ما الذي يحصل في مدينة الباب السورية
تشغل مدينة الباب السورية حيزاً كبيراً في فكر أبناء الشعب السوري حيث تمتاز المدينة بشنّ هجوم من قبل قوات “درع الفرات” المدعومة تركياً ناهيك عن القوات السورية التي باتت بحسب رأي الكثير من المحليين العسكريين هي التي تحقق التقدم الأكبر على جميع أراضي التراب السوري.
ومنذ اعلان تركيا تشكيلها ما يسمى بـ “درع الفرات” كان من المفترض ان تتجه هذه القوات باتجاه مدينة الباب باتجاه الشمال والشرق الامر الذي طرح الكثير من اشارات الاستفهام حول الغرض التركي من هكذا هجوم، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حول معركة الباب: “يجب أن ننجز المهمة في الباب سريعا وألا نذهب لمسافة أبعد، الجهود تسير في هذا الاتجاه.”
وتقول تركيا إن التقدم الذي حققته فصائل المعارضة المتحالفة معها في الباب أبطأته جهود لتجنب إيقاع ضحايا مدنيين، في الوقت الذي قال فيه المرصد السوري لحقوق الانسان ان اللائمة تقع على القصف التركي في وقوع خسائر بشرية كبيرة.
وفي أقل من أسبوعين وصلت وحدات الجيش السوري لمسافة تبعد ستة كيلومترات من الجنوب والغرب وبمجرد أن تبين للاتراك التقدم النوعي للقوات السورية باتجاه الغرب تسارع الاتراك لتغيير خطتهم وشن هجوم باتجاه الغرب، الامر الذي دفع مندوب سوريا الدائم في الامم المتحدة بشار الجعفري الى ادانة دخول القوات التركية إلى قريتي الغوز وأبو الزندين غرب مدينة الباب، واعتبر في رسالتين إلى الأمين العامّ للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أنّ إقدام الجيش التركي على بناء جدران دفاعية داخل الأراضي السورية مخالف لمبدأ علاقات حسن الجوار.
وطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالعمل على وقف الانتهاكات التركية التي تهدد السلم والأمن الدوليين وباحترام السيادة السورية وبتطبيق القرارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وتمكنت قوات الجيش السوري في الآونة الأخيرة من تحرير بلدة عران الاستراتيجية جنوب مدينة الباب بعد معارك عنيفة مع إرهابيي تنظيم داعش، والبلدة كانت معقدة بالكامل حيث إنها خط دفاعي كبير لإرهابيي داعش عن مدينة الباب، وكانت مليئة بالخنادق والأنفاق وآلاف العبوات الناسفة والتي زرعها إرهابيو داعش تقريباً في كامل أنحاء البلدة، كما تمّ تدمير أكثر من 5 مفخخات لإرهابيي التنظيم من قبل الجيش حيث حاول الإرهابيون بها منع تقدم القوات للبلدة، كل ذلك لم يمنع قوات النخبة في الجيش السوري بقيادة العميد النمر سهيل الحسن من خرق دفاعات التنظيم واقتحام البلدة والسيطرة عليها
أما سلاح الجو السوري فقد كان حاضراً حيث مهد الطريق أمام القوات بالعديد من الغارات الجوية خلال الثلاثة أيام الماضية مدمراً الخنادق والأنفاق والعديد من شبكات الاتصالات والأبراج لإرهابيي داعش، وقتل خلال المعارك أكثر من 40 إرهابياً من داعش وجرح العشرات وتم تدمير العديد من السيارت المزودة برشاشات والاستيلاء على أسلحة وذخيرة.
هذا وقد دكّ الطيران الحربي السوري والروسي عشرات الأهداف لإرهابيي تنظيم داعش في القرى والبلدات التي تتقدم إليها وحدات الجيش السوري جنوب الباب بريف حلب الشرقي.
وكان مصدر ميداني قد أكد للمصدر نيوز تدمير الطيران السوري لعدة شبكات اتصالات يستخدمها التنظيم بالإضافة لعدة سيارت مزودة برشاشات ومقرات ومخازن أسلحة وذخيرة هاون أدّت لمقتل العديد من أفراد التنظيم الإرهابي.
وسيطر الجيش السوري صباح اليوم على بلدة عران الاستراتيجية جنوب الباب عقب معارك عنيفة قتل فيها 41 إرهابياً من داعش وجرح العشرات وفجر الجيش أكثر من 5 مفخخات حاول بها التنظيم إعاقة تقدم الجيش للبلدة.
ومن جانبها نشرت وكالة أعماق مشاهد من الضربات الجوية التي تتعرض لها مواقعها في بلدات ريف حلب الشرقي ومنها عويشينة جنوب الباب، كما تصدى إرهابيو التنظيم لهجوم مسحلي درع الفرات على بلدة بزاعة شرق الباب وفجر بهم عربة مفخخة واستعاد البلدة.
وفي سياق آخر قال مصدر ميداني: إنه وبعد وصول وحدات الجيش السوري إلى بلدة “سرحان ” والتي تعدّ خط الفصل بين داعش الإرهابي الموجود في “الباب” بريف حلب وقوات الجيش المتقدمة من الأحياء الشرقية الواصلة إلى منطقة النجارة، اكتشفت أن بلدة سرحان تم تفخيخها من قبل إرهابيي “داعش”.
وعمدت وحدات الهندسة بتفكيك الألغام والمتفجرات وتمكنت من الثبات في المنطقة ليوم واحد، وفي الساعة الثانية عشر ظهراً من اليوم التالي شنّ تنظيم داعش هجوماً واسعاً على الجيش السوري عبر ما يزيد عن 4 دبابات مفخخة وتبعها هجوم بالأسلحة الثقيلة المحمولة على عربات ثقيلة.
وأضاف المصدر: إن عتاد عناصر داعش المهاجمة وصل إلى ما يزيد عن 10 مدافع “23” و 7 “رشاش 14 “، مدعوماً بقذائف ” آر بي جي”، كما زاد عدد العناصر المهاجمة عن 1000 داعشي، مبيناً أن ضخامة العتاد والعديد تؤكد استماتة التنظيم في الدفاع عن آخر نقاط دفاعه أمام تقدم الجيش السوري ودخوله إلى منطقة الباب.
وتابع المصدر إن ضراوة الهجوم دفعت قيادة الجيش السوري إلى الإيعاز لقيادة المعركة بالانسحاب والعودة إلى منطقة “النجارة”، وهي نقطة تجمع القوات، كاشفاً أن التحضير يجري حالياً للتقدم من جديد ومتابعة حملة تحرير منطقة الباب.
هذا وتمكنت القوات السورية التابعة لتركيا من السيطرة على مدينة البزاعة المهمة التي تقع شرق الباب، وبعد هذا التطور باتت مدينة الباب محاصرة من ثلاثة أطراف وسط تكهنات بسقوط داعش في المدينة خلال أيام.
بدورهم أكد نازحون سوريون، أن تنظيم “داعش” الإرهابي يستخدم أنفاق شبكات المياه بعد توسيعها لأغراض عسكرية والتنقل بين مدينة الباب وقراها القريبة في ريف محافظة حلب الشمالي.
وقال نازح لوكالة “الأناضول” التركية ” هربت مع أسرتي من قرية تادف جنوب شرقي الباب، بعد تعرضي لمضايقات من قبل عناصر “داعش”، مضيفاً إن”عناصر التنظيم يستخدمون أنفاق شبكات المياه بين الباب وقريتي تادف والقباسين، لأغراض التنقل والإمداد وحماية أنفسهم من القصف”.
وتحدث المصدر أن نفق المياه الذي يصل إلى المشفى الوطني في مدينة الباب، يستخدمه عناصر التنظيم لأغراض عسكرية، متابعاً إن التنظيم أقام نظام تهوية في نقاط محددة “لتصبح شبكة الأنفاق بين الباب وتادف والقباسين متكاملة”.
وأعلنت القوات المسلحة التركية عن مقتل المدعو أبو خالد الأردني، الذي عينه تنظيم “داعش” الإرهابي والياً على مدينة الباب شمالي سورية في غارة جوية نفذتها مقاتلات تركية أمس السبت في إطار عملية “درع الفرات” المتواصلة منذ 166 يوماً.
وأكدت القوات المسلحة التركية في بيان لها، “مقتل أبو خالد الأردني، الذي عينه “داعش” والياً لمدينة الباب، خلال الضربات الجوية التي وقعت أمس في مدينة الباب وأسفرت عن مقتل 32 إرهابياً من تنظيم “داعش”.
المصدر / الوقت