باحث سياسي: إقامة مناطق آمنة في سوريا ليست سوى وهم
وكالات – سياسة – الرأي –
أكد الباحث في الشؤون السياسية والأمنية الدكتور كمال فياض أنه من المبكر الحديث عن خطة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب لإقامة مناطق آمنة في سوريا،لأنه لم يمض على استلامه منصبه الجديد سوى أيام،لتبدأ معها المشاكل العاصفة أمام الكثير من خططه بدءاً من المهاجرين.
فياض وفي حديث لوكالة أنباء فارس أشار إلى أنه من يقرأ في السياسة يفهم أن الحديث عن خطة أميركية حقيقية لإقامة مناطق آمنة قادمة في سوريا هي وهم، حتى أن وزارة الدفاع الأميركية قالت أنها لم تتلق حتى الآن أي تعليمات تتعلق بالتحضير لإقامة خطط لمناطق آمنة في سوريا، إلا أن الأتراك رحبوا بمن يحقق حلمهم القديم، فيما رفع القطريون راية الترحيب بما تهفوا إليه مخططات إخوانهم المسلمين.
وأضاف فياض أن ما ينبغي إدراكه كواقع أن هذه الخطة الأميركية لن ترى النور إلا بعد التباحث الطويل والتوافق مع الروس الذين بدورهم سوف يفرغون هذه الخطة من محتواها ويحلبونها حتى القطرة ما قبل الأخيرة كما يحلب مزارع روسي بقرته الهزيلة، لافتاً أنه يتعذر على أي طرف كان وخاصة الأميركي أن يحلق بعيداً عن روسيا وإيران في أية مشاريع أو خطط في الساحة السورية، مضيفاً أن أميركا بالتحديد تدرك ذلك، كما أن ترامب يعي أنه لا يملك إلا خطة من ورق ليس إلا، وهي ليست أكثر من وعد انتخابي يرضي به البعض، ولكنه على أرض الواقع ليس أكثر من نمر من ورق، ولن يكون له أية حظوظ أو مفاعيل دون تفاهم روسي أميركي وتعاون مع محور موسكو طهران دمشق.
وقال فياض: “هناك واقعية سياسية يفهمها الأميركي، وبالتحديد المؤسسات الأميركية التي تحكم منذ عقود، وهذه الواقعية تفهم أن واشنطن سقطت على أبواب طهران ودمشق منذ سنوات، وحالياً سقطت على أبواب موسكو، فلم يعد لها إلا التمسك بشعار ترامب الإنتخابي الناجح الذي يقول أميركا أولاً”.
وأوضح فياض أن ترامب رجل تجارة ورجل أعمال وليس رجل سياسة، وبالتالي هو رئيس يفتقد للخبرة السياسية وسوف يقع في العديد من الأخطاء التي ستؤدي به إلى الكثير من التراجعات في خططه التي سيفلترها لتتماشى مع الحد الأدنى من الواقع ومن الحلم الأميركي الكبير.
وختم فياض بالتأكيد على أن واشنطن ومؤسساتها ونظامها السياسي العميق أقرت بفشلها في سوريا والمنطقة، وبالتالي على الجميع أن يعي ذلك جيداً، مجدداً التأكيد على أن خطة المناطق الآمنة في سوريا ستزيد من إرهاق أميركا ووستخلخل توازنها وتبعد ترامب عن شعاراته، قائلاً: “من دخل دمشق فهو آمن.. ومن خرج منها لن يعود إليها أبداً، هنا طهران من دمشق.. هنا موسكو من دمشق.. وليفهم من يريد أن يفهم.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق