مؤقتة للاجانب العالقين على اراضيها من رعايا الدول السبع المشمولة بحظر السفر الذي فرضه الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحافي “اود ان اطمئن الأشخاص الذين قد يجدون أنفسهم عالقين في كندا أنني سأستخدم سلطتي لمنحهم رخصة اقامة مؤقتة اذا اقتضى الامر. كما فعلنا ذلك في الماضي”.
من جهته، كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حازماً في رده على ترامب، إذ دعا أوروبا إلى التكتل والرد بـ”حزم” على ترامب.
كما غرد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على تويتر مؤكداً “أن بلاده ستحمي حقوق وحريات حاملي جنسيتها في الداخل والخارج، ذلك أن تفرقة الناس على اساس الجنسية عمل خاطىء وتقسيمي”.
أما رد الاتحاد الأوربي على قرار ترامب فجاء على لسان المتحدث باسم المفوضية الأوربية مارجريتس شيناس حيث قال” إن الاتحاد الأوروبي نفسه لا يميز بين الأشخاص على أساس العرق أو الجنسية أو الدين”.
وفي السياق، اعتبرت الأمم المتحدة القيودَ التي فرضها ترامب، بأنها “غير قانونية”.
وتجدر الإشارة أن الكاتب في “نيويورك تايمز” توماس فريدمان ذكّر ترامب بأن الوالد البيولوجي لستيف جوبس هو سوري الأصل.
العالم ينتفض والمتظاهرون يجوبون الشوارع
تظاهر عشرات الالاف في لندن الاثنين ضد الامر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الاميركي دونالد ترامب يوم الجمعة، كما رفعوا صوتهم احتجاجا على تأخر رئيسة وزرائهم في ادانة هذا القرار.
والمتظاهرون الذين أكد مصدر في الشرطة أن أعدادهم بلغت عشرات الالاف تجمعوا عصر الاثنين في جادة وايتهول الكبيرة في وسط العاصمة حيث مقر اقامة رئيسة الوزراء تيريزا ماي ومقرات العديد من الوزارات.
وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لترامب ومؤيدة للاجئين من بينها “نقولها بأعلى صوت، مرحبا باللاجئين هنا” ورفعوا لافتات كتب عليها “لا للعنصرية، لا لترامب” و”لن نصافح الفاشيين”. وردد المتظاهرون أيضا شعارات مناوئة لرئيسة وزرائهم تيريزا ماي، من بينها “تيريزا ماي، العار عليك”.
وحتى عصر الاثنين وقع اكثر من 1.4 ملايين شخص على عريضة تطالب الحكومة بالغاء زيارة الدولة التي يعتزم ترامب القيام بها الى المملكة المتحدة هذا العام، وهو مطلب اكدت ماي ان تحقيقه غير وارد وأن الزيارة قائمة.
وبعد يومين من محاولتها التقرب من واشنطن، دانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاحد القيود على الهجرة التي فرضها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، اثر تعرضها لانتقادات شديدة لرفضها القيام بذلك منذ البداية.
وفي انعكاس لحالة الغضب العالمي من قرارات ترامب، تظاهر الآلاف في الولايات المتحدة الأميركية، حيث شارك أكثر من 15 ألف شخص في تظاهرة نظمتها 12 مؤسسة في مانهاتن بنيويورك، على رأسها تحالف نيويورك للهجرة، والاتحاد الأميركي للحريات المدنية، ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، وبدورها شهدت مدينة بوسطن تظاهرة ضمت حوالي 10 آلاف شخص، كما خرجت تظاهرات ضد قرار ترامب في دالاس وأتلانتا وسان فرانسيسكو وسياتل وشيكاغو ولوس أنجليس والعاصمة واشنطن.
في أمة يعتبر فيها المهاجرون الركيزة الأساسية للاقتصاد الأمريكي كما أنها قامت على المهاجرين منذ بداية تأسيسها، كيف استطاع هذا الرئيس الذي أقل مايمكن القول عنه “عنصري” أن يتخذ مثل هذه القرارات، يتسائل مراقبون.
المصدر / الوقت