هل سيؤثر “حظر الدخول” إلى أمريكا على نشاط الشركات الأمريكية في الشرق الأوسط؟
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا حول تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة والدول الإسلامية التي حظر ترامب دخول رعاياها الى أمريكا، مشيرة الى مخاوف الشركات من تأثير ذلك على مستقبل العلاقات التجارية بصورة خاصة مع إيران والعراق.
منذ انطلاق الحرب على العراق في عام 2003، لعبت الشركات الأمريكية العاملة في مجال الطاقة، الصناعات العسكرية والصناعات المدنية دورا كبيرا في عملية إعادة إعمار العراق، فيما قد تؤدي خطوة ترامب الى دفع القادة العراقيين نحو اتخاذ خطوات للرد.
وكان العراق من البلدان السبعة التي شملها قانون ترامب لحظر الهجرة الى أمريكا، مما دفع عددا من أعضاء مجلس النواب العراقي لتبني مشروع المعاملة بالمثل، إلا أن الحكومة العراقية رفضت هذه المقاربة زاعمة أنها قد تؤثر سلبا على مساعي اكتشاف النفط واستخراجه.
رغم ذلك تخشى بعض شركات النفط الأمريكية من أن القيود على السفر قد تؤدي الى تصاعد العداء للأمريكان في العراق، أو أن تقوم البلدان الأخرى بخطوات للرد على القرار.
وأقرت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الجمعة، عقوبات اقتصادية جديدة ضد إيران قِيلَ إنها تستهدف الأشخاص والشركات من ذوي العلاقة بالتجارب الصاروخية، ووفقا للتقرير أثارت هذه العقوبات مخاوف شركات مثل بوينغ وجنرال الكتريك اللتين تحاولان بناء علاقات تجارية جديدة مع إيران.
وتعد صفقة شركة شراء إيران طائرات من شركة بوينغ الأمريكية بقيمة 16.6 مليار دولار، أكبر صفقة تجارية مهددة بهذا القرار، وقد أعلنت الشركة في شهر ديسمبر الماضي أنها تسعى للتعامل بحذر مع مواقف ترامب المتزمتة تجاه إيران.
مقابل مواقف ترامب المتزمتة تجاه إيران تبرر شركة بوينغ عقد الصفقة مع الأخيرة، بأنها ستساعد على توفير عدة آلاف من فرص العمل في أمريكا. وقد عُقِدَت الصفقة بعد الغاء الحظر الدولي على إيران، إلا أن ترامب انتقد الاتفاق النووي مع إيران بشدة، وكتب يوم الجمعة عبر حسابه الرسمي على تويتر، إن إيران تلعب بالنار؛ و{الإيرانيون} لا يقدرون كم كان الرئيس أوباما لطيفا معهم، مضيفا: لن أكون هكذا.
وفي هذا الصدد يعتقد محلل مؤسسة “لكسينتون”، نورن بي تامسون أن صلات العراق بالبنتاغون وثيقة جدا، ومن الصعب جدا التوقع بأن تؤثر قرارات ترامب على الصفقات الأمريكية مع العراق.
وأضاف: إن التوتر مع إيران قد يؤدي الى المزيد من مبيعات الأسلحة الأمريكية لبلدان أخرى مثل السعودية والبحرين. والى جانب إيران والعراق فقد حظر ترامب دخول رعايا 5 دول إسلامية أخرى وهي ليبيا، الصومال، السودان، سوريا واليمن؛ في حين غاب عن القائمة أكبر حلفاء أمريكا التجاريين والاستراتيجيين مثل مصر، باكستان والسعودية.
وتشمل قائمة الحظر الأمريكية إيران، السودان وسوريا وهي بلدان تتهمها أمريكا بدعم الإرهاب، وقد فُرِضَ حظرٌ على بيع السلاح لهذه البلدان. كما علقت الشركات الأمريكية نشاطها في هذه البلدان خلال الأعوام الماضية.
وأعلنت شركة “وزيرفورد” التي تقدم خدمات تقنية وتعليمية في العراق، ليبيا واليمن أنها ستخفض نشاطها التجاري في الشرق الأوسط لتحقيق الاستقرار المالي. في هذا الصدد قال نائب مدير إحدى شركات “شرام” العاملة في مدينة وينشستر والمتخصصة ببناء المنصات النفطية والتي لها منصات في أكثر من مائة بلد حول العالم ومنها العراق، إن تصعيد حدة التوتر بسبب قرار ترامب قد يؤثر على تجارة أمريكا حتى مع بلدان أخرى غير البلدان السبعة المشمولة بالقرار.
وتابع: أنا قلق من الخطوات التي قد تتخذها هذه البلدان للرد؛ كما أن هذا الأمر قد يؤدي الى ترجيح كفة الصين في التنافس التجاري.
وأضاف: إن موظفي وعمال شركة “شرام” يترددون على العراق والبلدان المجاورة له وقرار ترامب يضع عراقيلا أمامهم.
واختتم بالقول: بعد الغاء الحظر الدولي على إيران، تقدمت الكثير من الشركات الأوروبية والآسيوية بعروض لإيران، وقد وصلت الکثير من هذه العقود الى مرحلة التوقيع، فيما فشلت الشركات الأمريكية في توقيع عقود مع إيران، حيث أن بعض العقوبات ما تزال قائمة وهي تحول دون عقد الصفقات.
المصدر / الوقت