التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

محلل سياسي: أمريكا يمكنها فقط الإنسحاب الأحادي من الاتفاق النووي.. وإيران سترد 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

اعتبر المحلل السياسي السوري صالح النشواتي أن تشكيل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الحالية ومجموعة المساعدين والمستشارين المحيطين به، نلاحظ أن هناك 11 شخصية يهودية ومنهم يمينيين يشكلون أهم الآراء الاستشارية لترامب كـ “ستيف بانون” كبير مستشاري ترامب الذي توقع حربا مع الصين وحرب كبيرة في الشرق الأوسط.

وتابع النشواتي، إضافة إلى أن السمات الشخصية لترامب كصانع قرار في البيت الأبيض تتمثل ببعد وحيد وهي البعد الاقتصادي بعقلية رجل الأعمال مع انعدام الخبرة السياسية، بالتالي شكل هذين المعطيين الأساسين نزعة أمريكية نحو إعادة بلورة أدوات جديدة لتحقيق أهداف السياسية الخارجية الأمريكية وهي أدوات تكاد تكون خارجة عن العقلانية، وهو ما ألقى بظلاله على أهم ملفات الشرق الأوسط وهو الملف النووي الإيراني، حيث بدأت الإدارة الأمريكية الجديدة بالتلويح بتمزيق الاتفاق النووي الإيراني وشن عمليات عسكرية ضد طهران.

النشواتي وفي حديث خاص لوكالة أنباء فارس لفت إلى أن تصرفات ترامب استوجبت الرد المباشر من قبل طهران والذي تمثل بإجراء مناورات عسكرية للقوى الجوفضائية الإيرانية والذي تلى اختبار جديد لصاروخ بالستي إيراني الصنع، مما يرسل رسالة قاسية للإدارة الأمريكية الجديدة عن استعداد طهران لمجابهة الخيارات غير العقلانية الأمريكية بخيارات مشابهة قد تؤدي إلى تدمير “إسرائيل” والإضرار بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو ماسيدفع الإدارة الأمريكية بالضرورة إلى إعادة حسابات الربح والخسارة والحذر الشديد من أي تهور ضد إيران، خاصة أن العالم يملك نموذج نووي متفلت من الإرادة الدولية وهو كوريا الشمالية، لذلك لا نعتقد أن واشنطن قد تدفع بإيران لتكون نموذج شبيه بكوريا الشمالية في الشرق الأوسط وهو مالم تسمح به كل من روسيا والصين وفرنسا وألمانيا.
وأشار النشواتي إلى أن الاتفاق النووي الإيراني مكرس بقرار من مجلس الأمن الذي يحمل الرقم 2231، وبالتالي لايمكن للولايات المتحدة الأمريكية من الناحية القانونية إلغاء الاتفاق وإنما الانسحاب الأحادي منه، ومن هنا نستطيع أن نستقرأ أن واشنطن ستتبع استراتيجية حفة الهاوية دون السقوط بها حيث تشكل حجم التكاليف الاقتصادية أحد أهم وأكبر الهواجز لترامب وهي ذات الهواجز التي دفعت بترامب بالتوجه ضد الصين وإلغاء اتفاقية الشراكة الاستراتيجية عبر المحيط الهادي(TPP)، بالتالي توجه واشنطن في المدى المنظور لن يتعدى ممارسة الضغط الشديد على طهران لمحاولة تعديل الاتفاق النووي بما يضمن إزالة التهديد عن الامن القومي الإسرائيلي والمصالح الاستراتيجية للولايات المتححدة الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو مالايسمح به دور إيران الأقليمي في حل أزمات الشرق الأوسط حيث تشكل إيران صمام أمان يحول دون نشوء خلل في التوازن الاستراتيجي في المنطقة ودخول الشرق الأوسط في صراعات لامنتهية توفر البيئة المناسبة للمنظمات الإرهابية للتقدم بمشاريعها وأجنداتها التي تهدد السلم والأمن الدوليين.
وختم النشواتي حديثه بالتأكيد على إن وفد الرياض سيسعى بحصر التمثيل المعارض به أو محاولة إفشال المؤتمر في حال لم يحصل على الحصة الأكبر والأكثر فاعلية في الوفد، لذلك مسار مؤتمر جنيف يشوبه الكثير من الألغام ويخضع للكثير من الضغوط نتيجة تشابك الأدوار للدول الفاعلة وغموض الدور الأمريكي، ولكن هذه المحاولات المنفردة بالتأثير على مجريات الأحداث في الشرق الاوسط ستجابه برد فعل روسي قد ينهي أيام الغزل بين واشنطن وموسكو وقد يتعدى نطاق الملف السوري ليشمل كل الملفات الساخنة بين أمريكا وروسيا، لذلك حتى ولو انعقد مؤتمر جنيف فإن احتمال أن يكون المؤتمر النهائي هو احتمال ضئيل ولكن بالمجمل سيشكل حجر أساس للحد من تدهور الأوضاع في سوريا بالإضافة إلى تأطير الصراع إلى حين وضوح الدور الأمريكي في الشرق الأوسط وحقيقة إنشاء آلية أمريكية-روسية مشتركة لمحاربة الإرهاب.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق